سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!



قاسم حسن محاجنة
2013 / 11 / 10

سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
الدور الذي أحببت تأديته جدا ، وأكثر من أي دور أخر ، في اختياري للمواضيع التي أرغب في التعليق عليها ، أو كتابة تداعيات أو خواطر بشأنها ، هذا الدور هو دور الطفل البريء الذي يصرخ قائلا وهو يشير بأصبعه نحو الامبراطور الذي يستعرض بكل أُبهة ،ملابسه الجديدة أمام الرعية ، والشعب يصفق له ويُبدي اعجابه بالزي الامبراطوري ، لكن الصبي يقول بعفوية وبراءة :" لكن الامبراطور عاري !!" (ولم نجزمها بحذف الياء في "عاري" لمقتضيات الكتابة والتفهيم ) .
وأود أن أقول بأنني لم أقرأ كل ما كتبته الزميلة سونيا لكن مما قرأته لاحظت بأن الزميلة تُركز في كتاباتها على ضحايا الاعتداءات الجنسية ، كما وأنها لا تنسى بأن يحصل المُعتدي على "نصيبه " !!
وفيما يخص الاعتداءات الجنسية ، وخلافا لكل الجرائم الجنائية الاخرى ، فموقفي من العقاب ما يزال موقفا غير متهاون أو مُتسامح ، وأميل كثيرا الى فرض "عقوبة الاخصاء الكيميائي – الدوائي " على المُعتدي والزامه بتلقي علاج أو البقاء تحت مراقبة ضابط سلوك مدى الحياة ، هذا بعد أن يكون قد أمضى فترة طويلة من عقوبة السجن . كما وأنني من المؤيدين وبشدة للطريقة الامريكية والتي تفرض على السلطات الاعلان للجمهور عن أماكن سُكنى المُعتدين جنسيا ونشر صورهم في المناطق التي يسكنونها ، بشرط أن يكونوا قد أُدينوا في محكمة عادلة والتي راعت كل الاجراءات القانونية واهمها حق المُتهم في محاكمة عادلة .
كما وأنني مع حق الضحية في العلاج على ايدي مختصين يتم تأهيلهم خصيصا لهذه الغاية ، ومع حق الضحية في تلقي تعويض مادي ، تلتزم الدولة بدفعه على شكل مخصصات شهرية ، الى جانب حقها في الحصول على اعتذار من المُعتدي وبشكل شخصي وعلني ، اذا رغبت الضحية في ذلك .
وقد حاولت كثيرا في كتاباتي ، رفع مستوى الوعي في مجتمعنا العربي عن الاعتداءات الجنسية ، بل وكرست مقالا للحديث عن جدلية حقوق المجرم وحقوق الضحية وهذا رابط المقال http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372205
وكان الدافع لكتابته هو حق الضحية ، فالجميع في المجتمع والذين يحسبون انفسهم مستنيرين ، يُركزون على حقوق المتهم ولا يعيرون حقوق الضحية اي التفاتة .
وعودة الى موضوع الاعتداءات الجنسية وكمختص بعلاج المُعتدين وكصاحب تجربة في هذا المجال ، فواقع الحال يُشير الى أن ثلثي الاعتداءات الجنسية في المجتمع العربي تتم داخل العائلة !! ويقع الصغار فريسة لمن كانت تقع عليه مسؤولية حماية هؤلاء الصغار والحفاظ عليهم (جسديا ونفسيا ) من كل ضرر !!
كما وأن العلم يقول بأن غالبية المُعتدين ، كانوا قد وقعوا ضحايا لاعتداء جنسي في طفولتهم ، وهكذا يتكاثر المُعتدون وتتكاثر الضحايا !!
وعلى المجتمع أن يتحمل مسؤوليته في نشر الوعي ، والنقاش العلني المفتوح وعبر وسائل الاعلام في قضايا الاعتداءات الجنسية . ويتحمل المُتعلمون دورا هاما في هذه المهمة ، وذلك بإقرار منهاج تعليمي ومنذ الطفولة المبكرة ، يتطرق للتثقيف الجنسي والتثقيف للحفاظ على سلامة الجسد والنفس بما في ذلك اكساب الصغار مهارات الحذر من المُعتدين . وتقول الاُخت :" في حال كانت ما يسمى بالدول العربية غير مستعدة للتكيف مع ضحايا الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، و في حال كانت المجتمعات لا تتقبل حتى فكرة الأم الوحيدة single mother التي تطالب بحقوقها ؛ فإنه يجب على الأقل من السياسيين أو حتى المثقفين- مما لا يخجلون من قلة وعي المجتمع بشكل عام- ألا يفكروا أنه يحق لهم أن يعيشوا يوماً واحداً في الضوء دون خجل من أنفسهم.. لما يسببوه بتقصيرهم، و عجزهم اللاشعوري بدلاً من تمثيلنا كقضية إنسانية خالدة.."
وقضية ضحايا الاعتداء هي قضية كبيرة من قضية اكبر وهي قضية مكانة المرأة ، التي يتردى وضعها من يوم الى أخر ، وان الأوان أن تمتلك المرأة حقها الكامل في التصرف بنفسها وجسدها كما ترغب !!
أن تملك اعضاءها الجنسية ورحمها ، فهذه الاعضاء هي ملكية خاصة وليست ملكية عامة ، وبما أن ثقافة العرب لا تحترم الملكية العامة وتقدس الملكية الخاصة ، فيجب الاعلان عن جسد المرأة كملكية خاصة وليس مشاعا "للقبيلة " يحق لكل واحد أن يجوس خلاله وقتما يشاء وكيفما يشاء !!
أن المثقف العربي أو الثقفوت العربي الراهن ، هو شريك للكهنوت الديني والسياسي في مصادرة جسد المرأة !!
الثقفوت والكهنوت عاريان ، وهذا ما تقوله سونيا ، فشكرا لك ..وهو الدور المُفضل لدي ، أن أقول للإمبراطور بأنه عاري وأنه عار على الجميع !!