المرأة داخل البيت وخارجه



جهاد علاونه
2013 / 12 / 23

باختصار شديد:كلما تقدمنا علميا وثقافيا كلما كان وضع المرأة أفضل,وكلما تراجعنا علميا وثقافيا كلما كان وضع المرأة سيئا جدا,ولكن مع كل هذا كانت المرأة في العصور الحجرية وما قبل العصور الحجرية أكثر قيمة من وضعها في المجتمعات الرعوية وأهمها الاسلامية,والبدو المسلمون ما زالوا غير مقتنعين بمشاركة المرأة في الحياة السياسية خارج البيت.

بدء تقسيم العمل بين الرجل والمرأة على أسس بيولوجية وليست ثقافية, ولا تختلف هذه الفروق بين المجتمعات الزراعية أو الرعوية البدائية أو حتى الصناعية الحديثة في المجتمعات الكتلية الصناعية الكبيرة الضخمة هذى اليوم , ولكن فيما بعد تحولت الفروق البيولوجية إلى فروقٍ ثقافية مع تقدم الزمن وازدياد النمو الإقطاعي وتقدم المجتمع الإقطاعي,وتنامي المجتمع الرعوي الذي ظهرت فيه الديانة الإسلامية, فالبدو أقل حظا من المزارعين من ناحية الثقافة والتعليم والتثقيف والتحضر,واختلفت الفروق الثقافية فيما بعد بين المجتمع الرعوي والزراعي والصناعي الحديث هذا اليوم,ولكن أهمل حياة عاشتها المرأة كانت في المجتمعات الرعوية ومن ثم الزراعية ومن بعد ذلك الصناعية, فالشر أهون من بعضه, واختلفت حياة المرأة مع تغير النظرة لليد العاملة,فكانت فيما مضى القوى العضلية من نصيب الرجل,لذلك تقدم الرجل على المرأة في كل الميادين,وفي المجتمعات الزراعية التي ظهرت فيها الديانة المسيحية كان الرجل دوما بحاجة إلى يد المرأة العاملة لذلك خرجت المرأة عند الفلاحين للعمل مع الرجل وتدخلت في الحياة خارج الأسرة وخارج البيت ولم تقتصر اهتماماتها على الشئون المنزلية فحسب بل امتدت لتشمل الحياة خارج البيت لذلك وضع المرأة كان عند الفلاحين وما زال أفضل من وضعها عند البدو الذين لا يرون ضرورة لتدخل المرأة في الشئون والمشاكل التي تجري خارج البيت, فحتى اليوم في دول الخليج لا يرون ضرورة لتدخل المرأة في الحياة العامة ومنها السياسية التي يكون الشارع السياسي والثقافي هما مسرح الأحداث.

أما اليوم فالعمل يعتمد على الثقافة والحفظ والدراسة العلمية لذلك المرأة أصبح حظها جيدا مقارنة بالمرأة التي ما زالت تعيش بعيدة عن المدن الصناعية في داخل البيت وليس خارجه, فنجد قديما في المجتمعات الرعوية المرأة أقل حظا من الرجل في كل شيء لأن العضل والقوة البدنية هي الأساس,ولأن اهتماماتها منصبة فقط على مسرح الأحداث داخل البيت, وكذلك في المجتمع الزراعي حين كانت الفروق بيولوجية فقط لا غير ومع هذا الوضع عند الفلاحين بالنسبة للمرأة جيد وممتاز جدا, ولكن حين تحولت الفروق من بيولوجية إلى ثقافية ظهرت تغيرات على حقوق المرأة في كل المجتمعات, فوضع المرأة عند المجتمعات الزراعية أكثر قيمة منه في المجتمع الرعوي البدوي, وفي المجتمع الصناعي الحديث المرأة أكثر حظا من وضع المرأة في المجتمعين الزراعي والرعوي,وأول فرق بين المرأة والرجل لم يكن على أساس ديني أو ثقافي بشكل عام بل كان على أسسٍ بيولوجية جاءت بصورة عفوية غير مقصودة ولكن مع تقدم الزمن أصبحت الفروق البيولوجية فروقا ثقافية والأهم أن الثقافي تحول إلى ديني فانعكس ذلك على الثقافة الإسلامية في كل شيء.

