هل تجد ربة البيت الفرصة للاهتمام بنفسها



صابرين فالح
2014 / 4 / 22

رغم ان مجتمعنا، أصبحت فيه نسبة كبيرة من النساء العاملات، اللواتي خضن جميع مجالات العمل تقريبا، جنبا الى جنب مع الرجل. الا ان هناك عددا لايستهان به من ربات البيوت اللواتي لم يسعفهن الحظ بالحصول على مؤهلات تؤهلهن للعمل، كالشهادة او غيرها، او اللواتي معهن المؤهلات والشهادة، لكنهن فضلن ان يكن ربات بيوت فقط. ويعتقد الكثيرين والكثيرات ان المرأة التي لاتعمل لديها الكثير من اوقات الفراغ التي تساعدها على الاهتمام بنفسها والالتفات لاحتياجاتها الأخرى، بعيدا عن متطلبات الزوج والأولاد، ولكن احيانا الواقع خلاف ذلك حيث ان مسؤولية الزوج والبيت والأولاد لاتترك للمرأة الفرصة للاهتمام باحتياجاتها وممارسة هواياتها او الالتفات لشؤونها الخاصة. حول هذا الأمر دار استطلاعنا مع عدد من ربات البيوت وهمومهن وهل لديهن الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهن:
* تقول سهاد العبيدي: في الواقع نعم، لدي الكثير من الوقت للاهتمام بشؤوني الخاصة وممارسة الكثير مما أرغب فيه بعيدا عن احتياجات زوجي وأولادي، وذلك لان اولادي في اعمار تؤهلهم للاهتمام بأنفسهم بدون متابعة دقيقة مني، لذلك كثيرا ما أمارس هواية القراءة بعد الانتهاء من أعمال البيت والأشراف على كل الأمور التي تتطلب متابعتي او أشاهد التلفزيون واستطلع القنوات واختار مايعجبني منها، وانا سعيدة لأني اعتبر نفسي من المحظوظات حيت لا عجلة ولا لهاث لأنهي أعمالي او اقصر بواجب من واجباتي.
* وسن عبد الصاحب تقول: لا أجد الوقت الكافي ابدا للاهتمام بنفسي، او القيام بأي أمر يخصني، بعيدا عن الزوج والأولاد، فأنا لدي طفلين صغيرين لا يتجاوز عمر أكبرهم الثلاث سنوات، لذلك أجد نفسي مابين متطلباتهم والاهتمام بشؤون البيت والأعمال المنزلية من غير اي فرصة او وقت فراغ ولا اصدق متى ينتهي اليوم حتى أأوي الى فراشي متعبة الى حد الإعياء.
* لكن لريم احمد رأي في هذا الشأن إذ تقول: اعتقد أن التنظيم، في كل شيء، هو أساس حصولنا على أوقات فراغ، للاهتمام بأنفسنا وممارسة هوايتنا بعيدا عن الزوج والأولاد، ومهما كانت الأعمال عديدة والمسؤوليات كبيرة الا أننا نستطيع بقليل من التنظيم، وتقسيم أوقاتنا ان نحظى بالوقت الكافي لممارسة كل ما نريده.
* دلال عبد الرحمن تقول:اعتقد ان المرأة، خصوصا، ربة البيت لا تجد وقتاً لنفسها ولا تحب شيئا آخر غير اهتمامات البيت والزوج والأولاد. والكثيرات، وانا منهم، أجد كل المتعة بالأشراف على شؤون بيتي ومتطلبات زوجي وأطفالي لذلك لا أشعر بأنني محرومة من وقت أضافي أقضيه لنفسي فقط فكل ما أحب القيام به واعتبره شأنا من شؤوني هو بيتي وأولادي.
* نوال شاكر، تشكو من أنها أهملت نفسها كثيرا، في سبيل الأيفاء بحاجات البيت ومتطلبات عائلتها، حيث لاوقت لديها للخروج وزيارة اقاربها او صديقاتها الاللضرورات والمناسبات المهمة ولاتعتني بشكلها او بأحتياجاتها الا في ماندر وترى بأن خطأ المرأة هو انجاب اكثر من طفلين وفي أوقات متقاربة، حيث ان قوة المرأة الأن وتحملها لم يعد كما في عهد جداتنا وأمهاتنا وتستغرب كثيرا من واقع النساء العاملات وكيف يجدن الوقت الكافي للعمل وللاهتمام بالمنزل والعائلة.
* رواء عادل تقول:انا على العكس من العديدات اشكو من كثرة أوقات فراغي عندي طفل واحد لايتطلب كل وقتي وزوجي عمله يقتضي منه البقاء خارج المنزل لأوقات طويلة لذلك لدي الكثير من الوقت الذي اقضيه في ممارسة كل ماارغب فيه وافكر كثيرا بالحصول على وظيفة رغم عدم حاجتنا المادية لذلك فقط لكي اتغلب على اوقات الفراغ الكثيرة التي لدي.
* تقول ام محمد، ربة بيت، وهي زوجة وأم لأربعة اطفال تحمل الشهادة المتوسطة: انها لم تعمل في وظيفة لأنها تركت الدراسة وتزوجت مبكرا وزوجها اعتاد على تفرغها ويكره فكرة انشغالها عنه وعن الأطفال وباعتقادها فان ربة البيت تتابع طلبات زوجها وأطفالها أكثر من الزوجة العاملة التي تطلب من الرجل التنازل عن اغلب حقوقه من اجلها.. وتؤكد ام محمد سعادتها بكونها ربة بيت، وتوفر وقت فراغ لها برغم عملها المتواصل، لتمارس فيه هواياتها ومنها المطالعة ..
* اما السيدة ليلى العبيدي وهي ام لثلاثة اطفال وتحمل شهادة بكالوريوس فتقول ان زوجها طلب منها البقاء في المنزل وبرغم انشغالها طوال اليوم فهي تشعر بوجود فراغ كبير لديها ولاتجد ما تفعله سوى تغيير ديكورات المنزل بين فترة واخرى لتغير روتين حياتها !
ويرى الكثير من المختصين بعلم الاجتماع بأن ربات البيوت يعانين الكثير من الكآبة بسبب عدم اختلاطهن الكبير بالمجتمع والناس لمكوثهن بالمنزل وميل الكثير منهن الى العمل ولكن لعدم توفر الظروف اللازمة لذلك فضلن البقاء في المنزل ويتفاقم هذا الوضع اذا لم يجدن الوقت الكافي للاهتمام بأنفسهن ومزاولة الهوايات التي يملن إليها لذلك يجب ان تسعى كل ربة بيت ان تحظى بالوقت الكافي تخصصه لاهتماماتها ومزاولة أشياء تخصها وحدها وتحبها.

بالمحصلة نرى ان لكل امرأة سواء كانت ربة بيت ام امرأة عاملة ظروفها ومشاغلها التي تختلف عن غيرها وليس بالضرورة ان كل ربة بيت لها اوقات فراغ كثيرة والمرأة العاملة لا تجد مثل هذه الأوقات فلكل امرأة اولويات وأهتمامات مختلفة عن غيرها المهم ان تعرف كيف تنظم وقتها وتجد السبيل اللازم للأهتمام بنفسها ومتطلباتها بجانب الأهتمام بزوجها وأولادها حتى لاتشعر بالغبن او الظلم اذا ماأهملت نفسها واهتماماتها.