مذكرات بارميطة رقم 17



لوتس رحيل
2014 / 3 / 4

اخجل من نفسي وضميري يعدبني فانا كادبة اجل كادبة اخفيت الحقيقة على عائلتي,,لم اجرؤ على مصارحتهم بنوع عملي اكتفيت فقط بالقول اني اشتغل في مصنع وان عملي يكون ليلا فاكثر المصانع تشتغل ليلا ونهارا,,,ولم يعيروا الامر اهتماما فانا بالغة وراشدة وعاقلة وشريفة ايضا فهم يعلمون جيدا اني لن اقوم بعمل غير شريف ولكن ضميري يؤنبني,,اشعر بالخزي والعار لاني كادبة وانا لم اتعود على الكدب ولكني مرغمة,,,فانا في حاجة الى المال الى اثبات داتي فالى متى وانا اعتمد على مساعدة عائلتي؟؟الا يكفي انهم قاموا بتربيتي وتعليمي وتدريسي وعدم حرماني؟الم يكن ممكنا ان يحرموني من متابعة الدراسة ؟الم يكن ممكنا ان يزوجوني قسرا؟؟ولكنهم لم يفعلوا شيئا فقد تركوني وشأني اختار مسيرة حياتي واحلم واحلم لاجد نفسي اخيرا ضيفة في مستنقع الوحل,,,دون وظيفة محترمة ولا زوج يحميني ولا اولاد ولا اوتاد...والفقر هدا العدو المبين الدي يقلب الاوضاع راسا على عقب,انه مرض عضال ,,فلدينا احتياجات وطلبات ورغبات,,فالمراة لاتقتنع ولا تكتفي بل تطالب دوما بالمزيد,,,وضرورات الحياة واغراءات المال وحياة الترف لا تضاهيها اغراءات,,,وجحيم البطالة,,وسياسة النظام,,,وطغيان النفود والوساطة...فما اصعب ان تجد نفسك منبودا لا تعرف شيئا ولا تعرف احدا ياخد بيدك وانت في عالم كلمة المرور فيه تتم عبر اسماء نافدة,,,ما اصعب ان تكون مجهولا ولا تملك كلمة المرور تلك كي تسهل عليك المامورية,,,واصبح قضيب احمد كلمة المرور التي تسهل علينا سواء انا او دكرى او فدوى كل شيء,,,اجل لم تعد الشهادات مهمة,,ولم تعد النزاهة والكفاءات مهمة في زمننا الاحدب هدا ,,,فقد اصبح قضيب احمد يفوق رتبة جنرال ,,يفوق رتبة مدير,,انه قضيب مميز,,اصبح قضيبه بطاقة مرور في كل الاوساط,,,فوساطة احمد نافدة ,,,وما يجعلني احترمه اكثر انه يساعد الاخرين من جيرانه ومعارفه واصدقائه المحتاجين,,كلما وقع احدهم في ازمة الا وتدخل احمد فمكالمة من احمد تكفي لينتهي الامر,,,وهدا ما حدث عندما اصيبت ام فدوى بنزيف ..باغماء...وكانت فدوى المسكينة في حالة يرثى لها ولكن تدخل احمد السريع اعاد الامور الى نصابها واهتم الاطباء بحالة ام فدوى بعدما اهملوها وتركوها في احدى الردهات وقد كنت برفقتها ولم نعرف ما الدي يمكن القيام به وحرنا في امرنا ونحن في هدا المستشفى الدي يبدو عليه وكانه ثكنة عسكرية مهجورة ولم تتمالك فدوى نفسها من البكاء وانا اصبرها في انتظار وصول طبيب او حتى ممرضة لكن لا احد يبالي بامرنا وانا في غاية التعب فلم انم حتى الان فقد خرجنا من العمل قبيل الفجر وما ان وضعت راسي على الوسادة بعدما اخدت حماما حتى رن الهاتف لاجد فدوى تستغيث وتطلب مني ان اسر ع اليها فامها مغمى عليها ونزلت الادراج مهرولة وانا ارتدي ملابسي لادخل عليها وهي تبكي خائفة ولم نجد بدا من طلب تاكسي واخد الام الى المستشفى فانا اعزها كثيرا فهي تعزني ايضا وتسال عني دوما وتترك لي حصتي من الطعام كلما قامت بطبخ اصناف احبها خصوصا الكسكس فهي تحرص ان نتغدى جميعا في بيتها يوم الجمعة.. وكنت اجد عندها عزاء كلما اشتقت الى امي لكنها الان مريضة و لا تحرك ساكنا,,,وانفجرت باكية انا الاخرى عاجزة عن فعل شيء في هده الثكنة العسكرية المهجورة,,حالات كثيرة تشبه حالتنا مرضى موجوعون وحوادث سير وامراة حامل لكن لا اثر لطبيب مداوم ولا ممرضات في هده الساعة المبكرة,,,واكتشفت عالمنا الخارجي لا ول مرة كيف يكون في الساعات المبكرة,,,وتدكرت احمد لا احد يستطيع مساعدتي سوى احمد رغم ان الوقت مبكر وربما يكون متعبا نائما لا يهم ,,فاتصلت به لياتي مسرعا,,,فهو يملك سيارة اشتراها مؤخرا وطلب منا مرافقته الى مصحة,,ترددت فدوى بادئ الامر لكنه طمئنها واخرجنا ام فدوى من المستشفى التي لاتزال في غيبوبة لندهب بها الى المصحة وفي الطريق اتصل احمد باحد ما ..وعند الوصول كان في استقبالنا سرير متحرك لنقل ام فدوى وممرضين كما وجدنا الطبيب الدي دخل احمد برفقته وبقينا خارجا انا وفدوى ننتظر,,,وخرج احمد يخبرنا ان الام بخير وان حالة الخطر قد زالت,,وان طاقم المصحة لن يتفانى جهدا في انقاد ام فدوى,,,هده الاخيرة التي قضت ثلاثة ايام استعادت عافيتها وعادت الى البيت وهي تدعو لاحمد الدي انقدها والدي اصر على عدم دفع فاتورة المصحة,,,,وقالت لي فدوى مازحة:
الم يكن الاجدر بامي ان تدعو لقضيب احمد.؟؟؟؟
وعندما استفسرتها عن الامر لاني لم اكن افهم شيئا اجابت ضاحكة:
لولا قضيب احمد لبقيت امي في الثكنة العسكرية المهجورة حتى تلفظ انفاسها..
.ولم افهم ما تقصده بعد,,,فاردفت :
اه يا زهرة غبية كعادتك...كل ما في الامر ان مدير المصحة من انصار القضيب يا زهرة ان مدير المصحة عاشق من عشاق القضيب ولا يستطيع ان يرفض طلبا لاحمد فهو في سبيل القضيب يفعل المستحيل ولولا القضيب لماتت امي في الثكنة,,,
وقاطعتها وانا اقاوم ضحكة جنونية واتخيل عشاق قضيب احمد في مظاهرة صاخبة يحملون اعلاما مرسوم عليها صور قضيب وهم يهتفون :عاش القضيب عاش عاش,,,