أنا أعرف،لا أحد غير المرأة/



ابن الزهراء محمد محمد فكاك
2014 / 3 / 22

خريبكة- لينينغراد- الجمهورية النسائية البروليتارية الديمقراطية التقدمية التحررية الثورية الشعبية المدنية اللائكية الكمونية المجاليسية الاشتراكية الوحدوية المستقلة-في 21/ 03/2964/2014
21 مارس(عيد النيروز آذار) عيد الأم، عرس المرأة و الشعب المغربي بكل قواه الوطنية والديمقراطية والعلمانيةوالثورية،كان ولايزال يرفض ويدين النظام الملكي الثيوقراطي اللاهوتي الديني الرجعي الاستبدادي الديكتاتوري الاستئثاري بالدولة وأخونتها وأسلمتها.
مناضل ماركسي لينيني بلشفي شيوعي علماني بروليتاري جمهوري أحمر:
ابن الزهراء الزهراء محمد محمد ابن عبد المعطي ابن الحسن ابن الصالح ابن الطاهر فكاك.
إنها ذكرى تاريخية عظيمة وشاهدة ومشهودة ، وهي ليست مناسبة للاحتفال البرجوازي العابر المبتذل،بقدر ما هي مأساة عميقة تدعو للحزن والأسى،حيث ما تزال المرأة تعاني من ويلات الاحتلال الاخوانجي الاسلامنجي الارهابي الظلامي وكل أشكال التمييز العنصري العرقي الجنسي الديني العقائدي المذهبي الطبقي الطائفي العشائري القبلي و تضرب أمام الأم- المرأة – الفتاة- جدارات وتراكمات وجبال من الحصارات- الحصارات- الحصارات والمتاريس والقيود والتقاليد والأساطير الدينية التحريفية المزيفة والمضايقات والتعسفات والاعتقالات والضرب والتعذيب والإقصاء والجور والظلم واللامساواة والحرمان من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والاستقلال وتقرير المصير ناهيك عن فرض وإرغام النساء والفتيلت في عمر الزهور على وضع النقابات والحجابات الأفغانية ،كل هذه الإجراءات التعسفية هي ضد تطلعاتهن وطموحاتهن وأمانيهن وآمالهن وأهدافهن والمتمثلة في إنهاء الاستعمار الملكي الجلاوي الفيودالي والاحتلال الديني الاخوانجي الارهابي الظلامي المبنيين على الرجعية الماضوية وذهنيات التحريم والتجريم ،وعقليات التكفير والتسفير،وشريعات القمع والمصادرة على الحريات الديمقراطية والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية ،وانتزاع الاستقلال وإقامة الدولة- الجمهورية الوطنية النسائية العلمانية التقدمية الاشتراكية وبالتالي لا بد من الاعتراف والإقرار بالتغيرات السياسية والاجتماعية الثورية الجوهرية البنيوية النوعية لانتقال القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري من تحت نير وقبضة وأياد وسلطة القيادات الذكورية التقليدية الرجعية البغيضة المقيتة،إلى أيادي النساء-الأمهات ، و الشابات الديمقراطيات المناضلات المحصنات الطيبات الزكيات الودودات الفيلسوفات العالمات التقدميات الثوريات العاشقات المحبوبات المستقبليات الربيعيات الآذاريات الريحانيات العاملات الفاعلات المبدعات الخالقات مع الطبقات البروليتارية العمالية الزراعية والشبابية والتلاميذية في حق الشغل والعمل والتنظيم والمبادرة والمساواة في الأجور والإجازات وقوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالزواج والطلاق والإرث والسلطة والقيادة والإمامة الكبرى والإمامة الصغرى وضمان الحقوق السياسية كحق الانتخاب والترشيح التصويت والقضاء ووضع القوانين وصياغةالدساتير والاجتهادات في الفقه والشريعة والقرار السياسي. والصلاحيات الشاملة دون وصاية أو إذن خارجي وبمعنى واضح أن لا فائدة ولا معنى ولا جدوي من الاحتفال بعيد الأم ،إذا لم نتخذ من هذه الدكرى الثورية العظيمة يوما عظيما تمهيديا تحضيريا،حيث تشكل المرأة- الأم- الفتاة- المغربية السلطة البديلة للاحتلال الملكي الجلاوي البطريكي الذكوري الأبوي الديني الاخوانجي الاسلامنجي التسلفنجي الظلامنجي الارهابنجي الرجعي.
