الفضائيات الدينيه والمرأه



سناء بدري
2014 / 5 / 4

لا شك ان ظهور الفضائيات الدينيه بهذه الكثافه بدعم من اموال البترودولار والوهابيه والسلفيه المتزمته والسعوديه والكويت وقطر ودول الخليج قد اثر كثيرا على مناحي الحياه العامه وزرع الفتن الدينيه والاقصاء والتغيب ونشر الارهاب والحض من كرامة المرأه واذلالها وخضوعها لهيمنة وسطوة الرجل.
يقول علماء النفس ان الانسان يقع تحت تاثير المواد الاعلاميه المرئيه اذا شاهدها اكثر من 8 مرات عندها يريد تطبيقها وتجربتها ويقتنع بها وبتأثيرها عليه فما بالنا بفضائيات دينيه تدخل بيوتنا يوميا 24 ساعه متواصله تعمل على غسل الادمغه واقناع الملاين من السذجه والمتخلفين والجهله وتجار الاديان ومأرب دول داعمه للارهاب لبقاء المرأه في مستنقع التخلف والجهل والتبعيه.
في مقالنا اليوم لن ادخل بتفاصيل نشر الارهاب والتخلف الديني والفتاوي التي تحض على الكراهيه واقصاء المختلف لاننا سنتحدث عن دور هذه الفضائيات من مكانة المرأه.
في العاده تذكر السعوديه وقطر ودول الخليج عامه بدعم الارهاب لكن الاحصائيات والمؤشرات الاخيره تشير ان اكثر اموال دعم للمنظمات الارهابيه الاسلاميه هو من مصادر كويتيه رغم انهم خارج الاطار الخاص ويذكرون بشكل عام مع دول الخليج.
ان تكلفة اصدار تراخيص ومساحة هواء لاي فضائيه يتخطى ال 30 مليون دولار واكثر عدا عن تجهيزات وطواقم عمل وشيوخ مأجورين وعلماء مدعي دين. ووجود اكثر من 600 فضائيه دينه يشير الى مدى ربحية هذه الفضائيات من التجاره بالدين ونشر الارهاب وتغير الذوق العام للمتلقي والتاثير السلبي للعقول وغسل الادمغه.
مما يؤسف ان معظم هذه الفضائيات لا تخضع للرقابه وان محتواها مقبول ومدعوم من الدول الداعامه والمرجعيات الدينيه الاصوليه المتزمته.
انشغال الشيوخ وعلماء الدين بأدق تفاصيل المراه واصدار فتاوي وتشريعات مقززه ومقرفه تجاهها هو شغل الشاغل للكثيرين .
ففرج المرأه وجسدها يشغل حيز كبير من تفكير و عقول هؤلاء والبحث دائما يجري على كيفية تسخير وتطويع جسد المرأه لخدمة الرجل وشهواته وغرائزه ولم تسلم منه حتى الاطفال منهم لا بل نجد تفنيد ودحض وايجاد كل المبررات لانتهاك الطفوله وايهام الناس ان البيدوفيليه ومعاشرة المراهقات والاطفال من عمر 3 سنوات هي حلال شرعا.
أي عقليه سويه وضمير واخلاق وفضيله وانسانيه تبيح ذلك اذا لم تكن مريضه ومهوسه بالجنس ودنيئه وضيعه تحتاج للمحاكمه والسجن لا للاستماع والموافقه على هكذا طروحات وافكار.
لن ادخل في اسماء ابطال الفضائيات الدينيه ورودها علماء الدين واصحاب الفتاوي الشيوخ والمشريعين والاصوليين والمتزمتين يكفينا نموذج وعينة الدكتور ياسر برهامي الذي يصرح يمكن الزواج بطفله في الثلثه من العمر طالما كانت تطيق ذلك لا تعليق
لا تدافع عن امراتك اذا تعرضت حياتك للخطر وبأمكانك الاستمتاع بمنظر اغتصابها لا تعليق
لا ترد على جارك المسيحي بالسلام وبالتهنئه بالاعياد والمواساه على ميت لا تعليق.
