فريدان بيتتي حقوق المراة في سطور



قصي طارق
2014 / 2 / 17

كاتبة أمريكية، وإحدى زعيمات حركة التمركز حول الأنثى في الولايات المتحدة. هي أول امرأة فهمت أن الترويج النشيط والدعاية بالإضافة إلى الاحترام والوقار من الممكن أن تصبح الأدوات الرئيسية لرفع مستوى تأثير المطالبة بحقوق المرأة. إنها حولت الحركة النسائية إلى لوبي قوي جدا. بدأت فريدان المشاركة في المنظمات الراديكالية والكتابة في الصحف اليسارية.
بعض الناس كانوا يهزأون منها واعتبروها واحدة أخرى من عديمات العقل الناشطات النسائيات، هذا الأمر أزعجها جدا وجرحها في الأعماق. هنا فكرت عميقا، كيف تستطيع إجبار الرجال والنساء على حد سواء الاستماع إليها. أول عمل قامت به هو تأليف كتاب أسمته « السر النسائي» حيث كتبت شرحا موسعا عن الظلم الذي يقوم به المجتمع بالنسبة للمرأة، وكان أسلوب الكتاب كالصحف النسائية في ذلك الوقت.
وفي عام 1966 أسست فريدان المنظمة النسائية القومية ( NOW ) والتي تعني «الآن» وهذه التسمية ليست صدفة. المنظمة الجديدة أعلنت مطالبتها كي تمثل جميع نساء أميركا. فريدان ـ وكانت ذلك القائد التي كانت النساء الأميركيات بحاجة ماسة إليها، إنها محترمة ووقورة بالمقاييس المحافظة ونشيطة بشكل غير طبيعي ـ هكذا كتبت عنها الكاتبة ليسلي دايكس التي كتبت سيرة حياة هذه المرأة .
ان السياسيون يتحدثون معها بكل سرور وبدون ملل وهي أيضا كانت لا تخجل من التحدث أمام الصحفيين.
في الحقيقة أصبحت هذه المنظمة بسرعة مذهلة اتحادا عماليا نسائيا دعائيا مدافعا عن حقوق المرأة. وفي نفس الوقت كانت فريدان تمتلك تأثيرا قويا في صفوف النساء مما أدى إلى جعلها «محبوبة السياسيين» الذين كانوا يريدون إرضاءها لكسب أصوات مناصراتها. وأن أي حملة انتخابية لا يمكن أن تتجاهل هذه المنظمة الهائلة «NOW»
تفرغت بعد زواجها عام 1947 لتربية أبنائها الثلاثة. وفي عام 1963، نشرت كتابها الشهير السر الأنثوي الذي يُعَدُّ أبرز أدبيات حركة التمركز حول الأنثى في الولايات المتحدة في الستينيات التي تُعَد بتي فريدان أبرز رائداتها. والكتاب يركز على قضية المساواة ويهاجم إعلاء دور المرأة كأم وزوجة ويدعو إلى تحقيق المرأة لذاتها من خلال التعليم والعمل. وفي الواقع، فإن هذا الكتاب كان بمنزلة المرجع للعديد من الأفكار بشأن حركة التمركز حول الأنثى لفترة طويلة، إلا أن بتي فريدان نفسها عادت (عام 1981) فنشرت كتاب الطور الثاني الذي غيرت فيه كثيراً من آرائها وهاجمت فيه كثيراً من أفكار التمركز حول الأنثى وانتقدت مفهوم المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة ودعت إلى عدم حرمان المرأة من خصوصيتها كامرأة، وأكدت أهمية دعم دور المرأة كأم وزوجة وتأكيد حقها في الحرية والاختيار في إطار الحفاظ على مؤسسة الأسرة ، كما دعت إلى حق الإجهاض كواحد من الحقوق الإنسانية للمرأة لا كدعوة للانحلال الأخلاقي. كما دعت بتي فريدان الحركة النسوية إلى زيادة الاهتمام بالحقوق الاجتماعية للمرأة وإلى تقليل التركيز على القضايا الجنسية وعلى حرية الشذوذ الجنسي، وهو ما استثار ضدها التيارات الراديكالية في الحركة الأمريكية المتمركزة حول الأنثى التي اتهمتها بالمحافظة بل أحياناً بمعاداة التمركز حول الأنثى.
وعلى المستوى الحركي تُعَدُّ بتي فريدان من أنشط العناصر النسائية الأمريكية في عقدي الستينيات والسبعينيات، حيث أسست المنظمة القـومية للنسـاء (ناو NOW) عام 1966 ورأسـتها حتى عام 1970، وهو العام نفسه الذي قادت فيه مظاهرة تضم 50 ألف امرأة للمطالبة بمساواة المرأة في الحقوق والواجبات مع الرجل، كما شاركت في تأسيس المؤتمر السياسي النسائي القومي عام 1971، وفي تأسيس بنك النساء 1973، والمجلس العالي للمرأة 1973. وكذلك، فإنها تُعَدُّ من أبرز الشخصيات التي دافعت عن مشروع قانون المساواة الكاملة بين الجنسين الذي طُرح في عهد الرئيس ريجان والمعروف باسم إيرا ERA.
