المساواة



علي داود
2014 / 4 / 19

لا يختلف إثنان على أننا نعيش في ظل مجتمع ذكوري جائر ،وأن المرأة فيه مجرد جثة كسولة تلوذ بكفن الشعارات المزيفة الذي فصله الرجل لها بما يتناسب مع أهواءه ويلبي متطلبات أنانيته الجامحة
إن مبدأ المساواة (بين الرجل والمرأة) يعتبر فكرة غير معمول بها في مجتمعاتنا الشرقية،وإن أي فكرة تطرح في مثل هذه المجتمعات تجد نفسها في صراع بين تيارين متضادين،أحدهما يحاول التشبث بأي حبل نجاة ينقله من قساوة المجتمع إلى ضفة التغيير،والآخر يصارع من أجل أفكاره المتوارثة من أسلافه لإقامة (مجتمع محافظ ) كما يسمونه بسبب تجذر عقله بالصحراء المقامة منذ العصر ما قبل التفكير ،وفي موضوع المساواة نجد أن للتيار الثاني شعبية أكبر أما الأول فإن أغلب ممثلوه يؤمنون بمبدأ المساواة على شرط أن يكون بعيداً عن بيوتهم.
وكنتيجةً لكل هذه الظروف وجدت بذرة التفرقة الظروف المناسبة للنمو في محيطنا الإجتماعي لأسبابٍ عديدة ليس لدي مجال لذكرها ولكنني سأقتصر على ذكر سببين محوريين هما:العادات القبلية المتوارثة والتفسير خاطئ لمبادئ الدين
إن كل ماسبق ذكره قد ولد بداخل الانثى الشعور بأفضلية الرجل عليها حتى وأنها باتت تنظر إلى مبدأ المساواة على أنه من العار أو المحرمات ،وأنا أعتقد بل أؤمن بأن هناك عددٌ لا يحصى من الفتيات تركن أحلامهن على عتبة الليل ليمارسن مهن (الجلي)و(الطهو) في صومعة أزواجهن ،أما غلبة الأسماء المذكرة في أغلب المجالات لا يعود إلى عجز المرأة عن الإبداع بل إلى هيمنة التفكير الرجعي على الوسط الذي نشأت به الأنثى ،ورغم هذا إلا أن المرأة الشرقية تركت بصماتً إبداعيةً شاخصةً نحو وعي إنثوي شرقي ، أما أؤلئك الذين يستهينون بقدرات المرأة فسيكفيني رد الراحل المصري نجيب محفوظ عليهم:((من يستهين بقدرات المرأة أتمنى أن يعيد حياته بدون أمه))
أما الآن فعلي أن أبين بأنني عاجزٌ عن تغيير ملامح هذا المجتمع المتوحشة فالتغيير يكمن برغبة المرأة على إقامة ثورة ناعمة تمزق كل الشعارات التي رفعها بعض الرجال من أجل الوصول إليها وليس من أجلها وتقطع ألسنة كل أؤلئك المنادين بالحقوق والحريات للغريبات فقط ،ولا أعتقد بأن المرأة بحاجة إلى الثورة على المجتمع بقدر حاجتها لتلك الثورة على ذاتها لأنها المساهم الأكبر بتربية أبناء المجتمع بالتالي فهي تمتلك السلاح الفعال لتغييره