الملائكة أصدقائي



جهاد علاونه
2014 / 3 / 21

سمعنا كثيرا عن أناسٍ تسكنهم الأرواح الشريرة أو تتلبس أجسادهم,ولكن لم نسمع عن أناس عرب تسكنهم أرواح الملائكة,أو مدينة عربية فيها مَلَكٌ واحد,على غراء (لوس آنجلوس) مدينة الملائكة, ما أحوجنا إلى مثل تلك الولاية, أنا لا أطمع بولاية أو بدولة عربية واحدة يكون أسمها(دولة الملائكة) أنا أطمع بإنسان عربي واحد تسكنه روح خيّره من أرواح الملائكة,هؤلاء هم أصدقائي من شتى بقاع الأرض,تسكنهم الأرواح النورانية,تغلف أجسادهم بنورها ومحبة الرب.. حين تصادفني الملائكةُ- جالسا أحمل كتابا أو قصاصة من الورق- تضمني بأجنحتها, تطيرُ فوق رأسي مثل الفراشات حول زجاجة الضوء, من سحرها تطلع الأعشابُ من بين أصابع يدي ومن على كف يدي,تنتابني نوبة من الفرح العميق,تُسدلُ عليّ ستائرها,جسدي تسكن الملائكةُ كل خلية من خلاياه,تمرح فوق صدري,تدخل من مجرى أنفاسي,تمشي في عروقي مع دمائي,تمرجحني شوقا وطربا,أرقصُ على وقع خطواتها, أضعُ عيوني في عيونها وأسير وأنا مغمض العينين, أنام في ذلك اليوم نوما هانئا, واصحو وكلي نشاطٌ وحيوية, إن الملائكة تسكن بعض أجساد البشر كما تسكن الشياطين بعض أجساد الناس, وهنالك فئة من الناس كل تصرفاتهم تصرفات شيطانية وهنالك بعض من الناس كل تصرفاتهم تصرفات ملائكية,وهؤلاء هم الذين يصادفونني في حياتي اليومية, وهم الملائكة التي تسكن روحي وتساعدني على تخطي الأزمات.

لم أجد ولم أقرئ عن إنسان مثلي صديقا للملائكة عن دون البشر, وإن هجرني الناس والأصحابُ والأصدقاء, لا أجد أنيسا إلا ملائكة الرب, ولا أجد نورا إلا النور الذي ينبعث من عيونها,فأصادف أخا من أمريكيا ومن أوروبا ومن الأردن ومن سوريا...والقائمة تطول ولا حصر لها ...كلهم تسكنهم الأرواح الملائكية, يسلمون عليّ ويمدون لي أياديهم, يأخذونني بأحضانهم, فأجدهم إخوانا وأصدقاء وأقارب يغنوني عن الإخوة والأقارب الذين تسكنهم الأرواح الشيطانية الشريرة, أنا رجل اختار له الله ملائكته لتكون له صديقا , وحين تضيع مني الكلمات أجد الملائكة تخرجها لي من جيوبها , تفتح لي عقلي وتفتح لي قلبي وتفتح لي مائة بابٍ وباب,تنسيني ألمي,تنسيني وجعي, تنسيني سهري, تنسيني شجني وتغني لي ترنيمة تنعش قلبي , تشحنني بهمة عالية, وحين أغط في نوم عميق وأصحو أجدها ما زالت فوق رأسي تنتظرني كي أستيقظ لتشرب معي قهوة الصباح , قهوة الصباح بنكهة الملائكة لها طعمٌ آخر غير الذي تشربه بعض الناس بنكهة الشياطين والأرواح الشريرة, وحين يتخلى عني الأهل والأقارب, أجد الملائكة إخوتي وكل أقربائي, وحين تنتابني مشكلة أو وعكة صحية أجد الملائكة أفضل وصفة دواء تشفيني وتنجيني.

وحين أكتبُ عن المسيح أشعرُ بأن الرب يبارك كل حرفٍ كتبته وكل كلمة من كلماتي, إن لكلماتي أجنحة تطير فيها, وإن لقلبي حارسٌ يحرسه ليلَ نهار,وحين تصادفني الشياطين في طريقي الذي أسلكه كل يوم من باب بيتي إلى حيث أعمل, تهربُ من وقع أقدامي ومن قوة خطواتي, وحين يلتئم الناسُ ويتفقوا على إيذائي يرعاني الرب بنوره السماوي, يرسل ملائكته عليّ لتلتف من حولي, تتشابك بأصابع يديها وتعمل حلقة دائرية من حولي, إن سر نجاح كتاباتي يرجع بالأساس إلى الرب الذي يبارك كل خطواتي, ويفتح لي قاموس كلماته, أنا هكذا دوما, يرعاني الرب الذي في السموات, وكلما مررت بأزمة اقتصادية أو سياسية أو ثقافية لا أجد أحدا يقف ورائي إلا هو, وحين تنسيني الغربة الفكرية وطني ومن أين جئت وإلى أين سأذهب!!, أجد كلمات الرب تخرج من قلبي ولساني لتفرح قلبي, هكذا أنا الرجل المهموم والمحزون الذي لا يُفرح أحد قلبه إلا الرب.

وحين أشعر بالخوف من المجهول أجد ملائكة الرب تذوبُ في فمي,تدخلُ عقلي,تثبت خطواتي,تداهمنا ببعض البشر الذين تسكن أجسادهم, وحين أضيع في زحمة الطريق وأتوه مع التائهين لا أجدُ إلا ملائكة الرب تعذني من كل شيطانٍ أثيم.