هذه عقلية نموذج رجل شرقي من عينات شعوبنا تتغنى بالشرف وتحاسب المرآه وتحجبها وتغيبها لتخضع لسطوة الذكر لكنها لا تملك الشجاعه للدفاع عنها عند الخطر.حتى ذكور الحيوانات تدافع عن اناثها
امثله وعينات من هذا النوع نراها ونشاهدها يوميا الكثير الكثير منها يبحث في شأن الغرائز والشهوان الحيوانيه وكيفية اشباعها والوسيله هي المرأه من سن الثلثه وحتى بعد مماتها هل يمكن الاستمتاع بها قبل دفنها ام لا خصوصا وان الرجل شاري ودافع الثمن.
اعترف ان الاحباط واليأس يعتريني مما يجري على الساحه العربيه من انتهاكات لانسانية المرأه والطفوله وافكر في التوقف عن الكتابه لاني لا ادري اذا كانت كتاباتي تحدث فرق وتأثير.
لم اسمع وارى دفاع عن المراه السوريه والطفوله حينما تنتهك انسانيتهم وطفولتهم بالاغتصاب والزواج القصري لاطفاله.كل ما دعت اليه الفضائيات كان عباره عن الزواج منهم حتى للرجال المتزوجين اكثر من واحده.
ان ما يجري بحق السوريات هو ابشع واحقر جرائم تمارس بحقهم نتيجة اوضاعهم. فبدل من دعمهم المادي والنفسي والاجتماعي يستغلون بسب العوز والفقر والخوف على الاعراض.
لا وجود لدعوات احتوائهم بالمدارس ومتابعة دراستهم.لا ايجاد فرص عمل تليق بهم.لا لدعم مالي واسكاني كل العم هو كيف استغلالهم جنسيا.
اين هي هذه الفضائيات مما يجري بل ان رودها هم اكثر مما يدافعون عن امتهان واحتقار المرأه بدعوى الاحتواء والزواج والستر.
الشعب العربي وين الجماهير وين المراه وين مما يجري لاختها السوريه.
لا وجود لصحوه دينيه هناك انحلال اخلاقي وانحدارنا لاسفل السافلين.
ان زواج السوريات اللاجئات من الوافدين من الدول العربيه مثل الاردن ومصر والعراق ودول الخليج هو استغلال بشع لانسانيتهم .لقد وصلت السوريات حتى الضفه الغربيه وبأبخس الاثمان من 100 دينا اوحتى دولار يا حيف.اعتذر لتشبهاتي واخجل منها لكنها واقع اليم وحقيقه قلسيه ومفجعه عشاء لشخصين في مطعم في رامالله او عمان او القاهره وبغداد يكلف مئة دولار هل تساوي زواج الاخت السوريه وحرائر الشام هذا القدر .ماتت الرجوله وفيت الاخلاق وغاب الضمير هل من سميع ومجيب.الذين يلجئون للغرب هؤلاء هم المحظوظون رغم قساواة اللجؤ لكن لا تهدر الكرامات .لا تتحدثوا ن الغرب الكافر لان مجتمعاتنا هي الكافره التي لم تصن لهؤلاء النساء كرامتهن.
الخجل يعترينا وقلة الحيله تلفنا وصمتنا هو المشارك لانتهاك انسانيتنا .
اعتذر من معظم كاتبات الادب والفن واقول شاركونا بكتاباتكم عن ما يجري لانكم الاجدر والاقوى تعبيرا نحن في وقت التكاتف والتعاضد هناك اخطار كبيره تحيط بالمرأه .سماحنا لخفافيش الليل وطيور الظلام بأن تمرح دون حساب ومواجهه وتصدي هو انتكاس للادب والابداع ايضا .