تَبعِيَة المرأة الشرقية



سهى عودة
2013 / 11 / 14

بطبيعة الحال أخالط الكثير من النسوة لأطلع على أحوالهن عن كثب. والمرأة في مجتمعنا تتكلم كثيراً عن البيت والعائلة وتشكو لقريناتها وتراها تتكلم عن أسعار الخضار واللحم لتخرج بعد ذلك وتهيم بكلامها عن السياسة والحروب ومايحدث على الساحة العربية وغالباً ماتكون أحاديثهن منبثقة من نظرة بسيطة وسطحية كل حسب درجة ثقافتها. في أحدى التجمعات التي كنت فيها سمعتهن يتحدثن ويقارن وضع المرأة العربية مع المرأة الغربية فقالت أحداهن ممن كانت في دولة غربية ثم عادت للعراق بعد أن كانت قد ضغطت على زوجها من أجل العودة
- أن مجتمعاتنا تحترم المرأة أكثر من المجتمعات الغربية التي لاتحترمها فالمجتمعات الغربية تتعامل مع المرأة كسلعة تباع وتشترى.
ومع أن المرأة المتحدثة كانت تعمل خارج البيت وداخله وقد تضطر أحياناً كثيرة لجلب أطفالها معها للعمل إلا أنها كانت ترفض المساواة فكثير من نساءنا تكره لفظة المساواة وهي لاتوافق عليها ولابتحقيقها على أرض الواقع بأعتبار المساواة بين المرأة والرجل يعني المساواة في العمل والجهد وهذا ماترفضه الكثيرات من نساء مجتمعاتنا اللاتي تواكلن على الرجل وعلى نقوده! .
قالت لي أحداهن وهي مدربة رياضية للرشاقة البدنية بأنها ترى أن المرأة في المجتمع العربي عندما تسير في الشارع لايمكن لأحد أن يتعرض لها أو يضربها ذلك لأنها (حُرمة) فهي ملكية خاصة وهي تابعة لرجل وهناك عشيرتها التي تحميها. يتكلمن بذلك وهن يعلمن حقا" أنه إذا تعرضت أحداهن لأي تحرش جنسي مثلا" ربما تُلام هي على ذلك , لذا أغلبهن يتبعن طريقة الخرس ولايتكلمن خوفا" من ردة فعل عائلاتهن أو خوفا" عليهم من المشاكل, خاصة" أن كان أهلها ضعفاء ولايملكون القوة الكافية لمواجهة الخصم وبالأخص أننا في مجتمع يمر بظروف أستثنائية يعاني من تردي القانون وقد غيب البعض أخلاقهم فباتوا لايتعاملون الا بالسلطة والمال .
لن أتكلم هنا عن بداية نشوء وأسباب تبعية المرأة وتحولها من حاكمة الى محكومة أو من متبوعة الى تابعة منذ بداية الحياة على الأرض وتحول المجتمع الزراعي الى صناعي وتأثيراته على المرأة وحقوقها الأقتصادية والسياسية والأجتماعية فالمرأة العربية غير مطلعة بمافيه الكفاية على حقوقها كأنسانة حالها كحال الرجل مستقلة بالأفكار بالجسد بالروح والمشكلة الكارثة هي متصالحة مع فكرة أنها تابعة للرجل والعائلة والعشيرة...
وهذا بحد ذاته أهانة لها لأنه يجب أن لايتعرض لها أي أحد بسوء لشخصها هي لأدميتها لكونها إنسانة مالكة لنفسها وعقلها وجسدها ولكن لأنها ملك للرجل . إذا" كيف الحال بأمرأة ليست تابعة لرجل أو لعشيرة هل مسموح للغير التعرض لطريقها أو إيذاءها؟!
هذا الكلام غير صحيح فكم من النساء التابعات لعشائر ولرجال وتعرضن للأذى, للسب للشتم للتحرش الجنسي واللفظي للكلام البذئ لكن لن تتجرأ أحداهن أو ترد إلى من يسئ اليها خوفا" من أتهامها جزافا". فأن نَصَفها زوجها وأهلها فالمجتمع لن ينصفها لذلك تضطر وتخضع للسكوت والصمت
حتى القانون لم يحدد مواد كفيلة بأسترداد حق المشتكية, فعندما تتعرض المرأة للضرب من قبل زوجها مثلا" يتم أيقاف الزوج أقصى حد عدة ساعات ثم يتم أخراجه بحجة أن الضرب كان تأديبيا" لها
أنا لاادافع عن المجتمع الغربي وطريقة معاملته للنساء لأنني لم أعش يوما" في مجتمعاتهم لكن المجتمع الغربي يحكمه القانون على الأقل وربما كان بعض من هذا القانون ليس بصالح الكثير من النساء وربما أستغلها ذاك القانون من أجل العمل والربح الاقتصادي لكن هذا لايعني أن المجتمع العربي الشرقي أنصف المرأة واحترمها أكثر
هو لم يفعل شئ سوى أنه أبقاها وأجلسها في البيت من أجل الأطفال والرعاية وأعتبر ذلك هو قمة أكرامها وإعطاءها كامل حقوقها ونظر للمرأة العاملة والسياسية على أنها مسترجلة أو عنصرية مع أن الكثير من رجال المجتمع العربي يهجر زوجته التي في البيت ويفكر بالزواج من النساء العاملات طمعا" براتبها الحكومي أو بمركزها و(البرستيج) المرموق وذلك قمة التناقض! فهو يدعي أكرامها ثم يقوم بأستغلالها وأموالها.
المرأة في مجتمعاتنا تحتاج إلى الدعم من قبل المرأة نفسها بالأول ومقولة المرأة عدوة المرأة يجب أن تختفي ويجب على المرأة أن تغير مسارها الأنتخابي فبدل أن تنتخب النساء رجلا" سياسيا" واحدا" لايمثلها في نهاية الأمر يجب عليها أن تقوم بأنتخاب أمراة مثلها شريطة أن تكون هذه المرأة المنتخبة بقدر المسؤولية وأن لاتسمح للحزب أو القائمة المنتمية لها بالسيطرة عليها والحد من تطلعاتها وأفكارها وألا ستفكر جميع السياسيات بالأستقلالية والأنشقاق عن صفوف أحزابهن. كل ماذكرته يحتاج الى تنسيق وخطط عمل فاعلة وقانون داعم للأرتقاء بواقع المرأة العراقية ويحتاج لأناس لاتعاني الأزدواج الفكري ولاترفع شعارات حقوق الأنسان والمرأة من أجل أيقاع المرأة في الشرك لاغير وهذا يحتاج لعمر أضافي للعمر الذي نعيشه ومازلنا نحلم بتحقيقه ونحاول بما أوتينا من قوة