نور مياتي بعيون سعودية!



فايز شاهين
2005 / 5 / 29

أكدت إمارة الرياض أن الخادمة "نور مياتي" الإندونيسية الجنسية قد كذبت بشأن التحقيق ولا صحة لما ذكرته بأن كفيلها حبسها وعذّبها، وهذا نص البيان من إمارة الرياض:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لقد قامت إمارة الرياض بالتحقيق في قضية العاملة الإندونيسية "نور مياتي" وتعرّضها للتعذيب على يد كفيلها السعودي وزوجته، وأن ذلك أدى إلى إصابتها بغرغرينا في أطرافها وتم بتر بعض أصابعها بعملة جراحية في المستشفى وادعائها على كفيلها وزوجته بأنهما المتسببان في تلك الإصابات التي تعرضت لها نتيجة تعديهما عليها بالضرب بدون سبب معين وقولها إنهما كانا يستخدمان الحديد والخشب في تعذيبها.
وقد قامت هيئة التحقيق والادعاء العام بالتحقيق مع كفيل العاملة المنـزلية الذي أوقف بتاريخ 11 صفر 1426 هجرية وأنكر في التحقيق ضربه للعاملة وأنه لا يعرف سبباً لما أصابها، كما أنكر الابن البالغ عمره 15 سنة أي علاقة متوترة بين العاملة مع والديه. أماّ ما الإصابة التي في وجه الخادمة، حيث اعترفت زوجة الكفيل بضربها للخادمة على وجهها وذلك لأن الخادمة استمرت في العمل في المنـزل دون ارتداء ملابس داخلية، حتى أن نهديها كانا بارزين من تحت الملابس، وهذا أثّر على الزوجة بسبب خوفها من الله، ونصحت الخادمة بالتقوى والورع وأن نهديها البارزان يثيران الفتنة لدى الولد ذو الخمسة عشر عاماً، وكذلك في الزوج، حيث الزوجة ذكرت أكثر من مرة أن زوجها اشتكى منها وقارن ... بالخادمة.
وعند التحقيق مع الخادمة، اعترفت بأنها حاولت إغواء الفتى أكثر من مرة ليذهب معها لحجرتها، وحتى مع محاولتها التعري أمامه وإظهارها ما خفي تحت ملابسها من .... ، لكنه رفض وقال أستغفر الله ثلاثاً، وذهب واغتسل وصلى وشكر الله على نعمة الإسلام، ثم أخبر والدته بأن تنصح الخادمة وأن تكون رقيقةً معها لأنها غريبة عن ديارها، وهذا ما تم، ولكن الخادمة أبت، وأرادت أن تنتقم من الزوج والزوجة والابن؛ فقامت بالإضراب عن الطعام ووضع منظفات حارقة على يديها وجرحت نفسها مِراراً وربطت نفسها في دورة المياه لتبدو عليها علامات التعذيب. ووصل الأمر إلى أن قامت بعمل جروح في إحدى عينيها وأصابع يديها ورجليها، لكن كفيلها وزوجته بكيا كثيراً لحالها وبحثا عن طبيبة لتعالجها، ورفضا أن يكشف على الخادمة رجل مخافةً من الله مع أن ذلك كلّف الزوجين المؤمنَين الكثير من المال والجهد.
وبعد عدة محاولات مع الخادمة لعلاجها ورفضها، قرّر الكفيل نقلها إلى المستشفى وهو يبكي لحالها ويصبّرها على ما حدث وإن ذلك من الابتلاء الذي ستنال به الكثير من الثواب "بإذن الله"، وقبل الوصول إلى المستشفى قامت الخادمة بفتح الباب ورمي نفسها من السيارة إمعاناً في تشويه صورة مكفولها المؤمن، فأوقف سيارته وبحث عنها وحملها على كتفه وأدخلها المستشفى لعلاجها حيث أن قفزها من السيارة أدى إلى تكسير أسنانها وحدوث جروح أخرى في وجهها ورجليها، وبقى خارج غرفة العناية المركزة يبتهل لله ويصلي ويدعو لها بالشفاء العاجل وعينية مليئة بالدموع. وما أن صحت من غيبوبتها إلاّ وجانبها زوجة الكفيل تحتضنها وتقبل رأسها وتدعو لها بالصلاح وتستغفر لها.
مع اعتراف الخادمة بذنبها، وبكائها ومطالبتها بالقصاص منها لأنها خانت الأمانة وقامت بتشويه صورة مكفولها المؤمن وزوجته، ومع تكذيبها لخبر أن مكفولها لم يعطها راتبها الشهري، بل اعترفت بأن مكفولها "جزاه الله خيراً" كان يدفع لها أكثر من راتبها بكثير، إلاّ أن مكفولها رفض رفضاً باتاً إخبار المحققين عن الراتب الذي يدفعه لها رغبةً في نيل مرضاة الله، ورفض أيضاً معاقبة الخادمة. إضافةً إلى أن الزوج طلب من الولد أن يدعو للخادمة بالشفاء عند كل صلاة طوال فترة بقاءها في المستشفى؛ وقد استغرق شفاءها أسبوعين حيث كانت العناية بها على أعلى مستوى. وقد استنكر الكفيل وزوجته ظهور صور الخادمة على مواقع الأخبار في الشبكة العنكبوتية وساقاها ظاهران، وهذا يخالف أوامر ديننا الحنيف حيث أن ذلك يثير الفتنة.
وحيث أن ما ذكرته عضوة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة نورة الجميح بأن حالة الخادمة في المستشفى كانت في حالة صحية سيئة جداً، وطالبت بعقاب الكفيل، أصبح الخبر كاذباً، فقد اعتذرت اللجنة للزوج وزوجته وابنه، وقامت اللجنة برفع قضية ضد الحكومة الإندونيسية، وبالتحديد ضد محمد سوجيارتو الملحق العمالي في السفارة الإندونيسية في الرياض لإدلائه بأخبار كاذبة لتشويه صورة المملكة فقد قال بأن "الزوج وزوجته ضربا الخادمة لأنها لم تحصل على راتبها، وأن ربع الخدم في السعودية لا يحصلون على رواتبهم وإن العديد منهم يتعرض للتحرش الجنسي". وقد أضاف رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان د. بندر حجار بأن اللجنة بالفعل اعتذرت للزوج وزوجته وأنهم سيتبنوا قضيتهم لرفعها للجان حقوق الإنسان لما نالها من تشويه متعمّد، ورفضا الزوجين رفع قضية ضد الخادمة، بل طالبا بالعفو عنها والدعاء لها بالهداية والصلاح.
وأرجعت إمارة الرياض التأخير في إيضاح هذه القضية إلى عدم اكتمال إجراءات التحقيق التي تتطلب الوقت لإتمامها وأكدت على أهمية دور الإعلام في إيضاح ونشر الحقيقة في مثل هذه القضايا للمواطنين وبيان تطوراتها.