النساءُ والسياحةُ



عبدالله خليفة
2014 / 7 / 24


أبعدت الحركاتُ الدينية النساءَ عن كل مصادر التفتح والازدهار والعيش المنتج، لتضمن السيطرة عليهن وتخلفهن وإنتاجهن لعوالم العبودية والتخلف.
من أهم مصادر العيش في بلدنا السياحة، وهي عمل أقل صعوبة من الصناعة ويمكن العمل فيها بسهولة نسبياً.
النساء المسيطر عليهن قبلن بهذه العبودية للحركات الدينية نظراً للكسل وعدم القدرة على تغيير العادات البالية والنشاط المنتج!
وفي البلدان المتحررة نفضن هذه السيطرة منذ قرون وعقود وشمرن سواعدهن للعمل في المصانع والفنادق والجيوش والمناجم!
ولهذا فإن الرذائل تظهر من التخلف والبطالة والعمل المنزلي المغلق، فيما الفضائل تظهر من العمل ومجابهة العالم والتصدي للشرور والرذائل.
السياحة كبيرة جداً في البلد وميدان رزق عظيم أخلي سبيله للأجانب والأجنبيات!
في بلدان عربية كبيرة مثل لبنان ومصر وتونس والمغرب تعتبر النقابات الفندقية من أقوى النقابات والتي تضم الرجال والنساء بحشود هائلة!
قال أمثالهم في زمنهم المسيطر الغابر المعتم إن خروج النساء للعمل كارثة للأسرة الشرقية الحصينة بتخلف المطبخ، وإن اشتغالهن في الفنادق عورة ودمار للأخلاق، فما تدمرت الأخلاق بل ازدادت قوة وتحولت النساء إلى تيار نهضوي وعضد مساند للأسرة وحصن للفضيلة!
لا يسلم الشرفُ الرفيعُ من الأذى حتى يتحصن بالوعي والانتاج والعمل، وليس بالسيف والدم!
في بلدنا تحرر النساء وعملهن شرط للحرية الوطنية تصاعد الأخلاق وتحجيم الأجانب، وعكس ذلك سيطرات أجنبية وضعف للاقتصاد العام والاقتصاد المنزلي!
وقد توجهت الحركات النسائية الهزيلة المشغولة بالثرثرة نحو ثقافة الصالونات وأنشطة الأزياء وليس لدرس أوضاع النساء وتحريرهن من العبوديات المختلفة المتخلفة!
كان يُفترض أن تعبر أجندتها عن تحطيم الخرافات المقيدة للنساء في البيت والعمل وإطلاق سراحهن بعد هذا الإرتهان الطويل.