نتوجه في هذا العرس النسائي الخالد بتحية الإكبار والتعظيم والاعتزاز والإجلال للأمهات والنساء والفتيات المغربيات المحصنات المطهرات اللواتي يتصدرن صفوف الحركات النضالية الكفاحية الثورية،ضد النظام الملكي الجلاوي الفيودالي الخياني الاقطاعي الذكوري و ثقافة القوالب الدينية الاخوانجية الاسلامنجية الارهابيةالقهرية الرجعية المتخلفة التي تفرض الحصار الرهيب على الأم-المرأة .فعيد الأم- المرأة- الفتاة- البنت- الزوجة- العاشقة-الأخت – العمة- الخالة- الحفيدة، لهو بحق يوم وعيد وعرس واحتفال وذكرى يعم فيها الصراع الثوري الخلاق الوطن ضد السيطرة السياسية – السياسية – الاجتماعية – الاقتصادية – الثقافية للاستعمار النيوكولونيالي والمتمثل في النظام الملوكي الجلاوي الليوطي الاستبدادي الديكتاتوري الثيوقراطي اللاهوتي المرتبط والتابع تبعية بنيوية عميقة لا انفصام لها بالأمبريالي والصهيونية الأمريكية والأطلسية الأوروبية. وهو يوم تكون القضية الأساسية الرئيسية فيه للمرأة المغربية،هو ضمان وصول المرأة والبروليتاريا إلى السلطة السياسية. إنه ليوم يجب فيه أن تتصدى النساء والشباب بكامل الحزم والعزم والصدق والوضوح الثوري البرجوازية الأجنبية الطفيلية الدخيلة الأجنبة الاجتنابية الاحتكارية الاستغلالية الافتراسية الانتهابية الاستئثارية بالسلطة والسيادة والقرار والثروة والنفوذ والمصير والمستقبل،والمتمثلة بنظام الحكم الملكي الجلاوي الرجعي الانفرادي الصمداني المطلق،حيث تكون النساء أو ل الضحايا لتعسف وقهر وظلم وجبروت وطغيان المؤسسات الاقطاعية،وبالتالي فالنساء لهن الأولى والأجدر في أن يتصدرن النضال والنهوض بالثورة والمقاومة في سبيل الاستقلال الوطني وتحرير المغرب من القبضة الجهنمية الملكية الراكعة الخانعة الساجدة المستعبدة المسترقة للصهاينة والأمريكان والفرانسيسكان والطليان والاسبان واليبان والاخوان و الأفغان كمان.
نحتفل بعيد الأم – المرأة- الفتاة ، لنخوض وبشكل أكثر نضجا ورصانة وسلمية وتنظيمية وإصرارية وأعلى درجة من التطور التاريخي،حيث تعرف علاقات الانتاج الاجتماعية تغيرات وتحولات تتيح انتقال مجتمعنا المغربي العربي من المجتمع التقليدي الاقطاعي الملكي الفيودالي العنصري التعصبي الديني العبثي الفوضوي القديم ،إلى المجتمع الجمهوري الديمقراطي الدستوري الحداثي التقدمي التحرري الجديإنه عيد- مهمة تأسيس مجتمع جديد،ورؤية جديدة، وآفاق جديدة وثورة جديدة ،ستكون الوحيدة القادرة على صياغة وتشكيل وخلق وابتكار وإبداع ركائز وقواعد وأسس متينة للتغييرات الثورية الاجتماعية، وكيف ينكر تجار ومافيات السياسة والدين والعقائد لو استرجعوا تاريخ البشرية الطويل ،أن تاريخ المرأة- الأم- الفتاة- لم يكن سوى تاريخ اضطهاد وقمع واستغلال وتعذيب واستلا المرأة، وان كافة الثورات والانقلابات والاحتجاجات وانهيارات الأنظمة القائمة الاجتماعية والسياسية لم تكن سوى بسبب ظلم المرأة والبروليتاريا والفلاحين والشباب والمثقفين والفنانين
نحتفل بعيد الأم- المرأة – الفتاة، لنحرص كامل الحرص على مزيد من انتقادنا وانتقاضنا ورفضنا للأيديولوجيات والمفاهيم المثالية الميتافيزيقية الترونستندالية الدينية اللاهوتية السحرية الأسطورية الطابوهية الغيبية اللاعقلانية، المتجاهلة الناكرة النافية لقوانين التناقضات الطبقية حتى يسهل لهاتضليل وتحريف الوعي الطبقي للنساء والعمال والفلاحين لكي تتحكم في مصير المرأة- الطبقة العاملة-في حين نعتمد نحن موقفا صطبقيا صريحا وحازما على قانون الأسباب المادية الدياليكتيكية التاريخية العلمية العقلانية والتطور الموضوعي للانتاج والعلاقات الانتاجية التي وحدها تقوم عليها القاعدة المادية التي يقوم عليها قانون التطور الاجتماعي والسياسي . فالتطور السياسي والاجتماعي والفكري والمصالح الطبقية وجدلية العلاقات الاجتماعية للمجتمع المغربي الحديث لا يتحدد أو يتعين بالخرافات الدينية السحرية الأسطورية الركودية الجمودية الانغلاقية النكوصية والأكاذيب الحاخامية الاسلامنجية الاخوانجية الأصولية الرجعية والخزعبلات الرجعية الملكية الجلاوية الاستعمارية النيوليبرالية،بل تتحدد من خلال المصالح المادية الدياليكتيكية التاريخية باختلاف الأزمنة والعصوروالمراحل التاريخية. ولقد أثبتت التاريخ والواقع الملموس أن الطبقات البروليتارية-الفلاحية ، والجماهير النسائية والشبابية الكادحة التي هي الخالقة البارئة المبدعة المنتجة للخيرات والثروات والنعائم والجنات والعروش والفراديس والروضات والراحات والإقامات والقصور واليختات الملكية،وبالتالي فالنساء هن وحدهن اللائي يمثلن القوة المحركة للتاريخ والتطور الاجتماعي للمغرب،وليس حزقة جلاوية أقلوية استعمارية استيطانية احتلالية اغتصابية طفيلية أشعبية دخيلة لقيطة ساقطة سافلة جاهلة فاسقة مجرمة ارهابية سافهة تافهة عنكبوتية سرطانية أفيونية قرقوبية تخديرية.
