علاقات ما قبل الزواج



علي داود
2014 / 4 / 18

عندما كان أحد المتزوجين يروي لي عن بطولاته قبل الزواج وعن الفتيات اللواتي أُغرِمنَ به وبوعده الرجولية المزيفة تبادر إلى ذهني سؤال بريء عن سبب عدم زواجه بإحداهن طرحته عليه قبل أن ينفجر ضاحكاً ويجب بعبارةٍ لطالما لهج بها لسان الشاب الشرقي ((الحجت وياي تحجي وية غيري))
بغض النظر عن مدى مصداقية محدثي لكن واقعنا مليء بمثل هذه القصص المأساوية،فالرجل الشرقي ينظر إلى المرأة على أنها كتلة رخيصة يحركها بكلامٍ شرقي معسول،ويحولها من الحالة التي وضعها المجتمع بها على أنها ناقصة عقل ودين إلى أميرةٍ تجلس عند نافذة الليل بإنتظار فارسها ذا الجواد الأبيض الذي إنصاع وراء أمه إلى بيت أحد معارفهم للتقدم إلى إبنتهم التي عرف بتحرياته أنها لم تحدث شاباً من قبل،ناسياً بصماته التي عجز الزمن عن محوها من قلوب تعلقت به عبر خيط وعوده
إن العلاقات العاطفية في مجتمعاتنا تشكل خطراً تحاول الإناث االإبتعاد عنه بشتى الطرق وإن لم يحدث ذلك وخاضت علاقة عاطفية فستلجأ إلى السرية التامة كي لا يحرقها الشباب بحديث المقاهي مع فحم الأرجيلة ولا تدخل في دوامة ثرثرة النساء التي لا مفر منها،كما وإنها من الممكن أن تدفع الفضيحة كثمن لأولِ خلافٍ مع الطرف الآخر وتصبح الرسائل الغرامية عبارة عن تهديدات تُشهر في وجهها
قد لا يتحمل الذكر الشرقي مسؤولية تهميش المرأة بالكامل فهو لم يختر أفكاره بنفسه بل إكتسبها من المجتمع الذي جعله يسخر أحد آذانه في مكالمةٍ بعد منتصف الليل والأخرى يوجهها إلى غرفة أخته كي لاتجلب له العار عبر سماعة الهاتف!
إلا أن هناك عددٌ هائل من الذكور الرافض للسلكويات التي رسمها المجتمع للأنثى ولكن للأسف هذا الرفض غالباً ما يكون صامتاً ويلجأ عندها الذكر الرافض للتكيف مع المجتمع هروباً من تلك الألسنة التي قد تلتف عليه حتى الإختناق،برأيي هذا النوع من الذكور أكثر خطراً على قضية المرأة من النوع الأول فمن الغباء أن نكون متخلفين بسبب تخلف المجتمع من حولنا.
ما يميز الرجل الشرقي أنه يرفض أن يكون لاحقاً في الدخول إلى قلب زوجته من حيث التعداد الزمني وليس من الضروري أن تكون زوجته الأولى في الدخول إلى قلبه ولا يشترط دخولها إلى قلبه أصلاً فهو غالباً ما يتزوج من أجل تكوين الأسرة والإستقرار الإجتماعي لا من أجل الحب،ولكن الأمر قد تجاوز حد الدخول إلى القلوب والخروج منه حيث تحولت المرأة إلى سجل يدون فيه كل تحركاتها ويقدم إلى من يطلبها كزوجة،مما جعل نظرة المرأة إلى رجل ما حتى وإن كانت بالخطأ كفيلة للقذف بها داخل زنزانة العنوسة الأبدية