ماهي العلاقة بين المرأة ويومها العالمي



حسين عجمية
2014 / 3 / 4

المرأة خارجة عن إعلان يومها العالمي

ارتباط الخطيئة بالمرأة أدخل البشرية في الخطيئة الدائمة , وقبل أن يستيقظ العقل البشري من انحرافه الطويل في نظام تضليل الوعي والسلوك , عاش في قلب الانحراف المنهمك في إخراج الوعي المعبر عن إقصاء المرأة عن فعالية الحياة الإنسانية وحصر دورها في الأعمال الروتينية والهامشية لفترة طويلة جداً استطاع الإنسان من خلالها أن يغير من نمطية الوجود الإنساني في العلاقة التفاعلية بين النساء والرجال لدرجة أظهرت هذه الحياة وكأتها نمط تكويني مرتبط بوجودهم من البداية , فتغير البناء الوظيفي القائم على التعاون بين الجنسين بما يوفر السيادة المرتبطة بالجانب الأحادي الذكري فقط , هذا الارتباط غير الموفق في إقامة حضارة بشرية صحيحة وإنسانية نظراً لتعطيلها نصف البنية العقلية الفاعلة في نظام الوجود .
لم يكتشف الإنسان نفسه ولم يفتش في بنيته النفسية والعقلية ليدرك مدى تعمق الأخطاء في البنية المشكلة مع تطور الوعي البشري ..... الوعي غير الواعي لنظامه المصيري في نظام الوجود ذاته. لم يسأل الإنسان نفسه سؤالاً مهماً حتى الآن ..... لماذا يكدس البشر الأخطاء الدائمة في مسيرة الوجود بالرغم من معرفة طبيعة الخطأ في بنيتها العامة والمؤثرة على مجرى التاريخ الإنساني ..... ؟
لماذا كثرة أنظمة الهداية ولم تتم الهداية حتى الآن ...؟
لماذا يتم تحريف أنظمة الهداية إلى واقع مخالف لنظامها ...؟
ويمكن أن نتوصل إلى سؤال أكثر أهمية . هل تطور العقل البشري نحو الخطيئة والانحراف
أم تطور نحو الخطيئة والانحراف بالهداية نفسها ولماذا ...؟
لماذا لم تستطع أنظمة الهداية تحقيق الهداية الإنسانية ؟ ... فالتطور البشري ألغى من الحياة فاعليتها الحقيقية حتى نعيش في طبيعتها بلا فاعلية مؤثرة وقوية في إحراز تطور يستحق التقدير . فالمعرفة القائمة في النظام البشري لا يمكن اعتبارها صحيحة إذا لم توافق عليها النساء موافقة مشروطة بنظام يكفل لهنَّ الإدلاء بالرأي بدون قيود من جانب الذكور , هذه حقيقة مرتبطة بالمعرفة البشرية بكل أصنافها وألوانها نحتاج إلى جانبها النسائي لنصل إلى التوافق والاتفاق .
فالمرأة رافقت الوجود الإنساني وغائبة منه غياب متعمد جائر وغير طبيعي ومن الطبيعي أن نعيد الحياة إلى طبيعتها الأصلية حتى نصل إلى الانسجام.
والمشكلة الأهم والأصعب في مجال التعبير عن بنية الحقوق التاريخية للنساء مدى عمقها في التاريخ الإنساني , فالتاريخ الطويل لسلب حقوق النساء أوصل نظام تفكيرهن إلى درجة الضياع. فالوعي النسائي المنغمس في الأخطاء ضمن طريقة التفاعل والتعامل بين البشر يصعب عليه تصحيح نظام الحياة التفاعلية حتى يرتفع وينسحب من بنية الأخطاء التاريخية نفسها.
فالعقل الذكري عقل وحشي أوصل الحياة إلى مرحلة يصعب فيها على النساء لعب دور موازٍ لدوره في نظام الحياة وسيبقى التاريخ محملاً بالوهم والاختلاف حتى تعود المرأة تلعب دوراً موازياً في نظامه وقادرة على استدراك جميع الأخطاء في نظام التاريخ الإنساني.
فإذا كان الدور الإنساني المناط بالمرأة يقتصر على إعلام يوم عالمي لها ،فإن ذالك لا يغير من طبيعة الوجود شيئاً لأنّ المتغيرات الجارية في بنية العالم تتوسع، وتتوسع معها مشاركة النساء في التأثير على القضايا الجوهرية للعقل نظراً للانفتاح الحاصل في بنية المعرفة والاتصال بين البشر على اختلاف أجناسهم وطرائقهم في الوجود الاجتماعي. فالمتغيرات الجارية لا تحدد السوية الإنساني للوعي وإنما تحدد طبيعة الحاجة الماسة في إشراك المرأة وفي واستخدامها كواجهة إعلانية لإدرار الربح وتحقيق المتعة الجنسية وهذا ما يؤثر على الوضع الطبيعي للمرأة كوجود قائم لتحقيق التكامل في البنية البشرية ،من خلال التفاعل في الوعي والمعاملة في نظام وجودها القائم على الترابط بين عناصرها الأساسية.
بحيث تحتل المرأة مكانها الطبيعي في المجتمع والأسرة والفكر والعمل وكل ما يرتبط بفاعلية وجودها مع نظام الحياة، فعندما يعطي مجتمع الرجال حقوقاً معينة للمرأة بما يتفق مع حاجته إلى ذالك فإنها لا تدخل في نظام الحقوق بل تدخل ضمن حاجة الرجل لوجود هذه الحقوق للنساء، بما يؤمن له واقع أكثر ثراء في نظامه ألذكوري وخاصةً عندما يربط بين حرية النساء والحاجة لفتح نشاطه معها لتحقيق راحته الشخصية ، عندها لا يمكن اعتبار هذه الحقوق مكاسب إنسانية للمرأة ،بل تفتح الباب لظهور صراع جديد من نوع آخر لأن من يعطي الحقوق من السهل عليه أن يستردها وقت حاجته لذالك ، فالحقوق ليست هبات من مجتمع الرجال ولا الرجال يمثلون ميزان حقوق المرأة الإنسانية فعندما ترتبط الحقوق بوجودهم وحاجتهم لا تندرج في نظام المكاسب النسائية ، وإنما تندرج في مكاسب يحققها الرجال لأنفسهم وهذا ما يخالف طبيعة الحياة، فالوجود الحر لعقل المرأة الحر في الوصول إلى واقع ينسجم مع طبيعة مسعاه في الدخول نظام الاعتبارات الإنسانية ويجعل المرأة قادرة على اختيار الأنماط المنسجمة مع طبيعتها ووجودها في الحياة عندها ترتبط الحياة بنظامها الطبيعي بما يخص علاقات الجنس البشري كنوعية مرتبطة بمظاهر الحياة المختلفة ووجود منسجم مع الطبيعة العضوية بأرقى مظاهرها عندما ارتبطت بوجود عقل في كائن وحيد على الأرض هو الإنسان.