لا معنى للاحتفاء والاحتفال بعيد الأم- المرأة- الفتاة- ما لم يكن هذا الاحتفال بهذا العرس يشكل النقيض البديل للفلكلورات الملكية الليبراليةوالرجعية الاخوانجية الاسلامنجية،بمعنى أن نصوغ مطالب الحركة الثورية النسائية الشبابية العمالية الفلاحية التلاميذية في برنامج ثوري أكثر اتساقا وتناغما ومبدئية وجرأة وشجاعة وديمقراطية ومدنية وعلمانية يهدف إلى تحقيق الحقوق الوطنية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية المدنية للمرأة،وإقرار قانون مدني نسائي تقدمي تحرري علمانيراديكالي جذري عام،وتسليح النساء للدفاع الشرعي عن أنفسهن بأنفسهن ضد الاعتداءات والاغتصابات والهجومات المتصاعدة من طرف كلاب امتصاص الدم النسائي، وامتهان المرأة ،وإلغاء وإ[طال كل التشريعات والفرائض الاقطاعية البيروقراطية الفيودالية الذكورية البطريركية الأبوية الالزامية المجحفة بحق النساءوهي قوانين مكبلة ومضطهدة ومعوقة ومنقرضة أصلا،ونابعة من سيطرة ملكية إقطاعية قائمة على قمع وكبت الحريات الديمقراطية بتحالفها وتعاونها مع قوى الاقطاع الديني العالمي الارهابي التساومي الرجعي والملكية الجلاوية والتنظيمات الاخوانجية الارهابنجية اللذين هما الألد خصومة والأشد عداوة لحرية المرأة والبروليتاريا،وجاء تحالفهما المشبوه تحت تخوفات من الثورة الشعبية النسائية العمالية الشبابية الجماهيرية الكادحة. وما كان لهذه التحالفات أن تعطي ثمارها،لولا انحدار وانزلاق النيوبرجوازية وقياداته الاصلاحية المتذبذبة المترددة التهادنية التساومية إلأى مستوى خطير من الانعزالية والانشقاقية والابتعاد عن الشعب،بل وميلة لخيانة الشعب والمساومة مع النظام الملكي الاقطاعي الجلاوي الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي،لتضحى هذه القيادات لا شعبية وتنتمي نفسها الآن إلى النظام والارتياط بوجوده حسب التعبير الماركسي.
ما معنى الاحتفال بعيد الأم- المرأة – الفتاة،والعدوانيات والمجازر والمذابح والاغتصابات والقتل والاغتيالات الدموية تداهم المرأة وتحيط بها من كل جانب ،وبأشكال أشد بربرية ووحشية، وهمجية وحيوانية وبشاعية، كيف يطيب لنا الحديث عن الاحتفاء بذكرى عيد الأم،والحركات النسائية والتقدمية عموما أكثر هوانا وصغار وانكسارا وكآبة ومرارة وحصارا وتراجعا وارتدادا وعجزا وتقصيرا وقصورا وتيها ومتاهة وفظاعة وإهانة في تاريخ المغرب المعاصر؟ كيف نحتفل بعيد الأم – المرأة- الفتاة، والقلوب تقطر دما،وتنفطر روحا ونفسا"ورئيس لجنة القدس وأمير المؤمنين،وملك المغرب للأسى و للأسف يقود في أنانية قذرة الثورة الرجعية الاخوانجية الظلامية و الأمبريالية –الصهيونية المضادة و خيانة التطبيع والمصالحة والمعانقة والمصافحة والمبادلة والتعاون مع القتلة الصهاينة المجرمين المغتصبين وحلفائهم الأمريكان والأوروبيون وأياديهم القذرة لما تجف وتنشف بعد ، من دماء الشعوب العربية الفلسطينية واللبنانية والسورية والأردنية والعراقية والمصرية والليبية؟
ما معنى الاحتفال بعيد الأم-المرأة- الفتاة، وكافة التشريعات والقوانين والمراسيم والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تتناقض مع مصالح النساء والعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين. لقد كتب ماركس يقول: إن تقاليد كل الأجيال المندثرة المنقرضة تجثم كالكابوس على عقول الناس الأحياء. وعندما يبدو لهؤلاء أنهم منشغلون فقط في تغيير أنفسهم والأشياء المحيطة بهم، في خلق شيء لم يكن له وجود قبلا، عندئذ بالضبط، وفي عصر الأزمات تحديدا، نراهم يلجأون هلعين إلى الرقى والتعاويذ مستحضرين أرواح الماضي لتخدم مقاصده ومستعيرين منها الأسماء والشعارات القتالية والأزياء لكي يؤدوا مسرحية جديدة على مسرح التاريخ العالمي في هذا الرداء التنكري الذي اكتسى بجلال الماضي وبهذه اللغة المستعارة".
وهكذا لا معنى لإحياء ذكرى عيد الأم- المرأة- الفتاة، ما لم نعمل على الإطاحة وإسقاط وإلغاء كل آليات النظامالملكي الجلاوي البروقراطي الديني اللاهوتي الثيوقراطي الأوتوقراطي الانفصالي الانشقاقي عن الشعب والمجتمع وبالتالي القضاء الشامل على الفروقات الطبقية والعلاقات الانتاجية التي تولد هذه الظروف من ايديولوجيات وتصورات انحطاطية رجعية.
ما أجمل أن أختم مقالتي النضالية النسائية هاته بمجموعة شعرية تمجد وتخلد عيد المرأة- الأم:


