مهرجان الجنس البذيء



مرثا بشارة
2013 / 10 / 16

مهرجان الجنس البذيء

لم اصدق ما سمعته ، بل ما تلوثت به اذني ، كدتُ أُجن و انا اسمع كل تلك البذاءات التي تقال عن البنات و الشبات و النساء في مجتمعنا المحافظ ، المصيبة ان كل هذة البذاءة لم تنطلق السنتها الملتهبة من خناقة شرسة في حي شعبي بين بعض البلطجية ، لكن و بكل اسف من واحدة من مصائب العصر ، انها اغنية من ابشع الاغنيات تسمي بحسب بعض المواقع الالكترونية ( مهرجان الجنس الناعم ) ، و انا كمواطنة مصرية ، لا يعنيني مَن خرجوا بهذا العمل او ما هو مستوي تعليمهم او قدر ما يملكون من ثقافة او حتي ادني حد من الاخلاق الكريمة و آداب الكلام او الحوار ، لكني و بكل تأكيد ارفض جملةً و تفصيلاً كل ما اتي علي السنتهم فيما يسمي ( مهرجان الجنس الناعم ) التي يجب تسميتها وصلة شتائم و بذاءة ، فعنوان الاغنية في حد ذاته يحمل مضامين تسيء لسمعة البنات و النساء في مجتمعنا ، فما هو معني مهرجان الجنس الناعم !!!
انه يصور البنات و كأنهن فاجرات لاهيات تقمن بتعرية اجسادهن بحثا عن الجنس في كل مكان و تعرضن انفسهن علي الشباب و الرجال متنقلات بين احضان هذا و ذاك ، ان كل ما ورد في تلك الاغنية من الفاظ و كلمات بذيئة و خادشة للحياء جريمة يجب ان يُعاقب عليها كل من شارك في هذا العمل السيء ،
كيف تُهان المراة في مجتمعنا بهذا الشكل بعد ثورة كان من اهم مطالبها الكرامة الانسانية ؟ ،
كيف تهان المراءة بتصدير تلك الصورة المشوهة عنها و ترسيخها في عقول الشباب و الاطفال؟ ، ان ترسيخ فكرة ان الفتاة هي المسؤلة عن اثارة الشاب للتحرش بها هي فكرة مريضة لا يتبناها سوي اصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يقوون علي مواجهة انحطاطهم الاخلاقي فيلقون بالائمة علي الاخرين ، و يحضرني في هذا المقام قول عيسي المسيح تبارك اسمه (ان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما ) ، فالمشكلة بداخلك انت لا تبحث خارجك عن حل لها
و حل هذة المشكلة في رأي شخصي الضعيف ، لا يكون الا بتغيير تلك الثقافة المريضة عن طريق الاهتمام بترسيخ الاخلاق الرفيعة و المباديء السامية عن تقدير و احترام المراة في مناهج التعليم و بخاصة في المرحلة الابتدائية ، ثم سن قوانين تجرم و تحرم و تعاقب كل من يستخدم الفن كوسيلة لنشر افكار هدامة و مدمرة لتراثنا الثقافي الشرقي ، يجب مراجعة كل الاغاني الشعبية التي اصبحت الوسيلة الاولي و المؤثرة لترويج الكثير من الافكار المغلوطة و الاخلاق المتدنية التي تختزل كل مشاكل مجتمعنا في جسد الانثي و كأنه عورة يجب اما حجبها او انتهاك آدميتها ، لست اريد الحجر علي الابداع بل اريد الحفاظ علي الفن الاصيل من الانهيار ، في الاخير لا اريد لأذني ان تتلوث (مُضطرة) بسماع ضجيج مثل هذة الاشياء البغيضة .
عاشت مصر الحضارة