طلب رأي في زواج المسيار!



بيان صالح
2014 / 1 / 21

وصلتني رسالتين باللغة الكردية يوم امس من قبل امراتين من كردستان العراق وترغب السيدتين في سماع رأيي حول موضوع زواج المسيار و التي من الواضح اصبح الموضوع ياخذ مساحة واسعة في الاعلام و ومحاولة طرحه كمشروع في البرلمان و اعطاءه شرعية قانونية .
والسبب الذي دفع بالسيدتين الى الإتصال معي ومخاطبتي هو بث برنامج قبل يومين في احدى القنوات الفضائية و التي شاركت فيها بهار منذر احدى الناشطات النسويات ذات التوجه اليساري و كذلك محامية باسم رازاو كمعارضات لهذا الزواج و استضافة شخص باسم السيد مغديد عرف بنفسه دكتور في الشريعة والشيخ ئاريان عضو سابق في وزارة الثقافة و من الواضح أن الشخصين الاخيرين كانا من المدافعين عن زواج المسيار.
حسب ما سمعته من السيدتين بان الموضوع اي (زواج المسيار) بات موضوع الساعة و السيدتين اتصلتا بي لانه كان لي مشاركة في مشروع الخط الساخن في كردستان العراق قبل عامين و سمعتا عني بانني اعمل كناشطة نسوية ومدافعة عن حقوق المراة و كانت لي زيارة لاقليم كردستان و اطلاع على الاوضاع المأساوية التي تعيشها المراة الكردية تحت ظل القيم العشائرية و الذكورية المقيتة و مأساة انتحار المراة و قتلها بذريعة الشرف و تعدد الزوجات و دونية المراة ....الخ
والسيدتين هن نساء عاديات اي انهما غير ناشطات نسويات و لاحظت من رسالتهما الرغبة في معرفة مدى خطورة هذا الزواج لحقوق المراة , و ما يتم نشره وتبليغه من قبل رجال الدين و عدد غير قليل من الرجال في المجتمع الكردستاني عن صحة هذا الزواج لصالح المراة العانسة (حسب المفهوم المنتشر) او المطلقات او الارامل و من المعلوم هنالك مشكلة واقعية وهي عدم توازن بين عدد النساء و الرجال بسبب الحروب المتعددة في العراق و بسبب هجرة عدد كبير من الشباب والرجال الى الدول الغربية.
والسيدتين من الواضح في كلامهما انهن اقرب الى تلك الفئة من النساء المؤمنات بوجود عالم اخر ربما يكون أفضل حالاُ من الواقع الذي يعشن به اليوم وكما أغلبية النساء في كردستان و الدول العربية و الشرقية و لكن ذات وعي اكثر بحقوقهن .
تألمت كثيرا عن ماساة النساء و خضوعهن لشروط حياة قاسية و مهينة يوميا و تحمل ماساة الحروب و الحصار و الهجرة ،و فكرت يا لمأساة البشرية و نحن في القرن الحادي والعشرون و يفرض على النساء القبول بزواج المسيار او المتعة او تعدد الزوجات و تحت ذريعة حل مشكلة العنوسة و المطلقات و الارامل من قبل مجموعة من الرجال ذات العقول المتحجرة و ذات النفوس و الرغبة الحيوانية .
وحسب ما اعرفه ان زواج المسيار او زواج الايثار هو زواج يتم بموافقة الطرفين بوجود الشهود وولي الامر و لكن الزوجة ليس لها حق السكن او المبيت او النفقة .
و طبعا الرجل له الحق ان يتزوج باربعة , و غالبا ما يلجئ الرجل لهذا النوع من الزواج ليشبع غريزته الحيوانية و ليتزوج سرا ,و ليهرب من المسؤولية , و ليتصرف كما يشاء من إمرأة الى أخرى يتمتع بالفتوى تلو الأخرى مما يبيح له الدين من ملك الإيمان من النساء .
و هنا تكمن المشكلة في هذا الزواج الذي لم يشكل يوماً احتراماً لأدنى حقوقها وانسانيتها،او لمراعاة احتياجاتها , المراة بشكل عام تحتاج الى الحب و الامان و الصدق و شريك حياة يكون لها , ليس هناك امراة ترغب بمشاركة زوجها مع الاخريات , هذا كذب و رياء رجال الدين .
و امثال هذين الرجلين الذين كانا سعيدان و صوتهما عالي في البرنامج بان طرح هذا الموضوع هو لحل مشكلة هذه الفئة الكبيرة من النساء التي ليس لهم ازواج و انا اقول يا ايها المجرمين و الظالمين اذهبوا و اتركونا نحن النساء , انتم هنا لتعطو شرعية لغرائزكم الحيوانية و لتسيطرو على عدد من النساء مرة واحدة, انتم لم تفكرو بنا بل بغرازئكم و عقدكم المزمنة
نعم زواج المسيار اهانة بحق المرأة , و يجب علينا كمنظمات نسويات و احزاب علمانية و يسارية فضح هذه الزمرة المتخلفة لبث افكارهم و غرائزهم المسومة في عقولنا ومجتمعاتنا التي تحتاج الى ثورة حقيقية ضد كافة اشكال الظلم والاضطهاد وخاصة تلك التي تلبس جلباب الدين .
فمهما تعددت أسماء وصفات هذه الأشكال مما يسمى زواجاً،مسياراً أو متعة أو ما لف لفهما لن يخرجوا من كونهما تشريع لبيع جسد المرأة والمتاجرة بها .
فلنقف جميعاً لمنع عودة النساء الى زمن الجواري
*سيتم ترجمة المقال لللغة الكردية ايضا و ذلك لان عدد كبير من الشابات و الشباب في كردستان العراق لم يستطيعو فهم او قراءة اللغة العربية في الفترة الاخيرة .