احن إلى خبز امي
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي ..
ولمسة أمي ..
وتكبُر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت،
أخجل من دمعأمي!
خذيني، إذا عدت يوماً
وشاحاً لهدبُك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهركعبك
وشدي وثاقي .. بخصلة شعر
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني، إذا مارجعت
وقوداً بتنور نارك ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
دربالرجوع .. لعش انتظارك!

اجمل الامهات
أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها…
أجمل الأمهات التي انتظرتهُ,
وعادْ…
عادَ مستشهداً.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد
لم تَنتهِ الحرب
لكنَّهُ عادَ
ذابلةٌ بندقيتُهُ
ويداهُ محايدتان….
***
أجمل الأمهات التي… عينها لا تنامْ
تظل تراقبُ نجماً يحوم على جثة في الظلام…
لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض
لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول.
صامدون هنا, (صامدون هنا) قرب هذا الدمار العظيم,
وفي يدِنا يلمعُ الرعب, في يدِنا. في القلبِ غصنُ الوفاء النضير.
صامدون هنا, (صامدون هنا) … باتجاه الجدار الأخير. :

الأولى >> سوريا >> نزار قباني >> قصيدة بلقيس


قصيدة بلقيس


رقم القصيدة : 1464 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد



شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

ابن الزهراء الزهراء محمد محمد فكاك.