فمثلا من ناحية بيولوجية: سرعة الرجل في الركض تبلغ ضعف سرعة المرأة والسبب في ذلك هو فتحة حوض المرأة,حيث أن زاوية حوض المرأة 60ْ درجة,وحوض الرجل 30ْ,لذلك خطوات المرأة تباعديه وخطوات الرجل تقاربيه,لهذا السبب خرج الرجل في المجتمعات الرعوية للصيد وللحرب وللسلب خارج المنزل وبقيت المرأة داخل المنزل تهتم بشئون أفراد العائلة(النواتية) وحتى اليوم ما زالت داخل البيت ولا تخرج منه عند البدو الذين لم يتأثروا بالحضارة,وأيضا ما زالت داخل البيت عند الفلاحين الذين تأثروا بشكلٍ كبير بحياة البدو وخصوصا الذين تأثروا جيدا بالإسلام الصادر من مُناخ رعوي بدوي.

عدى عن ذلك المرأة دائما مريضة بسبب الولادة والنِفاس والدورة الشهرية مما يجعلها دوما عرضة للمرض وللجلوس في البيت طوال السنة لتتعافى مما يطرأ عليها من تغيرات بيولوجية ولهذا السبب لم تخرج المرأة عند البدوخارج البيت بل بقيت في البيت تشتغل بالأعمال المنزلية,وبدأت تبدع في الأعمال المنزلية وتهتم فقط بكل الشئون الداخلية للبيت, ومع تقدم الزمن أصبحت تلك الأعمال شريعة ربانية لم يكتبها الله بخط يده بل كتبتها طبيعة جسم المرأة وطبيعة ميكانيزم جسم المرأة , ونحن اليوم إذ ندعو للمساواة بين الجنسين إلا أننا نرى المرأة أجمل وهي تقوم بكافة الأعمال المنزلية حتى وإن اختلطت بين العملين أو بين الواجبين الذكري والأنثوي,بينما الرجل تحول عمله إلى خارج البيت وتحولت اهتماماته للشئون الخارجية مثل التدخل في الحروب والأسواق والتجارة العامة والخاصة,لهذا السبب بقيت المرأة تعمل ضمن الأعمال المنزلية التي تناسب طبيعتها البيولوجية وتوجه وتركز اهتمامها فقط في الأعمال المنزلية وتحول هذا الاهتمام إلى حقوق داخلية, سميت فيما بعد(واجبات المرأة) و(واجبات الرجل) وصارت المرأة تهتمُ بالشأن الداخلي لأسرة الرجل الإقطاعي,وبدت أعمال الطبخ والغسيل والتنظيف وتربية الأطفال وزيارة المرضى وتعليم الأطفال...إلخ من أهم واجبات المرأة,ولم يتدخل فيها الرجل مطلقا,وتحولت الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة مع الزمن إلى فروقٍ ثقافية,وحتى اليوم مع تقدمنا العلمي من النادر أن نرى الرجل ينظف الأطفال ويطبخ ويقوم بالأعمال المنزلية كافة لأن هذه الواجبات مختصرة فقط على المرأة,ومن النادر أن نرى المرأة تهتم بالأمور التي تجري أحداثها خارج البيت, مثل الحياة السياسية والخوض في مُعترك الحياة.

واليوم تقدمت الحياة وتدخلت الآلة في الحياة خارج البيت وداخله,وأصبحت المرأة قادرة على خوض الحروب فلم تعد الحروب تعتمد على فتحة حوض المرأة والهرولة بسرعة بل أصبحت الطائرة تطير الكترونيا وأصبحت المرأة قادرة على قيادتها فقيادة الطائرة التي تحسم المعركة لا تعتمد على القوة العضلية للمرأة والرجل بل على القدرات العقلية وباستطاعة المرأة أن تقود الطائرة والدبابة, وبالمناسبة تحاول الحكومات التقدمية تجاوز الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة وعدم الفصل في الواجبات المنوطة بالاثنين معاً,ولكن رغم كل ذلك ورغم تدخل المرأة بالحياة خارج البيت إلا أنها ما زالت تحتفظ بواجباتها المنزلية وأهمها رعاية الأطفال, فمن غير الطبيعي أن نجد الرجل يرضع الأطفال وينظف البيت فهذه الأمور هي كلها ملتصقة بالمرأة التصاق الروح بالجسد.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=168378

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=197288

www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=178006