نساء في مهب الريح 7 النسبة -- وعدم التناسب



نادية فارس
2005 / 6 / 27

كثيرون هم الذين يعترفون بأفضال ِ المرأة ِ في حياتهم ... فهي التي تلدُ وتربي.. وهي الرفقة ُ المؤنسة ُ.. وهي الحبيبة ُ التي يموتون شوقا ً لعينيها وهي الأم ُّ الرؤوم ُ ...وهي الزوجة ُ والأخت ُ والأبنة ُ
لكنَّ المساحة َ التي تتحرك ُ فيها كل ّ ُ هذه ِ النساء ُ.. محدودة ٌ ومُرسَّمة ٌ بسقف ٍ زجاجي
حدود ُ حرية ِ المرأة ِ في مجتمعاتنا ..لاتتعدى باب َ المطبخ ِ وغرفة ِ النوم

الكثير ُ من التناقضات ِ والتشويه يرافق عمليتي احترام المرأة ِ أو.. استعبادها
فهي لها كامل ُ الحق ّ بأن تخرج للسوق ِ دونما استئذان لطالما كانت الغاية ُ من الذهاب الى السوق هي شراء ُ احتياجات ِ المطبخ والطبخ
لكنها يجب ُ أن تستأذن َ ولي َّ أمرها إن كانت غايتها شراء ُ ملابس َ لها أو لأطفالها
لها الحرية ُ كاملة ً قي أن تختار ماتطبخ .. وكيف تنظف
لكنها -تتحول ُ الى حالة ٍ ممنوعة ٍ من الصرف ..لو كانت العملية ُ هي اتخاذ قرار ٍ على مستوى الأسرة وأوسع نطاقا ً من قضايا الطبخ أو التنظيف
هذه العملية ُ السياسية ُ المصغّرة تكشف ُ السقف َ الزجاجي المفروض َ على النساء...عملية ُ صنع القرار
وتتوسع ُ دائرة ُ السقف ِ الزجاجي الذي تقف ُ المرأة ُ تحته
فزوجات ُ وأخوات ُ وبنات ُ أعضاء ِ الأحزاب ... ينتمين أوتوماتيكيا ً لأحزاب ِ رجالهن
هل سمعتم عن شيوعيةٍ -- وزوجها عضو في حزب الدعوة
وهل سمعتم عن امرأة ٍ انتمت الى حزب ِ مسعود البارازاني... بينما يقاتل ُ زوجها مع جلال الطالباني
وهل سمعتم عن بعثي --اختارت زوجته ُ أن تكون في حزب ٍ آخر
مستحيل -- أن تختار َ امرأة ٌ.. أن تنتمي الى حزب ٍ معين أو أن --لاتنتمي

وماالذي تفعله ُ هذه النسوة في تلك الأحزاب? -- هن ّ لسن َ أكثر من أدوات ٍ--تحت السقف الزجاجي -- ومنفذات ٍ لما يقرره ُ ذكور ُ الحزب

هذه العملية ُ المقيتة ُ تجلّت واضحة ً في العصر ِ الذهبي لمنال عبد الرزاق الآلوسي-- التي لم يكفها التغاضي عن جرائم صدام ضد النساء --بل وقفت متفرجة ً ومشجعة ً لقطع ِ رؤوس ِ مايقارب المائتين من النساء ِ العراقيات
وتتجلى واضحة ً الآن في عصر ِ نسبة ِ الخمسة وعشرين بالمائة من عضوات ِ البرلمان--الجالسات ِ تحت السقف الزجاجي --ينطقن َ بلسان الذكور ِ في حكومة ِ العراق التي تقوم ُ بتمثيل أخطر مهزلة ٍ مرّت في تاريخ ِ العراق
هذه النسبة من النساء أثبتت أن العدد ليس َ الركيزة ُ في بحثنا عن العدالة ِ الأجتماعية -- بل النوع ُهو المهم
لامانع لدى رجال ِ أحزاب ِ الأقليات والأكثريات من زيادة ِ نسبة ِ النساء --لطالما كن ّ من جماعة --موافج
وعلى العكس ِ مما توقع الكثيرون -- فإن ّ هذه النسبة ستشكل ُ عامل َ ضغط ٍ على البرلمان من أجل صياغة ٍ دستور ٍ إسلامي
هذه النسبة --ستدوس ُ على حقوق ِ كل ّ النساء -- لسن َ آبهات ٍ بما يمكن ُ أن تنتجه ُ قوانين تعمق ُ النظرة َ الدونية للمرأة ... على مجموع ِ النساء ِ في العراق
لانقاش َ في أن قوانين الأسلام تميز ُ ضد ّ النساء --لكن هل يُعقل ُ أن امرأة ً تدعي تمثيلها للنساء العراقيات ِ .. تطالب ُ بدستور ٍ إسلامي
وماهو موقف ُ نساء العراق من عضوات ِ البرلمان المنساقات مع حملة ِ تحويل ِ العراق الى إيران أخرى--لمجرد أن ذكور حزب الدعوة يرتبطون بأواصر قوية مع الأجندة ِ الأيرانية
ماهو موقفنا من نسوة ٍ ارتضين الأستعباد .. وسيفرضنه ُ على كل َ نساء ِ العراق
إننا بحاجة ٍ الى إيقاف ِ هذا المدِّ الذي سيجرفنا بارتباطاته ِ وتعاقداته ِ -- وخيوطه السرية
ولذا -- فعلى نساء ِ العراق أن يُعلن رفضهن لدستور ٍ إسلامي ينفذه ُ الأسلامويون... وعلى نساء العراق أن يعلن ّ رفضهن ّ لكل ّ الممارسات ِ والصراعات ِ الأسلامية ... التي تستهدف ُ الأبرياء الذين لاناقة لهم ولاجمل في هذا الصراع
?أمن هذا الأسلام يصاغ ُ الدستور ُلمجتمع ٍ مدني