المرأة والتدين .. وجهة نظر سوسيولوجية دينية



احمد الكناني
2014 / 6 / 3

المرأة اكثر التزاما بتعاليم الدين من الرجل !
الاسباب وراء نشوء حالة التدين عند النساء ؟؟
هذا ما تطالعنا به الدراسات والاستطلاعات النفسية والاجتماعية وابحاث علم الاجتماع الديني المهتمة باكتشاف الادوار الدينية بين الرجال والنساء، وايهما يبدي اهتماما مبالغا به حيال الدين هل الرجل ام المرأة ؟
مقياس مدى الاهتمام بالدين محددة بمجموعة من الاسئلة منها: كثرة التردد الى دورالعبادة ، اوالمواضبة على قراءة الكتب المقدسة ،وما الى ذلك ...، مع ملاحظة الفرق في ظروف البلدان المختلفة وكذلك الاديان ..فلو امراة مسيحية اجابت بنعم وجعلت التردد على الكنيسة مثالا لتدينها ، فان المسلمة سوف تجعل عدم الذهاب الى المسجد مثالا للتدين لان نصوص دينها تأمرها بالصلاة في بيتها "ومسجد المرأة بيتها " كما يقال .
لكن الباحثين في الاجتماع الديني يعتبرون الاتجاه الديني الانثوي نتاجا لواقع المرأة الاجتماعي الضاغط وعبر العصور .. ، فالنصوص الدينية بشكل عام تشرعن حالة الخضوع والخنوع التي يفرضها المجتمع على المرأة ، وبالتالي تكون القيود المجتمعية شرعية ومقبولة لديها ، وبالنتيجة تبدي ميولا دينيا بالمقارنة مع الرجل .هذا الخضوع الشرعي يتمثل في اوضح صوره في الديانة الهندوسية وفي القسم الشمالي الغربي من شبه القارة الهندية وبالتحديد في مهرجان "كارفا تشاوث " حيث تظهر المرأة الهندوسية بأجمل حالاتها في اليوم الرابع بعد اكتمال القمر من كل عام ، وتبتدء الصوم من شروق شمس ذلك اليوم والى ان يطلع القمر ، ليس صوما لله وانما صوم للزوج ومن اجل سلامته وطول عمره .
والمرأة تكبر ويكبر معها الاحساس بالذنب بعد ان اخرجتنا نحن معاشر الرجال من الجنة اثر الغواية والاغراء المؤديان الى قضم التفاحة ، وليتها لن تفعل فربَ اكلة منعت اكلات ، وستظل الاحكام القاسية تلاحقها كمواطنة من الدرجة الثانية تبعات ذلك الخروج المهين ... ولعله السبب في التصاقها بالتدين اكثر منا ،وهي نقطة تحسب لها بلغة الاحصاءات .
ومن التراث الاسلامي ينقل أن معاذ بن جبل لما ذهب إلى الشام وجدهم يسجدون لأباطيرهم وعظمائهم فأحب أن يفعل ذلك لرسول الله ، فلما عاد إلى المدينة سجد للنبي، فسأله النبي ما هذا يا معاذ ؟ فأخبره بما رآه في الشام ،وأنه أحب أن يفعل ذلك له ، فقال " لا تفعل ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "
وفي مناسبة اخرى نقل عنه (ص) : " والذي نفس محمد بيده! لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها "
في خاتمة المطاف عندما تسمع المرأة بأن حق زوجها مقدم على حق الرب ، ولو اجيز لاحد ان يسجد لغير الله لاجيز لها السجود لزوجها ، ثم يلحق بذلك مجاميع من الاحكام تجعل عباداتها باطلة لو فعلتها من دون اذن زوجها ، وسوف تلاحقها لعنات الملائكة الى حين عودتها ان هي خرجت من دون اذنه ، كل ذلك يمكن ان يقربها زلفى من التدين لئلا تذهب الى جهنم وبئس المصير ...
وتعالوا لنقرأ معا مشاهد من القيامة كما وردت في حديث الاسراء والمعراج الذي رواه الذهبي في الكبائر، والصدوق في العيون ، والمجلسي في البحار، ونقل عن غيرهم ايضا ، وليس المهم هنا اثبات صحة تلك المشاهد من عدمها ، لكن المهم ان الخطباء يتناقلون هذه المشاهد للتهويل والتعظيم لجلب النساء الى التدين وهذا هوالمقصود من الموضوع .
مشاهد مروعة لحال النساء يوم القيامة منقولة عن الامام علي(ع) :
قال الامام دَخلتُ على النبي (ص) أنا وفاطمة ،ووجدناه يبكي بكاء شديدا ، فقلت له
فِداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟
فقال النبي:يا علي ليلة أُسريَ بي إلى السماء رأيتُ نساء من أمتي يعذبن أنواع العذاب،
فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهن، ورأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغها،
ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يُصبُّ في حلقها،
ورأيت امرأة قد شدّت رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها،
ورأيت امرأة معلقة بثدييها،
ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار، عليها ألف ألف لون من العذاب،
ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دُبرها ، والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار.
فقامت فاطمة(ع) وقالت :
حبيبي وقرةُ عيني ما كان أعمال هؤلاء حتى وُضِعَ عليهنّ العذاب؟
فقال النبي : بُنية أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها من الرجال
وأما التي كانت معلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها،
وأما المعلقة بثدييها فانها كانت تفسد فراش زوجها،
واما التي تشد رجلاها إلى ثدييها ويداها إلى ناصيتها وقد سُلطَ عليها الحيات
والعقارب فإنها كانت لا تنظف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزئ بالصلاة،
وأما التي رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فانها كانت نمّامة كذابة
وأما التي على صورة الكلب والنار تدخل من فيها وتخرج من دبرها فإنها كانت منّانة حسادة
هذه الصور كافية لانسانة تلتهب عاطفة ان تظهرالتدين وتتفوق به .