مذكرات بارميطة 26

اعتدل احمد في وقفته وهو يفتتح درسه الاحمدي قائلا في جدية مفتعلة وهو يشير الى احدى الزوايا:
ديوك بيضاء وقامات بيضاء وبطون منتفخة وغرور,,,
وضحك حتى اغرورقت عيناه وهو يضيف:
اموالهم تنفق هنا ببدخ واسراف,,ثم نعيدها اليهم كلما فكر احدنا في ان يكفر عن دنوبه...فكلما طلب احدنا المغفرة والتوبة الا واستقل اليهم نفس الطائرة التي تقلهم الينا...نحج اليهم ونعيد اليهم اموالهم,,ويؤشرون لنا على تاشيرة الحج,,,فمهما انفقوا اموالهم هنا فهم على يقين انها ستعود اليهم,,,
وقاطعته فدوى ضاحكة,,
,انا ايضا زرت المقام المقدس صحبة زوجي السابق لعنة الله عليه فحجه باطل باطل وحجي رفقته انا ايضا باطل باطل ولكن مصاريف حجنا تمكنت من استردادها كلما نكحني احد هؤلاء الديوك,,
,والتحقت دكرى لتقول وهي تتساءل:
ترى هل سيكون حجي صحيحا لو فكرت في الدهاب بمالي الدي اكسبه من عملي في هدا البار؟
واعتدل احمد ثانية ليلعب دور المفتي في هده المسالة:
اجل يادكرى فحجك صحيح وانت تعملين وتكدحين ونيتك سليمة فمن شروط الحج النية في طلب المغفرة..,اتعتقدين ان حجهم هم صحيح؟؟لايا دكرى فالحج بالنسبة اليهم اصبح مجرد لقب من الالقاب ورتبة من الرتب يطمح العديد منا في الحصول عليها فهي تسهل العديد من الاجراءات هدا كل شيء..وادا فكرت في زيارة المقام فساساعدك يادكرى...
وقاطعته فدوى بوقاحتها المعهودة:
احمد لا تقل لي ان غزو قضيبك يزداد انتشارا وربما تفجرت قدائفه في مبنى وزارة الاوقاف؟؟
وضحك احمد ليجيبها:
اه منك يا فدوى...فالتقدم صاروخي والقيظ عالمي والمثلجات والمرطبات ضرورية في موسم الصيف يا فدوى ولم يعد فرق بين وزارة الاوقاف ووزارة السياحة...فالمهم الانتعاش والبرودة....
وتدخلت دكرى ثانية وهي تبدو مهمومة وحزينة لتقول:
احمد استساعدني حقا؟فانت تعلم ان الدهاب الى الحج اصبح صعبا وقرعة وعراقيل وانتظار...
وقاطعها احمد:
اانت جادة يا دكرى؟احقا تنوين الدهاب الى الحج او العمرة ؟اتفكرين في التوبة ادن؟مادا دهاك يا دكرى ولم انت حزينة هكدا؟؟؟
وقاطعته فدوى:
التوبة هي دوما نهاية المطاف وزيارة المقام المقدس هي اخر الطقوس لطي الماضي وبداية جديدة رغم انه بالنسبة لي كانت زيارة المقام هي بداية دخولي الى المستنقع...وربما دكرى تحاول الان ان تراجع حساباتها وتكفر عن دنوبها وتتوب الى الله...
.واجهشت دكرى بالبكاء ,,,مما ادهشنا جميعا فنحن لم نتوقع ان تدرف الدنوب وتبادلنا النظرات في حيرة مما جعل فدوى تقترب منها وتضمها في حنان وهي تطلب منها الجلوس لتحكي لنا ما بها,,ولكم تأثرت لحديثها ودمعت عيناي...
فقد اخبرتنا دكرى انها مصابة بمرض السرطان...
.مادا؟؟؟؟؟؟
اجل يا فدوى,,انا مصابة بداء السرطان..سرطان الرحم...لم اصدق الامر والطبيب يعلمني بالخبر...بعد التحاليل والاختبارات..وحاولت ان اتجاهل كل شيء ..لكن الامر يزداد خطورة ..وانا ملزمة بالقيام بعملية استئصال الرحم...وهدا يخيفني جدا...
.ربت احمد على كتفها وهو يحاول تهدئتها:
لا تخافي يا دكرى السرطان لم يعد كابوسا ..ولكل داء دواء..تشجعي...سيكون كل شيء بخير ونحن معك...
وقاطعته فدوى:
الهدا تفكرين في الحج يا دكرى؟؟؟واجابت دكرى وهي تمسح دموعها بمنديل اعطيتها اياه:
اجل اصبحت اشعر بالفشل والياس وبان حياتي توشك على نهايتها..وانا لم احقق شيئا...اشعر باني على حافة الهاوية...ولم انجح في ان اكون اما او زوجة محترمة او ربة بيت...ونهايتي سرطان رحم واستئصال رحم...وكل هدا بسبب دلك القواد الدي حطم حياتي واداقني الجحيم والويل فقد كان يرغمني على تناول حبوب منع الحمل رغم ان امنيتي ان اكون اما...وفرجي الدي كان مزبلة ومرحاضا لكل من هب ودب من زبنائه المتعفنين يقدفون قادوراتهم وفضلاتهم في فرجي ودبرى و هاهي دي النتيجة..سرطان رحم....يا الهي..
.واشفقت على دكرى ولم اتمالك نفسي ودموعي تنزل في صمت فقد تذكرت مراد هو الاخر ومرضه وتساءلت ترى ما اخباره فقد اختفى ثانية ولا ادري مادا جرى له؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