المرأة السورية في أتون الحرب الظالمة !



جميل حنا
2014 / 3 / 1

المرأة السورية تخوض معركة الوجود في ظل حرب ظالمة شنها المستبدون عليها منذ إنخراطها في ثورة الشعب قبل ثلاثة أعوام.بل أن أحد أسباب الثورة كان بسبب المرأة لأن بعضهن عبرن وبشكل جريء عن مواقفهن بطرح أفكار ضد الديكتاتورية,ووضعن أفكارهن حول رسم خارطة مستقبل أفضل للشعب السوري.ولكن بسبب أفكارهن الواقعية والجريئة تعرضن للأعتقال والسجن والتعذيب وإنتهاك حرماتهن.إلا أن النساء السوريات يتمسكن بحقهن المشروع مستمرين في ثورتهن ضد الطغيان والظلم والعبودية والتمييز, رافضين الإستسلام للقوى الظلامية الإرهابية بكل أشكالها المسيطرة على الأرض السورية. بدأُ من إرهاب النظام إلى إرهاب كافة المجموعات الإرهابية المذهبية الهمجية المقيته الغازية لأرض سوريا.تشبث المرأة بحقها بالمشاركة الفعلية في صنع مستقبل الوطن في هذه الظروف المأساوية, بالرغم من كل أنواع العنف الذي يمارس عليها جسديا ونفسيا, دليل الوعي لحقها كأنسانة تملك قدرات عقلية كاملة وتملك إرادة حرة تعبرعن ذاتها.ولذلك نجد بأن أجهزة الأمن القمعية استهدفت النساء خلال الثورة,وتعرضت آلاف منهن للتعذيب والأغتصاب وتمتلىء السجون بهن.وأعداء المرأة السورية لا تقتصر على الإرهاب المنظم من قبل سلطة الإستبداد وإنما تتعرض إلى ابشع إرهاب سرطاني مدمر تمارسه المنظمات الإرهابية للقاعدة مثل "داعش" والنصرة, والشبيحة, والميليشيات الطائفية الغازية من العراق وإيران ولبنان وغيرها من البلدان.في خضم هذا الصراع الدموي الذي فرض على المرأة السورية وعلى كافة أبناء الوطن, تبقى الأولوية في هذه المرحلة الصعبة العمل على إسقاط سلطة الإستبداد, والدفاع عن النفس من أجل البقاء والحفاظ على وحدة التراب الوطني ضد مشاريع التقسيم التي يراد أن تكون أحدى نتائج إيقاف الحرب.وحتى في احلك الظروف يجب ألا نغض النظر عن قضايا هامة وشائكة ومشاكل خطيرة تتعرض لها المرأة مثل العنف العائلي ودورها وحقوقها في الأسرة والمجتمع وفي الحياة السياسية والإقتصادية.وفي ظروف الحرب المأساوية تضاعفت عشرات المرات الجرائم التي ترتكب بحقها, مثل قضايا الإتجار بهن أو الزواج القسري, وتزويج القاصرات, والإعتداء الجنسي عليهن, والهجرة القسرية ,الحرمان من حق الأمومة الطبيعي والرعاية الصحيحة في هذه المرحلة الخطيرة.ولذا فأن ثورة الشعب السوري ضد نظام الإستبداد والظلم لم تكتمل أركانه ما لم تكن ثورة عارمة ضد كافة أشكال العبودية والعنف ضد المرأة وضد كل العادات والتقاليد والأعراف والعقائد التي تحرم المرأة من حق مساواتها مع الرجل. والقضاء وإنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة كما تنص عليها المعاهدات والأتفاقات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة.مشاركة المرأة في الثورة وتحمل كافة مخاطرها حتى الموت ينبع من قناعتها المطلقة بأن تضحياتها الجسيمة تصب في خدمة تحقيق أهداف نبيلة على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحقوق الإنسان بشكل عام وخاصة حقوق المرأة. وذلك ببناء مجتمع يحترم شرعة القوانين الدولية ويحقق المساواة التامة بين الجنسين في سوريا المستقبل.أن مشاركة المرأة السورية بكل مكوناتها الإثنية والدينية أصرارعلى بناء دولة يُمنح الجميع حقوق متساوية بدون تمييز.وسعي جاد من أجل خلق علاقات إجتماعية قائمة على أسس صحيحة وإنسانية بعيدة عن الأحقاد الطائفية والدينية والقومية والسياسية.هذه أهداف واقعية ونبيلة والعمل من أجل تحقيقها يتطلب المزيد من الوعي والصبر لكسر كل الحواجز المدمرة التي كرستها سياسة نظام الإستبداد على مدى عقود طويلة وخاصة في السنوات الثلاث من الحرب المستعرة على الشعب السوري.
المرأة تتحمل أعباء كبيرة في مسيرة الثورة السورية وهي مشاركة بشكل فعال وجزء لا يتجزء من صميم ثورتها ضد الطغيان بكل أشكاله.فهي تقوم بمهام جبارة من أجل نجاح الثورة وتحقيق الحرية والكرامة,متواجدة في مجال الإغاثة والصحة, والإعلام, والكفاح السياسي,والكتابة, والمظاهرات السلمية, والدعم المعنوي.وبسبب شجاعتها وتحديها لسلطة الإستبدادي تتعرض المرأة السورية للأعتقال والتعذيب حتى الموت. أن مصادر المنظمات الدولية وشبكات حقوق الإنسان تتحدث عن معطيات وحالات موثوقة مرعبة بما أصاب ويصيب المرأة خلال هذه الأعوام الثلاث وهذه التقارير لا تتحدث عن الحالات غير المعروفة في ظروف الحرب.يذكر أن أكثر من 6000 أمرأة سورية تعرضت للاغتصاب منذ بداية الثورة عام 2011، بحسب أرقام صادرة عن الشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الإنسان ومنظمة هيومن رايتس وتش.وهذا ما استطاعت بعض المنظمات من توثيقه بناء على تصريحات من نساء تعرضن للاغتصاب، ما عدا النساء اللواتي تكتمن على آلمهن.وتصف هذه المنظمات بأن هذا أسلوب ممنهج للامتهان والأذلال تمارسه السلطات ضد أنصار المعارضة.حيث يقدر عدد السجينات اللاتي ما زلن على قيد الحياة في المعتقلات ومراكز الاحتجاز ما يقارب من أربعة آلاف أمرأة والآلاف من القتلى.أن مأساة المرأة السورية وبشكل عام مشاكل المرأة في بلدان الشرق تتغذى من أرضية ثقافية تأمن بالعنف ولا تولي أي أهمية أو قيمة لحياة الإنسان.
بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة العالمي ألف تحية إجلال وإكبار للمرأة السورية شريكة الرجل في إنطلاقة الثورة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.تحية لكل أمرأة تضامنت مع المرأة السورية في محنتها. الغزي والعار لكل أمرأة صمتت أمام حالات إغتصاب وتعذيب وقتل وتهجير وتزويج قاصرات وتكفير المرأة السورية. تحية لكل أمرأة شريفة في العالم قدرت أهمية الحرية والكرامة للمرأة السورية.
2014-03-01