المرأه فى أدب المازنى و السحار



سامح سليمان
2013 / 10 / 6

يظهر تقديس الرجل العربى لحب أمه فى الثقافه والأغانى والشعر وفى روايات الأدباء ومنهم المازنى الذى قال لأمه :
( أنت سيدتى ، اننى احبك وأجلك واننى مدين لك بكل ما جعلنى أنا ) " قصة حياة المازنى "
ولكن يرى المازنى أن النساء ( غير أمه ) محيرات مستعصيات على الفهم ( هؤلاء النساء أمرهن عجيب والذى يستطيع أن يعرفهن على حقيقتهن لم يخلق بعد ) " إبراهيم الثانى "
ويتخبط المازنى فى وصفه للمرأه ، تاره يجدها مجرد أداه للولاده وحفظ النوع وجمالها وجاذبيتها نوع من الكفر بالله ( هى أداه لحفظ النوع وجمالها أن تفنى فى الجماعه ) لكنه يناقض نفسه ويعترف أن المرأه هى كل شئ فى الحياه ، بل هى الحياه مختزله .
" إبراهيم الكاتب "
ويتغزل المازنى فى الفتاه الغربيه التى تحب الرجل بحريتها وأختيارها ويذم الفتاه المصريه التى لا تستطيع أن تحب بحريتها و أختيارها ، إلا أن أعجابه بهذا النموذج من المرأه المتحرره يتكشف عن أن أعجاب غير حقيقى ، لأنه سرعان ما يزدرى ليلى المتحرره لأنه دفعت شرفها وعفافها ثمناً لتحررها ويصرح بأن التحرر دنسها .
ويقف أبطال المازنى حائرين سلبيين أمام النماذج المختلفه، فالمرأه الأنثى المتحرره مرفوضه وتصدم عقلية الرجل العربى المحافظ على مفهوم شرف الفتاه وعذريتها ، والمرأه العامله المكافحه خشنه فقيره لا ترضيه لأنه تعود على نساء منعمات عاطلات فى البيت، أما الفتاه الطاهره التى ترضيه فهى فتاه تقليديه بالطبع وتحول بينها وبينه التقاليد .
وأقصى ما تتمناه البطلات فى أدب المازنى على أختلاف أنواعهن أن يحققن وجودهن بالزواج ، أن عالم المرأه عنده ليس إلا الرجال وأحلام العثور على الزواج، وبعد الزواج لا تنشغل المرأه إلا بفنون الأحتفاظ بالزوج، وتدربها أمها على هذه الفنون قائله :
ينبغى أن تكونى له كل يوم أمرأه جديده تتصدى له وتغريه وتفتنيه . " أبراهيم الثانى "
وتتدرب المرأه على فتنة الرجل على يد أمها أو خالتها كما تدربت نساء ألف ليله وليله على الكيد والفتنه والسحر .
ويظهر مثل الكتاب العرب المعاصرين كراهيتهم للمرأه الجريئه المتحرره ، فيتقزز بطل ( عبد الحميد جوده السحار ) حين يرى كوثر حبيبته بالمايوه أو لباس البحر، فثار دمه فى عروقه وشعر بتقزز و ضيق فبدت لعينيه بغيضه تافهه . " قافلة الزمان "
وكان من الطبيعى أن يشعر البطل بإنجذاب أشد نحو المرأه التى يحبها خاصةً و أنها كانت جميلة الجسد ، ولا بد أن هذا التقزز الذى أعتراه لم يكن لقبحها و إنما هو شعور دفاعى يلجأ اليه الرجل المحافظ على التقاليد ، وهو بدلاً من أن يعترف أنه غير طبيعى يتهمها بأنها بغيضه وغير طبيعيه .
ويظهر مثل هذا الرجل المحافظ فى معظم القصص والروايات ونراه شديد النفور من تلك المرأه المتعلمه التى تخالط الرجال وتراقصهم ، وهو أيضاً شديد النفور من المرأه المحجبه و من المرأه الفقيره التى كثيراً ما تسقط بسبب فقرها ، أما الفتاه المتحرره فهى تزداد سقوطاً و أنحطاطاً بسبب تحررها ، ويصبح الرجل حائراً منهاراً ( فإنهار وراح يضرب فى الطريق وهو حيران يحس فى أعماقه أحساس من يعيش غريباً فى الحياه ) " النقاب "

أهم المراجع : عن المرأه : د . نوال السعداوى .