وتُعَدُّ بتي فريدان نموذجاً متكرراً بين قيادات حركة تحرير المرأة في الولايات المتحدة، إذ يُلاحَظ أن عدداً كبيراً منهن إما يهوديات، أو ذوي أصول يهودية. ويمكن القول بأن هذا يعود لمركب من الأسـباب منها مـا يلي:
1 ـ يُلاحَظ تصاعُد معدلات العلمنة بين يهود الولايات المتحدة لكونهم عناصر مهاجرة جديدة لا تحمل أعباءً تاريخية أو دينية، وباعتبار أنهم أعضاء في أقلية وجدت أن بإمكانها أن تحقق الحراك الاجتماعي من خلال الاندماج في المجتمع الأمريكي العلماني ومن خلال تآكل القيم المسيحية الأخلاقية المطلقة.
2 ـ لعــل الخلفـــية الحلـولية (القبَّـاليـة) لكثير من هـذه القيــادات قـد ساهم في دفعهم نحو تَبنِّي مواقف جذرية متطرفة، فالحلولية بأحاديتها المتطرفة لا تعترف بأية حدود أو تقسيمات أو اختلافات أو ثنائيات.
3 ـ يُلاحَظ أن الأسرة اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتميَّز بقدر عال من التماسك حتى أوائل الستينيات، ولكنها أخذت في التآكل والتراجع باعتبارها إطاراً للتضامن، وقد أدَّى هذا إلى غربة عدد كبير من النساء اليهوديات وإلى إحساسهن بالاضطهاد داخل الأسرة. ولا شك في أن الدور المتميِّز الذي كانت تلعبه الأم اليهودية في الأسرة اليهودية في شرق أوربا ثم في الجيلين الأول والثاني من المهاجرين وتآكل هذا الدور وتحوُّله إلى عبء على الأم وعلى أبنائها، بسبب ظهور المؤسسات الحكومية التي تضطلع بوظائف الأم التقليدية، لاشك في أن هذا عمَّق هذه الغربة وبالتالي زاد من تطرف الثورة.
وقد شاركت بتي فريدان في بعض الأنشطة اليهودية، فشاركت عضواً في المجلة الدولية للشئون اليهودية، كما شاركت في الحملة الصهيونية المعادية للأمم المتحدة والتي تتهم المنظمة الدولية بأنها معادية لليهودية.
لم تذهب بيتي فريدان بعيدا في خطابها، فقد كانت دوما صاحبة نظرة براغماتية عملية
في إحداث تغيير لمصلحة المرأة، و رفع العبء الثقافي والتاريخي عنها، فهي لم تحارب
فكرة الأسرة، بل كانت تدعو لها، وكانت ضد الربط بين حركات الفيمينيزم و بين، الدعوات
الاحادية، التي تذهب إلي الاستغناء عن الرجل وإقامة نظام نسائي مغلق. بالرغم من أنها
دافعت عن حق تلك الدعوات في التعبير.
بيتي فريدان عرفت ككاتبة و مؤلفه قبل أن تكون قائده نسوية، و دارت كتاباتها حول
تحقيق هوية مستقلة و معتدة للمرأة، فهي تقول: "يجب ان تتمكن المرأة من أن تقول، من أنا و ماذا أريد من الحياة" دون أن تشعر بالذنب! يجب ألا تشعر بأنها أنانيه أو عصبية، إذا ارادت تحقيق أحلام خاصة بها خارج نطاق الزوج و الأطفال".
نالت في الستينات إجازة من العمل لتضع ابنها الأول و لكن في المرة الثانية حينما أرادت
إجازة أخري تم فصلها من العمل و تعيين شخص آخر بدلا عنها، و ربما ساهم هذا الحادث في
أن يجعلها اكثر اهتماما بالشأن النسوي و حق النساء في العدالة.
المصدر . كتاب قديسات ما بعد الحداثة , العنف ضد المرأة , طبعه اولى تأليف قصي طارق مراجعة وتدقيق واشراف داني براون فايد .
راجع :http://ahewar.org/rate/bindex.asp?yid=6023
وراجع: مرعي أبازيد. قصة نساء حفرن أسماءهن على جبين الإنسانية. الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 , 9 , 30 - 09:26 حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/MG5/GZ3/BA11/MD10.HTM
* وُلدت عام 1921 في ولاية إلينوي باسم نعومي جولدشتاين، ودرست علم النفس بكلية سميث بولاية ماساشوستس (وهي كلية للنساء فقط). وتخرجت عام 1942 لتستكمل بعدها دراستها العليا في جامعـة بيركلي بكاليفورنيا ثم عمـلت لعدة سـنوات محللـة نفسية وباحثة. امرأة متزوجة، متزنة.وأم لثلاثة أولاد