هروب موناليزا و رجل من عسل، الابداع وواقع المراة



هلالة رافع
2013 / 10 / 7

هروب موناليزا و رجل من عسل

الابداع وواقع المراة
عنوان لحوار مفتوح مع الشاعرة والكاتبة بلقيس حميد حسن في مركز نينا

بلقيس حميد تعيش وتتعامل مع واقع الحياة، كإمرأة حرة متمردة. في اشعارها وکتاباتها تکتب نفسها باسلوب شيق وبکل جرأة وبساطة.
اثناء تصفحي السريع لروايتها الأولي هروب الموناليزا، توقفت عند الجمل التي ينبع منها کل الصدق والجرأة في حديث الکاتبة عن تجاربها وتجارب نساء أخريات، التقت بهن أو تعرفت عليهن في مسيرة الحياة.

في ديوانها "أجمل المخلوقات رجل" نلمسُ بأن الشاعرة، تنظر للمرأة والرجل ککائنين مکملين لبعضهما في الحياة. فإن الحياة الاجتماعية بکل انفعالاتها وهيجانها الايجابية والسلبية وتجربة الحب بين المرأة والرجل، لم تؤثر على تحول بلقيس الى عالم الكراهية والبغض في رؤيتها للحياة، فهي بکل واقعية تنظر الى الأسباب والعوامل التي أدت الى تقسيم الانسان تحت تسمية "إمراة" و "رجل" كعالمين مختلفين وکينونات مسلوبة الانسانية، فأشعارها نابعة من حس واقعي ومرآة لحياتها.

من خلال تلك الأيام قليلة، واللحظات التي قضيناها مع بعض، تبين لي أن بلقيس هي ذاتها في معاملتها، أحاديثها، ضحکاتها و بکائها، في همومها ومواقفها، دون إعطاء أهمية لنظرة الاخرين لها. وعلي عکس الکثير من الشعراء، فهي مليئة بالتفاؤل والأمل في الحياة والآخرين، بحيث کانت تملأ المکان بضحکاتها العالية والسرور علي رغم کل شئ.

ککاتبة تحدثت في أمسيتها بشکل عام عن جزئيات ونتائج إرهاصات السلطة والنظام السياسي ودور الدين في ترسيخ أهدافه المعلنة وغير المعلنة، في النظر لحرية وحقوق الانسان وبضمنها الحقوق المغتصبة والنظرة الدونية للمرأة واستقلالية الفرد، الذي بنى و رسخ مفاهيم وأفکار و عقائد مجتمعات الشرق الأوسط البالية والعراق خاصة.

محاور الأمسية كان حول المرأة والابداع، أو الفرد والإبداع في مجالات مختلفة، كالفن الأدب، العمل الاجتماعي، والسياسي. إبداع الفرد كان له أهمية خاصة في الحوار، في نفس الوقت كان الكلام حاضراً حول كيفية تحويل الابداعات الفردية وتاثيراتها على تقدم الحركات الاجتماعية للتغيير الاجتماعي والسياسي بشكل واسع.
في المحاضرة کان هناك محور آخر حول العوائق التي توجه سهامها نحو الابداع، خصوصا بالنسبة للمرأة المبدعة في مجالات مختلفة في دول الشرق والمجتمعات التي يكون تاثير السلبي للدين و تسلطه‌ بارزاً علي کل روافد ومفاصل الحياة. وهنا ركزت بلقيس علي الدور القوانين القديمة التي لاتناسب الزمن الحديث انما تناسب مجتمعات ماقبل اكثر من الف عام، بحيث اثرت القوانين بدورها علي حياة وحرية المرأة ودرجة تطورها في المجتمع.
أوضاع المرأة في الدول العربية قبل وبعد الحركات الجماهيرية والتغيرات السياسية في السنوات الاخيرة كانت محورا آخر، وفي نفس الوقت كان الحديث عن دور ومكانة المرأة والاتحادات و المنظمات النسائية في تلك المستجدات.

في النهاية خرجنا بمحصلة مفادها أن ليس هناك طريق آخر إلا من خلال العمل المستمر، حسب طاقات ومواقع ومكان عملنا كأفراد مبدعين او العمل ضمن المنظمات الاجتماعية والسياسية، وتلاحم وتقوية الروابط بين هاتين القوتين لتحرکنا نحو التغيير الجذري في النظام السياسي والاجتماعي لارجاع هويتنا الانسانية المسلوبة.

هلالة رافع
منسقة منضمة الدفاع عن حقوق المراة و مرکز نينا
2013-10-07
السويد/ستوکهولم