نساء في مهب الريح 2



نادية فارس
2005 / 6 / 7

2
الأستخدام البشع لقضية المرأة العراقية
كانت المرأة العراقية ُ ولازالت بيضة ُ الذهب التي تراهن عليها الأحزاب العراقية
مامرَّ زمن ٌ إلاّ وكان رجالُنا يتباكون على الشرف الرفيع الذي يجب ُ أن يُراق َ لأجله الدم ُ
و حين يصل َ واحدهم الى دفة ِ الحكم وصنع القرار ينسى أو يتناسى خطاباته ِ التاريخية ِ ودموعه ِ المنسابة ِ على خديه ِمن أجلِ النساء المنتهكة ِ حقوقهن.. فيعاقب ُ أول َ ضحاياه --النساء
وكما لو أنه ُلم يتسلق على آكتاف ِ النساء ِ ومعاناتهن
وكأنهُ لم يذرف دموعَ التماسيح على الضحايا منهن
يضربهن بيد ٍ من حديد--عملا ً بالقول المأثور-إضرب الكلب يتأدب الواوي

السياسيُّ العراقيُّ هومحصلةٌ لتركيبة ٍ إجتماعية ٍ وسياسيةٍ ودينية تعتمد ُ الذكورية َ والغاء الآخر

وهو لايضيع ُ فرصة َ الأنقضاض ِ على من هو أضعف ُ منه
فهو يؤمن
باللاديموقراطية مقدماً
وهو لايضيع ُ فرصة َ الأنقضاض ِ على من هو أضعف ُ منه
في الغابة ِ التي نسميها --المجتمع --تتأرجح ُ موازين ُ القوى الأجتماعية والسياسية والدينية --ويتغلب ُ مفهموم الأقوى والأكثر قداسة-- فرجل ُ الدين مقدس ٌ-- ورجل ُ السياسة مقدس ٌ ..ورب ّ الأسرة ِ مقدس ٌ --ورب ّ المال ِ مقدس

بالنسبة للسياسي العراقيّ --ولأمثاله ِ --المرأةُ مشروع ُ ضحية جاهز
يمكنهُ أن يقتلها --يغتصبها --يتمتع ُ بها --يشوه سمعتها --يمسح بها الأرض
هي امرأة
فاقدة القوة -- ماديا ً ومعنويا ً
هي امرأة
يمكنه أن يشرشح َ أيّ ذكر ٍ في أسرتها بوصمها بأيّة مفردة ٍمتفق ٍ عليها اجتماعيا ً ودينيا ً --على أنها مجلبة ٌ للعار
قد يتهمها بالحُب.. في مجتمعٍ --لايحترم الحب
قد يتهمها بعلاقة ٍ --غير مشروعة -- في مجتمع ٍ تعاني فيه المشروعات والمستحبات ُ والواجبات ُ والفروض من تكلس في شرايين وأوردة الروح
قد يحاسبها ويعاقبها لأنها تجرأت على تبني فكر ٍ سياسي مختلف ٍ عن ماتبناهُ هو
قد يمارس أبوية ً مقيتة ً فيستخدم النساء َ أبواق َ دعاية ٍ لمنهجه
ومن هنا -- إنهار َ مفهوم ُ أو تشكيل حركة ٍ نسوية ٍ مستقلة ٍ في العراق ومن هنا -- تحول الصراع ُ الحزبي بمفهومه الضيق -- ليقتص َ من النساء ِا المُسخّرات ِ أصلا ً ضمن أحزابهن
وتحولت قضية المساواة الجندرية إلى موضوع هامشي أو مهمش --لأن صراعات ٍ أكبر استخدمت النساء للأجندة الطائفية أو القومانية أو الدينية ِ

صدام حسين كان يُعاقب ُ معارضيه بالأعتداء على نسائهم
ِ
المعارضة ُ العراقية ُ.. التي أصبحت حكومة ً.. تعتدي .. وتتغاضى عن الأعتداءات..على نساء ِ المثلث السنّي المعارض

المرأةُ العراقية ُ التي استخدمتها الأحزاب ُ موضوعا ً جاهزا ً على أجنداتهم السياسية --مُنتَهكة ٌ حتى النخاع
هي الضحية ُ في دين ٍ يعتبرهن ناقصات ُ عقل ٍ وحظّ ودين
هي الضحية ُ في وطن ٍ يحكمه ُ الحرامية أبداً
هي الضحية ُ في معركة ٍ سياسية ٍ بين الرجال على الكراسي الحكومية والوزارية
هي الضحية ُ في حرب ٍ ابتدأت في عام 1980 ولم تنته بعد
هي ضحية ُ الحصار الأقتصادي
هي ضحية ُ المتاجرات السرية بوطن .. ونفطه -- وشرفه --وفقراءه
هي ضحية ُ مجتمع ٍ يحملها مسؤولية َ شرفه-- في الوقت الذي يمارس ُ فيه الرجال ُ الكثير َ ممايشين
هي ضحية ُ السياسيين المحليين الذين شقوا الجيوب ولطموا الخدود َ على نساء ٍ انتهكهن صدام حسين
وهن ضحايا صدام حسين الذي انتهك حقوقهن من أبسطها إلى أعظمها
وهن ضحايا السياسة العالمية التي داست بعولمتها على كل ّ حقوق الأنسان وحقوق النساء
وهن ّ ضحايا صراع الشقاوات ِ بين رجل الدين الطماع ورجل التجارة المستذئب
هن ضحايا عدم الأستقلالية --والأعتماد على الرجل حد ّ الأستعباد
هن ضحايا الحروب والمعارك التي تركتهن وأطفالهن بلاخبز ٍ ولاأمان
هن ّ ضحاياالأستغلال البشع باسم الدين ِ وقوامة ِ الرجل عليهن -- وباسم الأنتماء الحزبي لأحزاب ٍ متخبطة في برامجها -- وباسم القوى غير المتوازنة على الصعيدين المحلي والعالمي