حق المرأة في المساواة من قبل المهد والى ما بعد اللحد



خالص عزمي
2005 / 6 / 25

. ان التغيير الجذري يبدأ قبل ولادة الطفل وان المسؤولية تقع على الوالدين من قبل ذلك؛ ولكي لايكون كلامنا انشائيا عابرا سنطرح هنا جملة
من القضايا التي تبدو صغيرة للوهلة الاولى ولكنها ستغدو كبيرة عند التعمق والتقصي والاستشراف. لنطرح اولا هذه الاسئلة والتي لااعتقد انها بحثت من قبل على
الوجه الاتي: كم من امرأة حامل سمعت من غيرها ( ان شاء الله يوم الولد) وكم من صبية صغيرة سمعت ذلك صباح مساء فدخل في اعماقها عنصر المفاضلة دعونا نخطو الى الامام ؛ كم من السيدات المولدات( الدايات او الجدات) سمعن بآذانهن( اذا ما رزقت فلانة بالولد سيكون التكريم مضاعفا ) . وجاءالولد وانقلب البيت رأسا على عقب وتحول الى خلية نحل من العمل الشاق ( وسي السيد) واقف على قدميه يأمر فيطاع اذ لا شىء يعلو على اوامر ام الولد فقد تحولت الى امرأة
اخرى ( هذا المكان للولد ؛ اسكتوا لكي لا يستيقض الولد... الخ ثم اذا ما كبر الولد قليلا اصبح على البنت الصغيرة خدمة مضاعفة( لرجل البيت)0 ولابأس من اخذ الولد الى المصور لتصويره عاريا والجرس الذهبى الصغير يتدلى على مركز الذكورة تحت بصر الاب المنتشي المفتخر برجولته وبحامل اسمه المبجل
ولتعلق الصورة في الصالة ولتراها الصغيرة والداخلون باحة الدار بشكل علني اما هي فلا يجوز لها ان ترفع ثوبها عن ركبتها . وحينما يكبر ( المدلل) لاغبار
على خروجه ليطلب المتعة الجسدية ولا غبار ان يعشق ويعلن ذلك للملأ بمباهاة وحتى امام فتيات البيت اما هي فعلى العكس من كل ذلك لاتصادق ولا تحب ولايحبها
احد 000 والموانع كثر وهي معروفةللجميع . اذن التمايز والتفاضل وعدم المساواة تبرز في مجتمعاتنا قبل المهد وتبقى امور الاحوال الشخصية اثناء مسيرة الحياة
وتلاحق المرأة الى ما بعد اللحد في مجمل تطبيقات قوانين المواريث . وباختصار مكثف فان التفاوت وعدم المساواة( من قبل المهد الى ما بعد اللحد) وتأسيسا على
ذلك فلا بد من التكاتف الاجتماعي والاسري بالذات في كل انحاء شرقنا المتخلف للقضاء على مثل هذه الافات التي استعرضت جزءا يسيرا منها وفي الجعبة
الكثير الكثير منها لكي نستطيع ان ننمي الوعي الاجتماعي ومن ثم ندفعه نحو التطور الاجتماعي كما فعلت شعوب التمدن .
ولا يقول بعد ئذ انسان من معصوبي العينين بارادته كيف لنا تجاوز التقاليد والعادات... والجواب كم من العادات والتقاليد التي كانت مستحكمة في المجتمع
قد تجاوزها الرواد في معارك السفور والحجاب والاختلاط في المدارس ودخول الفتيات الجامعات ودخولهن الوظائف العامة ومجالس الادارة والبرلمان
وآخرها في هذه الايام اقتحام الكويتية قبة البرلمان والوزارة. انها خطوة بعد خطوة وتضحية بعد اخرى وتصل المرأة الى حقوقها كاملة غير
منقوصة ولا اقول مساواتها مع الرجل بل مساواتها مع حقيقة الحياة البشرية الازلية منذ ان كان هناك آدم واحد تقابله حواء واحدة كدليل ساطع ومبهر على
ان المساواة هي الاصل وما عداذلك فعارض لايصمد امام ارادة المجتمع الذي يسعى الى التغيير والتطوير الى الاحسن والاجدر والاصوب لكي يتلافى ما نالت المرأة من امتهان واهمال وانحطاط في سلوكيات ذات رؤية متدنية مريضة لاتسمح لها ان تأخذ مكانها الاجدر تحت شمس التطور الانساني المحتم

خالص عزمي باحث وقانوني عراقي مقيم في النمسا