خاطرة - قرف ُ المازوخية عند المُستسلمة



نضال الربضي
2014 / 3 / 25

خاطرة - قرف ُ المازوخية عند المُستسلمة

خاطرة كتبتها و أنا أقرأ موقعا ً إلكترونيا ً تمجد فيه إحداهن َّ قفصها و تتغنى بفضائله، و يُثني عليها ذكور ٌ بشهادات تفوق مُتشهـّـِية بأدب ٍ يستتر ُ خلفه شعور ٌ بالرغبة في الامتلاك: "يا ريتها عندي". موبؤون نحن، و يستفحل ُ المرض ُ في النساء أكثر من الذكور، في مجتمعٍ كل ما فيه فاجر ٌ في تطرفه المقيت.

لو أمطرت السماء حرية
لفتح العبيد المظلات
كيف تجعل امرأة تفهم أن جلادها ظالم و أنها مظلومة؟
و هي التي تمجد جلادها بمازوخية كبيرة؟
باسم الشرف و الأخلاق
و هل قلنا لك سيدتي انزعي اخلاقك؟
نكلمهم عن المساواة فيقولون الفساد
نكلمهم عن حق المرأة في الاختيار فيقولون حرية الوصول للمرأة
نكلمهم في الكرامة و الجوهر البشري فيقولون جنس
إنكم ترون الجنس لأنكم لا تفكرون إلا فيه
ليس العيب بالأفخاذ،
العيب في العيون التي لا ترى إلا الأفخاذ
ما العيب أن تكوني إنسانا ً يُحس؟
إنسانا ً يشعر؟
إنسانا ً لا يخجل أن يقول: حرام عليكم!
إنسانا ً غير خائف
سيداتي سادتي قد أصبحت مسرحياتكم مُقرفة
تتقيأها النفس
مللنا منكم و من شرفكم
فأنتم بلا شرف
إن الشرف نهج حياة
و أنتم أموات
فلا شرف لكم
الشرف ليس قطعة جلد ٍ في مهبل
و لا ساقين مضمومتين لم تفتحهما صاحبتهما
و لا وجها ً ما باس تمو غير إمو
و لا هي قطعة ٌ من قماش ترتديها امرأة ٌ فوق جزء من جسدها
و لا هي نصوص تُحفظ
و صلوات ٌ تُتلى
و آيات ٌ تُرتل
الشرف أن لا نخاف
الشرف أن نتنفس الحرية
الشرف أن نقول ما في القلوب
بعد أن يدُس َّ العقل فيها خُلسة ً أسئلة َ الحياة
فتنتفض َ بالحب و الزخم و العنفوان
و تنفتح َ العيون
ليتعانق الذكر مع الأنثى
و الأنثى مع الذكر
في سيمفونية الحياة.
الشرف أن نكون
هذا هو الشرف
أما ما هو أقل فلا شرف
فلترضى أيها العقل
و لتُحلق أيها القلب.
سيدتي كفى
عن جد
هل فقدت ِ الإحساس؟