المندائية انباء جاوي وقبعة الملكة اليزابيث



نعيم عبد مهلهل
2005 / 6 / 11

إلى الأم تريزا المندائية أنباء جاوي فرحان ...
بين ليفربول وناحية قلعة صالح كشك لبيع الخواطر تقفين عنده كل يوم في صباح التعميد لتشترين دمعة لاجئ وتصنعين منها خلية ضوئية لهاتفي النقال الذي يوصلنا بقلب الطائفة لأسأل إن كان الثلج سيسقط الليلة على العمارة أم أن رياح الخماسين ستهب على كانتبري فتطير قبعة الملكة إلى أرض الشام لتلاقي الحمام هناك قرب ضريح نبينا يحيى ..
كم خاطرة نزرع كي نحصل على بردية واحدة ندون عليها أناشيد الوز المندائي ثم نقول تلك هي اختنا المندائية أنباء جاءت بخجلها الشتائي لتوزع في ليل الشوق معاطف حلم المندائيين وتواشيح الرقة والصمون وبعضا من رعاش زكام أصابها الليلة وهي تتفقد خيام الشوق الممتدة من دهلران حتى الطيب
ومن مانشتر وحتى تلعفر
سيدة تشعل وجدها باطاريح الملكات وتعزف في كمان الوطن قلبا أو جواز سفر للحلم الرائق فوق سوابيط الفجر بليل الأهوار..
سيدة تعبث بظفائر الإنسانية لتصنع منها دفاتر لرسوم الأطفال
ومرات تجعل من الكنيسة لفة تبغ وكأس حليب
ويقول المندائيون رأيناها تصنع من ارقها ثوبا لعراقيين تاهوا في البحر هربا من سخط الدكتاتور ومزاجات خيوله الشقر
هي . نجمة .
هي . نسمة .
هي مشبك من ذهب بصري تعلق بقبعة الأيزابيث في حفل افتتاح البرلمان بجلسته الأولى .
أو لنقل هي باص ذو طابقين يحمل بردنا من ليل البنجة حتى تخوم العيون السود
حيث تزهو رقة العشق بسمر الليالي
وحيث يقص علينا المندائي عبد العالي
كيف نسى بورخيس عصاه في المندي
وكيف طلب شكسبير تعلم الآرامية
وكيف الهند أرادت لبوذا زوجة من بنات الدين
وكنت أنت في التعميد
وسامك قلب من فضة
وابتسامة الملكة البريطانية .
هي خد .
هي مهد.
هي مشحوف يمشي في أطياف الليل إلى بلدي
يحرسها قمر
ويغسل أجفانها مطر
وقرب عاطفتها الكونية تبني الأمم المتحدة زقورة لثقافة شعب كان نبي التوحيد بأور الكلدان يقول لهم :
أصحاب نوح انتم . وأنا احبكم لأنكم لم تقبلوا حجر . ولا صاهرتم شر
انتم جوالون الوجد بقرى الروح
حلال عليكم شوق الملكة السكسونية
حال عليكم تلك السيدة الفاتنة بطيبتها وبحماس الحلم لأجل الغارق في اليم
عندها يفكر المهاجرون بتأليف أغنية بكل اللغات الحية والمندثرة تقول :
لشعرها الكستنائي ،
لحجابها الأزرق
ولقلب المرمر
لطائر البط
ولأميرة الشط
وللغادة الحسناء
الأم تريزا أنباء
نحول قلوبنا سمكا واواني ذهب
ونطبخ لها حبنا
أكلة لكرصة العيد
طبيخا . وعسلا . وموسيقى بيتهوفن .
ستضحك حتما .
ربما ستبكي
وربما تذهب إلى مدرسة أهلية لتتعلم مزيدا من حب الناس.

2 ـ المندائية أنباء جاوي فرحان وقبعة الملكة الأيزابيث
هذا عنوان ملهاة كتبها وليم شكسبير قبل عطيل بعام
قبل سقوط بغداد
قبل أن يحفروا بمعاول الغستابو مقابرا جماعية على ضفاف هور الكحلاء
قبل أن تموت المندائيات بمناجل التكفير الأصفر
قبل أن يمشط العريس كذلته ويلبس ثوب التعميد
قبل أن يطبع نيوتن حلم سقوط التفاحة
تأتي امراة من بغداد
تلبس شوق ديكنز وسريانية أدعية على خواتم جداتنا
تقول : لنطلق عليها أسما يمشي مع الريح
فكانت تلك المندائية المتوشحة بتعابير الشوق إلى لم الشمل تدعى أنباء
وقتها مع ارتعاش أصابع الملكة وبريق الوسام
ثمة ضوء سومري يشع بلهفة أمراة
يشم عطر القبعة الملكة..
ويتمنى غفوة بليل الفرات
وحين تغفو ..
حرس ويندسور يوقظها ويؤدي لها تحية أعمالها الجليلة
عندها
يفرح المندائيون
ففي قلب كل ملك لهم وطن ..

* ذكرى مرور عام على تقليد الملكة الأيزابيث الثانية السيدة المندائية أنباء جاوي فرحان وسام الكفاءة تثمينا لدورها الإنساني وعملها في أعادة تأهيل اللاجئين وتوفير فرص الحياة الكريمة لهم على البر البريطاني .


أور السومرية 10 حزيران 2005