على هامش يوم المرأة العالمي / المرأة السورية ستبقى رمز التحدي



ربحان رمضان
2014 / 3 / 8

يطل علينا يوم المرأة العالمي على المرأة السورية هذا العام مكررا نفسه كما جرى في العامين السابقين .. خطف واعتقالات واغتيالات وقصف عشوائي للمدن السورية بأسلحة قوات النظام المجرم القابع في دمشق مدعوما بأسلحة بوتين ، وعصابات الجنود الايرانيين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم الفضل أبو العباس ، ومعهم عصابة حزب اللات ، وبقية الأجانب القادمين إلى سورية للدفاع عن نظام الاستبداد لم يكن ضد مسلحين ولا محاربين .. لأن المسلح لاخوف عليه .. وفي هذا الصدد أقول لكم : " هاتوا أعطوني سلاحي ولننظر من فينا يموت ..!!
القتل والقصف والدمار يجري ضد سورية الوطن والانسان ابن الوطن وفي المقدمة النساء والأطفال ..
لكن مايواسينا في محنتنا هو المرأة المحاصرة وهي تحضن أطفالها بشجاعة ، تشدهم إلى قلبها خوفا من قذيفة ، أو من جهاز قمع مخابراتي يخطفهم منها أو يخفيهم ، أو يقتلهم كما فعل بالكثيرين والكثيرات اللاتي قضين في زنازينه الرهيبة ..
نساء سورية اللاتي عانين من القمع كانوا نساء كل المدن ، والقرى .. والقصبات ..
دير بعلبة .. نساء مدينة حمص الحزينة ...
مدينة الملكة " جوليا دومنا " أم " كركلا المستبد القاتل " و أخوه الضحية " گيتا " ..
حمص مدينة سهيلة الريماوي التي نزلت إلى الشارع لتشارك في المظاهرات ضد الفرنسي المحتل .. مدينة الضحية " طل الملوحي " التي حوربت من قبل جميع أجهزة الأمن والقمع الأسدي لا لكونها مقاتلة ، ولا لكونها محاربة ، أومعارضة ، أو معادية للوطن أو الشعب السوري ، بل ، فقط لأنها صبية حساسة وشاعرة تغنت بالوطن وأهله .. ناجحة ، ومتفوقة دائما ً مما أثار غيرة المدعية بشرى كنفاني ، والشمطاء بثينة شعبان لتشاركان في كتم نفسها والحكم عليها بخمس سنوات طالت ولم تنتهي حتى الآن ، وربما تمتد المدة لتصبح السنة بخمس سنوات .
حماه مدينة الشهيدة دلال عوف .. وحلب مدينة الطفلة الشهيدة غنى خميس ، وعين البيضا مدينة الأمهات المفجوعات .. ودمشق مدينة الحاجة ليلى المدفونة في مقبرة الشيخ خالد النقشبندي في حي الأكراد .. وسهير الأتاسي التي صاحت بوجه القتلة في شوارع دمشق ..
اللاذقية مدينة « رهف " .. درعا منبتت الثورة ... مدينة حمزة و« هاجر الخطيب » ..
كل هؤلاء الأطفال وتلك الصبايا فجعت أمهاتهم بهم فخلقن ثورة لم تهدأ ولم تزر ...
المرأة السورية لم تحتفل بيومها هذا العام .. لأن الوطن يذبح بأيدي جلاديه ..
في يوم المرأة العالمي يصمت العالم عن الصياح ، يخرس ، لا يقول كلمة الحق بوجه الجلاد بشار الأسد وقوات قمعه المدعومة من جحافل القوات الأجنبية القادمة من ايران والعراق وروسيا ، ومن جنوب لبنان ..
يصمت علماء الأمة وعظماء الأمة ، وممثلي الأمة .. وكل أدوات ووسائل إعلام الدول العربية التي كانت تطبل وتزمر باسم الأمة ..
وتبقى المرأة السورية وحدها تجابه أذلاء القمع وجيش القمع .. تبقى ويندحر القمع وجيش القمع والاستبداد ..
ستبقى المرأة السورية ، ويندحر الطغاة وكل من وقف إلى جانب جيش الطاغية ، لأن عظمة المرأة السورية هوفي بقاءها رافعة الرأس ،شامخة غصبا عن الأسد وكل الجيوش التي حاربت وتحارب معه ..
تعالوا معي نهنئ المرأة السورية رغم كل الجراح ، مع تمنياتنا أن تبقى رمزا ً للصمود والتحدي والنصر على جيوش النظام .