عن أى نساء سنتحدث , وكيف ؟



حمدى عبد العزيز
2014 / 3 / 15

المرأة .. كم هو موضوع شديد العمق والتعقيد غير قابل للتناول الشكلى أو التناول من حيث إكتساب مظهرا تحرريا وعصريا يضاف الى أسباب الوجاهة للبعض من المثقفين واصحاب القضايا الشكلية التى لاتقدم ولا تأخر فى حياتنا المجتمعية والسياسية ..
فالبعض لازال فى مرحلة طرح الشعارات العامة التى لاتنصرف الى دراسة حقيقية لمشكلة المرأة لابإعتبارها مشكلة تمييز وإقصاء سياسى فقط وانما بإعتبارها مشكلة مجتمعية تشير الى عمق مشكلات المجتمع المصرى ومدى ماتعنيه الشرائح المنضغطة اجتماعيا بفعل طبقات مسيطرة بعينها .. و ما ترتب على ذلك من سياسات بعينها تؤدى الى زيادة معاناة الشباب والمرأة والأقليات ...
لا يطرح البعض على نفسه سؤالا هو :
أى إمرأة نقصد بتناولنا لمشكلات المرأة المصرية ؟
وهل سنتناول أمرأة المدينة العاصمة حيث النصيب الأوفر نسبيا من الخدمات الحكومية ؟
أم المرأة على أطراف العاصمة وعشوائياتها ؟
أم المرأة فى مدن الأقاليم حيث تقل معدلات الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية وخدمات الدولة ؟
أم هى إمرأة العشوائيات فى المدن والريف .. حيث تنعدم تماما الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية والمرافقية .. بل حيث تتضائل الأنصبة فى حياة لائقة أساسا بالآدميين ؟
هل هى أمرأة الريف بمكابداتها فى مجتمع لايعرف سوى الخدمة الشاقة للرجال العائدين من الحقول والسهرات ومن مشاغلهم التى تختلف من حيث موقعهم من ملكية الأرض الزراعية .. ؟
هل هى المرأة الأجيرة التى تعيش هى وزوجها وأولادها - فى الريف - على حد الكفاف و التى تخرج كل صباح هى وزوجها لتعمل ( باليومية ) لقاء بضع جنيهات قد لاتكفى لعلاج الزوج الذى حتما قد أصيب بمرض الكبد الوبائى المنتشر فى الريف نتيجة طبيعة العمل الفلاحى فى بيئة تحمل كافة اسباب التلوث الوبائى وتفتقد لأساليب الوقاية والرعاية الصحية السليمة ..
لاشك أن المرأة تختلف درجة معاناتها من حيث موقعها الطبقى ومن حيث ارتباط وضعها بأوضاع إجتماعية تتسم بالتشوه والتأزم الإقتصادى والإجتماعى .. بل وتأزم وتشوه ثقافة المجتمع نفسه وغن اختلفت النسب فى مجتمعات الجنوب عن مجتمعات العاصمة عن مجتمعات الأقاليم الشمالية ومدن السواحل .. الى آخره..
ونأتى الى مسألة تتقاطع مع أوضاع المرأة الإجتماعية لنسأل :
سنتحدث عن مشاكل المرأة فى أى سن .. فكل مرحلة عمرية فى حياة المرأة لها حساسيتها من حيث التأثر بالوضع الطبقى والإجتماعى والثقافى
فمشاكل العنوسة فى المرحلة العمرية من الخامسة والعشرين الى الخامسة والثلاثين تتمدد وتتسع حيث الشرائح الإجتماعية الفقيرة والمتوسطة ويظهر ذلك بشكل أوضح فى العاصمة والمدن الرئيسية ويقل كلما توغلنا نحو الريف حيث تتبدل بظاهرة تعدد الزوجات ..
هل نتحدث عن الإقصاء الإقتصادى للمرأة ربة البيت التى لا مصدر لدخلها سوى عمل الزوج الذى إذا مات أو طلقها تهاوت بها الدنيا الى سابع أرض من العوذ والإنساحاق الأجتماعى ؟
هل سنتحدث عن حقوق المرأة التى تخرج الى العمل لتتولى إعالة الأسرة فتضطر الى قبول ماهو متاح من الأعمال القاسية التى لاتغطيها أية حقوق تأمينية سواء اصبحت عاملة فى عيادة طبية أو محل للملابس الجاهزة أو خادمة فى منزل ؟
من الذى سيتحدث عن حقوقها والمجتمع يزدرى بعض الأعمال وينظر بنوع من التمييز لمن هو يعمل فى أعمال يفترض انها فى مجتمعات أكثر تحضرا هى مبعث كبرياء وشرف وليس العكس ؟
عاملة النظافة وعامل النظافة .. الخادمه والسفرجى ... كلهم يتعرضون للتحقير والتقليل من الشأن الإجتماعى ؟.
إذن فعن أى تمييز ضد سنتحدث وأى درجة منه سنتناول؟
حتى ثقافة الجهل والفقر والتطرف الدينى التى تسحق أول ماتسحق فى طريقها النساء بمختلف أعمارهن تتفاوت من الريف الى المدينة ومن المدن الى اطراف المدن الى اطراف الريف ومن ريف الى ريف بل ومن مدينة العاصمة الى مدن العواصم ...
المسألة متشابكة وعلى قدر من التعقيد ... ولها أرتباط وثيق بإشكاليات مجتمعنا الطبقية والأقتصادية والسياسية والثقافية ...