محاولة تركيع الإتحاد الوطني للمراة التونسية هي محاولة لإقتلاع الفكر النسوي الحداثي بتونس و رغبة لفسخ إنجازات الحبيب بورقيبة ...



مها الجويني
2014 / 1 / 31

يخوض موظفي الاتحاد الوطني للمراة التونسية أقدم و أعرق منظمة نسوية تونسية ، إضراب عن العمل لأنهم لم يتحصلو أجورهم منذ سنة ، لأسباب تتعلق بعدم تسوية الأتحاد لوضعيته القانونية فالأتحاد حسب وزيرة المراة السابقة سهام بادي جمعية تجمعية متهمة بالفاسد المالي و الإداري ...
و مع شعارات "التجمع" و ا"لفساد" و "الإصلاح" عملت حكومة الترويكا ذات الأغلبية الإسلامية في البداية على تحييد الأتحاد الوطني للمراة التونسية من المشهد السياسي و الإجتماعي و تقزيمه و جعله في مرتبة جمعية لا ترتقي لمستوى منظمة ..كما حاول بعض المسؤلين إلغاء صفة وطنية عن هوية الإتحاد بتلعة أن المنظمة كانت تعمل تحت قوانين 1956 و كانت تضم كوادر من الحزب الحاكم ،
أما سهام بادي التي لم تشهد وزارة المرأة في عهدها أي تطوار أو تغيرا منذ أن تسلمتها ،حاملة حذاء ليلى بن علي من كانت محل سخرية مدونين الفايس البوك و محل نقد مناضلات الحركة النسوية بتونس راسلت الإتحاد الوطني برسالة خطية في 2012 مكتوب فيها :"منقابلكمش" بمعني لا ألتقي بكن ..رسالة أرادت سهام أن تظهر من خلالها في شكل المعارضة الفذة للنظام السابق .. متناسية ان من راسلتهم هي هم المكتب التنفيذي الجديد للإتحاد من تكون على إثر إنتخابات 2011 التي أفرزت أكثر من 70 بالمئة من أعضاء جدد في الإتحاد و تم تعيين حينها الأستاذة راضية الجربي ـ تلك المراة التقدمية ذات الفكر الحداثي و الشهادات العليا في القانون و المواقف النضالية المشرفة ...
راضية الجربي من تخوض الأن إضراب جوع لرفع المظلمة التي تتعرض إليها المنظمة ، بعد أن أتمت الأستاذة جربي كل مراحل العدالة الإنتقالية في الإتحاد و رفعت قضايا ضد من أهدروا مال الإتحاد و قامت بمحاسبة الفاسدين و بإعادة ترتيب البيت الداخلي للإتحاد على أسس صحيحة و قدمت القانون الأساسي والنظام الداخلي و الوثائق المالية للكاتب الدولة من لم يجد أي ثغرة في وثائقها .. امام صحة هيكلة الإتحاد الجديدة الخالية من أنصار حكومة الترويكا ، أجاب أحد المسؤولين الاستاذة راضية الجربي بأن ملف الإتحاد بين يدي لجنة كونتها وزيرة المرأة للنظر في وضعية الأتحاد ...
وزيرة المراة من فشلت في محاسبة الفاسدين في وزارتها لا بل من ثبت أنها تتعامل مع كوادر التجمع داخل الوزارة ، تلك التي لم تحرك ساكنا في قضية الإغتصاب مريم من طرف أعوان الشرطة ، تلك التي نرى صورها في طائرات أكثر من أعمالها الميدانية ... تسأل عن هوية الإتحاد ؟
أغلب الظن أن هذه الأخيرة لم تدرس تاريخ تونس و لم تسمع عن هذه المنظمة العريقة التي تأسست في 1956 سنه إستقلال تونس ، على يد مناضلات الحركة الوطنية راضية حداد و فتحية مزالي و اللأختين سعيدة و شاذلية بوزقروا إبنتي أخت الزعيم الحبيب بورقيبة ...
إنه الأتحاد الوطني للمرأة من أعلن عند تأسيسه القطيعة التامة مع الإتحاد النسائي الإسلامي التونسي ليؤسس لمرأة تونسية جديدة و حداثية ليساهم في بناء الدولة المدنية التي تقوم على إحترام المراة .
المراة و الحداثة والمدينة ثلاث كلمات تغيب عن سهام بادي و أنصارها من إسلاميين داعمي جهاد النكاح و متسقبلي شيوخ بول البعير و المال القطري ...
من أجل ذلك تجوع راضية ، و تصرخ حرائر الإتحاد في شارع باب بنات من اجل حقهن في الكرامة و الإستقلالية ، من أجل منظمة تسميها المراة التونسية "بدار المراة"، لأن بابه لم يقفل يوما أمام أي محتاجة ، ذلك المبنى الذي يقدم الاعانات و المساعدات للنساء ، دار المراة من يقترن إسمه بتاريخ تحرير المرأة التونسية ... من تعرف رايته عن بعد ميل ، تلك الراية التي تمثل إمرأة مطلقة لشعرها حاملة للمشعل ، على يسارها العلم الوطني . شعار بللون احمر و أبيض لون علم الوطن التونسي .
شعار لا يروق لأنصار رابعة العدوية و لا يستصيغه حاملي الفكر الإخواني و المدافعين على تعدد الزوجات و زواج القاصرات من يحلمون بتونس أفغانستان شمال إفريقيا ، أولئك من يحاربون الأتحاد بتهم الفساد و التجمع علما و أن الإتحاد تأسس قبل إنقلاب 7 نوفمبر 1987 . شعار تحمله الحرائر و الحداثيات عاشقات الحرية ، من تصح فيها أبيات النشيد الوطني التونسي :
سواعد يهتز فوقها العلم نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفا للعلا والهمم وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء تونس نقم وفيها لمن سالمونا السلام
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن