رئاسة الاسرة



جهاد علاونه
2014 / 7 / 12

الإسلام هو أول وآخر دين على وجه الأرض قلل من أهمية المرأة ووقف حائلا بينها وبين رئاسة الأسرة(العائلة النواتية) وذلك من خلال تهكم محمد على (بوران) عندما جلست على عرش كسرى.

هنالك ظاهرة تقول: بأن رب الأسرة هو من ينفق على الأسرة, أي أن رئاسة الأسرة هي من حق الذي ينفق على الأسرة سواء أكان المنفق المرأة أم الرجل,الأب أم الأم,ولكن أعرافنا نحن العربُ الشرقيون تختلف عن المنطق السليم, فدائما ما يكون الرجل هو رئيس الأسرة حتى وإن لم ينفق على أسرته دينارا واحدا, ومن النادر جدا أن نشاهد امرأة عربية ترأس أسرتها إلا في حالة واحدة إذا توفى الله الزوج وهذه حالة نادرة جدا فليس كل امرأة عربية مسلمة تترأس أسرتها(النواتية) إذا توفى زوجها بل نجد أقرباء الزوج من الدرجة الأولى هم من يترأسون الأسرة نيابة عن رب الأسرة وهو الزوج, ويرتبط هذا الموضوع بعمل المرأة, فحتى الآن هنالك أسرٌ كثيرة لا تسمح للمرأة برئاسة الأسرة ولا تسمح للمرأة بالعمل إلا إذا توفى الزوج أو إذا دخل السجن وتعرضت الأسرة لمعضلة مالية, على أن أغلبية النساء اللواتي يشاركن الرجل في رئاسة الأسرة هن من النساء العاملات, والعمل هنا هو الوسيلة الأهم التي تجعل من المرأة رئيسة للأسرة, وهذا النوع يسمى(تمكين المرأة), وحتى تتمكن المرأة من رئاسة الأسرة سمحت لها الحكومات الحديثة بالعمل الوظيفي مثلها مثل الرجل,فالعمل يجعلها قادرة على الاستقلالية فيجعلها العمل مستقلة برأيها طالما هي قادرة على الإنفاق, وهنالك أمور متفاوتة في هذا الخصوص بحيث أن المرأة العاملة حتى وإن عملت لا تستطيع رئاسة الأسرة مباشرة وتبقى شريكة فقط لا غير في رئاسة الأسرة , أو يؤخذ رأيها فقط لا غير على المبدأ القائل(شاوروهن وخالفوهن) وهذا المثل يعتبر عقيدة وديانة شعبية في بيئتنا, فجميع الرجال هنا يؤمنون بالمبدأ القائل(شاوروهن وخالفوهن).

أي أن هنالك خطة عالمية من أجل تمكين المرأة من خلال السماح لها بالعمل, ولا يمكن تمكين المرأة إلا إذا أصبحت عاملة منخرطة بالعمل في المصانع والشركات خلف خطوط الإنتاج, وفي الوظائف الحكومية وفتح صناديق وجمعيات خيرية تقدم للمرأة قروض من أجل خلق مشاريع صغيرة تديرها المرأة وتستفيد من أرباحها وذلك حتى تتمكن من رئاسة الأسرة أو الاستقلال عن الزوج.

إن الإسلام أساء للمرأة من هذه الناحية جدا من خلال الحديث النبوي القائل: لا أفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة, وهذا الحديث قاله محمد حين بلغه أن(بوران) صعدت على كرسي الإمبراطورية الفارسية....إلخ, وما زال أغلب الناس اليوم مؤمنون بهذا الحديث ويطبقونه باعتباره سنة ومنهاجا تمشي عليه الناس, وفي نظامنا الاجتماعي يطلق على الرجل الذي تربيه أمه مصطلح(ترباية مَره) أي: ترباية امرأة, هذا إذا توفى الزوج وترك زوجته تربي أولاده وترأس الأسرة, فيطلقون على الولد هذه الجملة كازدراء له وكأنه لقيط أو ابن شوارع, ويؤمن مجتمعنا بأن تربية المرأة لا تنفع وليست كتربية الرجل , والعمل وحده للمرأة هو من كرّم المرأة وسمح لها أن تنخرط في شتى المجالات الوظيفية فلم تعد المرأة اليوم وظيفتها قاصرة على المنزل وحده بل تعدت ذلك للعمل خارج المنزل تماما كما يعمل الرجل, وذلك من أجل تمكين المرأة من رئاسة الأسرة, ومنذ بداية التاريخ كانت المرأة جامعة للقوت أي الأعشاب وكان الرجل صيادا وكانوا متساوين في رئاسة الأسرة, ولكن حدث التغيير الكبير عند ظهور الثقافات الكبرى والأديان وأهمها الدين الإسلامي الذي كان يرى أنه(لا أفلح قومٌ ولو أمرهم امرأة)وكانت المرأة تعمل مع الرجل داخل البيت وكان الرجل أيضا يعمل مع المرأة داخل البيت وفق نظام اقتصادي أُسري, حيث أن الأسرة كلها كانت تعمل في البيت من حيث العمل الزراعي بشقيه النباتي والحيواني, فكانت المرأة تزرع وتحصد مع الرجل وتربي المواشي مثل الأبقار والأغنام وكل أصناف الحيوانات الداجنة, ولكن هذا لم يكن يؤهلها بأن تكون رئيسة للأسرة, فدائما رئاسة الأسرة من حق الرجل وليست من حق المرأة, واليوم بعد أن توسع العمل في القرى وفي المدينة ظهرت المصانع العملاقة فانتقلت المرأة للعمل في المصانع مثلها مثل الرجل, وفي البلدان التي ظهرت فيها المصانع نجد أن المرأة تحررت وأصبحت تلقائيا رئيسة للأسرة,ما عدى الدول الشرقية التي تخلو من المصانع ومن الحياة العصرية, ولا بد أن غلاء المعيشة والحياة الصعبة أجبرت المرأة على العمل خارج نطاق الأسرة أي في المصانع والشركات والدوائر الحكومية مع الرجل جنبا إلى جنب, ولكن هذا هنا يحدث مع كثيرٍ من الملل بحيث هذا العمل لا يجبر المجتمع على تقبل موضوع رئاسة المرأة للأسرة.

إن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الناس وأغلب الأسر العربية لا يمكن مطلقا من أن يتمكن الرجل وحده من تدبير شئون الأسرة فلا بد من تكاثف الجهود بين الرجل وزوجته من أجل الإنفاق على الأسرة, على أن هنالك ظاهرة عربية غريبة من نوعها , وهي أن أغلبية الرجال يستحون أخلاقيا أمام الناس إذا عرفوا أو شكوا برئاسة زوجاتهم للأسرة, ويطلق على المرأة التي ترأس الأسرة لقب(حاكمة الرجل) وهذا جزء من ثقافة العيب السائدة في مجتمعاتنا العربية.