هذه أنا (الحلقة الثانية)



ماجدة منصور
2014 / 5 / 24

هذه أنا (الحلقة الثانية)
أنا و المأذونة كاترين باتريك
في اليوم الذي صدر فيه حكم المحكمة بتجريدي من حضانة إبنتي الوحيدة، كنت قد غادرت الى تركيا.
لقد عرف المحامي بفحوى الحكم، قبل يومين من صدوره، ففي بلاد الفساد، نحن ندفع نقودا كي نعرف كل المعلومات التي نريد.
تركت ما تبقى لي من مال في مدينة حلب و هذا المال هو ما تبقى لي بعد * حصر الإرث* الذي جردني من معظم ما تركه المرحوم زوجي
فأنا لم يكن لدي **ولد** يرث أباه...
فجأة ، وجدت نفسي في تركيا و أنا هاربة برفقة طفلتي.
لم أكن هاربة فقط، بل كنت من المغضوب عليهم من قبل مجتمعي بأسره و أولهم أهلي،، فهم كانوا يريدون مني أن أتخلى عن حضانة إبنتي لصالح عائلة والدها لأنه هذا هو شرع الله...أجل شرع الله.
قالوا لي بالحرف الواحد...شو..بدك تتحدي شرع الله؟؟
نعم..لقد تحديت شرع الله و بكل رغبتي و إرادتي لأن شرع الله لا يناسبني و ليس على مقاس عواطفي كأم.
تبا لهكذا شريعة شوهاء..عرجاء..صماء..بكماء.
شريعة أموات، وضعها أموات، كي تحكم بشر أحياء.
شريعة صحراوية وضعت منذ أكثر من ألف و أربعمائة سنة، كي تحكم بشرا يعيشون في القرن الحادي و العشرين.
ما هي هذه الشريعة التي تتنافى مع كل ما هو إنساني و عقلاني ؟؟
إنها شريعة تتنافى مع أمومتي و تتنافى مع أخلاقي فشريعة لا قلب لها لا تلزمني و لا أتمناها لأعدائي.
لقد أحسست أن المجتمع و الله يتآمرون ضدي..نعم إنها مؤامرة و قد صاغ خطوطها العريضة قرآن لا يأتيه الباطل لا من خلفه و لا من أمامه!!
شريعة الأموات لا تناسب الأحياء أبدا بل هي تقتل كل ما هو رائع و قيَم و جميل ، إنها شريعة ضد الأمومة و ضد النساء وضعها إله مخصي.
كيف سيقبل عقلي و قلبي شريعة تسلبني إبنتي بدم بارد؟؟
وكيف سيقبل عقلي شريعة متبلدة و فاقدة للحس و الضمير الإنساني؟؟
من سيحب إبنتي أكثر مني!!و من سيجدل لها ضفائرها؟؟
من سيقص عليها قصة سندريلا و الأقزام السبع!!من سيقبل يديها الصغيرتين و من سيحميها من جنون هذا المجتمع الغارق في البربرية و السادية و الجهل و الظلام؟؟
من سيعلم إبنتي كيف تحيا الحياة و من سيقلم أظفارها؟؟من ذا الذي يجرؤ أن يمس خصلة من شعرها؟؟
وكيف أقبل بعد ذاك اليوم شريعة تحتقر طبيعتي الإنسانية لا بل شريعة ترفضني و تعتبرني عورة و نجسة و ناقصة عقل ودين!!
إذا كان خروجي عن تلك الشريعة العمياء هو كفر...فأنا فعلا قد كفرت بهكذا شرع ميت لا حياة فيه.
من تركيا..توجهت الى سويسرا ضاربة بشريعة مجنونة عرض الحائط فكل ما يهمني أن تكبر إبنتي بعيدا عن كل هذا السفه و العته و الجنون الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ فأنا و إبنتي ..أبناء الحياة.
الى اللقاء في الحلقة القادمة