لميعة عباس عمارة ـ المرأة العراقية المبدعة وجحوش التخلف



مثنى حميد مجيد
2005 / 7 / 28

لميعة عباس عمارة ، رمز يقتدى به للعقل العراقي الأنثوي المبدع ، حين تتاح له الفرصة ليخرج من دائرة التخلف ليعلن للعالم انه وريث تلك الحضارة المجيدة لوادي الرافدين وليس ذللك العقل المجمد والتابع الذليل لقوى الكبت التاريخي والنقاء الزائف المريض للعبودية والتحجر والظلم.لميعة عباس عمارة نجمه متألقة جميلة في تاريخ الشعر العراقي المعاصر ومن جيل رائد ومبدع وزاخر بالعطاء أطاح بعمود القرون الوسطى الشعري وأعلن للعالم ان العراق هو بلد الولادة الدائمة للنور وانه قادر دائمآ على إعادة إختراع الكتابة ثانية وثالة ورابعة.ما أشبه السياب ونازك والبياتي ولميعة وبلند وكل تلك الأسماء المضيئة في سماء الشعر العراقي المعاصر ، ما أشبهها بأسماء أبطال الملاحم القديمة كتموز وعشتار وأورورا وجلجامش ، حقآ انهم جيل حين نقرأ عنهم ، عن زمنهم ، عن حياتهم وشعرهم وحواراتهم نشعر بإنتمائنا العراقي وأصالتنا القديمة.هم أسطورة معاصرة ، واحدة من الملاحم السومرية أو البابلية عبرت العصور لتعيد إنتاج نفسها من جديد في عصرنا فما أجملها من ملحمة لنا وللأجيال القادمة. وما أظلم جحوش التخلف و قوى الكبت المريضة بالعصاب والظلام وما أقبحها وهي تعرب عن تذمرها من الشعر والفن والحب والمرأة وتخطط وتعمل لإشاعة القبح والجهل والكفر لكي تحرمنا من رؤية الجمال ، جمال الحياة والإبداع ، الذي هو منحة من الخالق لا تشعر به النفس المغرورة المحتقرة لنفسها وتاريخها وجنسها ناهيك عن الجنس الاخر ، جنس النساء الرائعات المبدعات المتألقات.
لميعة عباس عمارة هى أميرة العراقيين المغتربين أيضآ ، أميرة الغربة والحنين الى الوطن.في طفولتها ، قاست من
تغرب والدها عن العراق وحين إلتقت به توفي بعد شهرين فترك ذلك ألمآ في قلبها وطبع الكثير من أشعارها بألم الفراق ورحيل الأحبة والشوق الأبدي إليهم.وهي اليوم مغتربة في أمريكا تكتب وتحلم بالوطن بروح عراقية شابة متجددة كمشعل سومري رغم تقدمها في السبعين من العمر.
تحية لك ياإمراة مبدعة
يانجمة لميعة
من سومر القديمة
أميرة أنت بدنيا الشعر والإبداع والتحرر
ستنتهي الغربة يومآ،
ياسيدة التغرب الطويل والحنين
لا بد للطائر أن يعود للفرات
لابد للفرات من طائر
لابد للأعشاش من طيور
لابد للطيور من منائر.