مشاعر من ذهب لأمي وحبيبتي



نعيم عبد مهلهل
2005 / 8 / 6

أشعر بأن عينيك تذهبان بعيدا ولكنهما لحظة وتعودان ألي بمركب سومري ربانه أنكيدو
ذلك الذكر الموشوم الذي علمه صدر المرأة أن يكتب قصائده بالفرنسية..
تعوم بنا خضرة العشب وبحارنا تصبح حدائق للضوء
ملائكة يرقصون على همس الماء بمذياع صباح جنوب الشهداء
جنود صباحاتنا الذين ماتوا من لهفة الشعر وقسوة الرصاص المالح
الحقيقة أن رغبتي إليك تشبه منديلا ابيضاً وأي لون آخر عليه سيفضح سره
لهذا يقولون أن العيون تعشق الألوان كلها إلا بياض ضحكتك الكولومبية تلك التي صنعها ماركيز من عسل الرواية واطعمتها أنا لفراشات اور ثم سوية ذهبنا إلى بغداد نغازل ليلها بكأس نؤاسي ونهمس متى الفرج يا مدينة أسطرة الشمعة وجعلها شهقة امرأة بفراش ..
خذني إلى وطن أيقونته شامة خدك ورؤاه خفقة قلبك وجوعه رغيف لذتك الأكدية ..
ستمضي إلى أثينا بمراكب يولسيس لنتعلم من بساطة سقراط كيف نعجن الألم كعكة وصحن صوصج ..
ستمضي إلى الغراف بمشحوف ومجذاف نتصيد طير الحذاف
ولامن دره ولا من شاف
سأقبلك خلسة عن شاشات التلفاز
ثم أنام لأحلم بأمي وهي تغني
دللول يا ولد دللول
عدوك عليل وساكن الجول
هدهد في لساني
ينطق لبلقيس حلم الحجر السليماني
في صلاة أمي يضئ بخاتمها فلا تمسني الحروب بأحزانها
لأن حزن الحروب أريكة محطمة
أو كما تصفه أمي أجاصة ممرودة
تحكم علينا برؤى الغيب أن أحلامنا سافرت بمراكب نوح إلى شارفيل لتحدث رامبو عن جنة أفريقيا
فيما نحن نزرع الأمل بالبساتيك ونصدره كما طرشي النجف إلى كابول
هناك زرعنا خمار للنساء الجميلات وطبقنا الشريعة على المطربة بديعة فصلبناها على عمود الكهرباء ..
لؤلؤ في شفتيك ، هما كل إرثي من الشعر فأعطيته لك صلة توصل هاجس ما ملكت برغبة ما أريد أن أملك حيث الوجدان يفيض حنان وحيث القارات تفتح أزرار قمصانها لتعطيني مدنا بلذة كاملة ..
وعدا ذلك ، سأحدثك عن رؤى المفترض مما تصنعه أحلامي حيث تتألق نجمات القلب على بلاط خدك فيتحدث قيثاري عن بهجة موسيقاه وتفترض الرغبة مشاعرها الأطلسية من فاس وحتى وجع الرأس هنا سنقيم عهداً لمواثيق العمر الذي يجمعنا في صحن واحد تلتهمه مناقير عصافير آتية من الجنة ، من نور القدرة على المثال والأمتثال في عالمه الأيوني هذا الذي يرانا ولا نراه . متملك عواطفنا النبيلة وصانع رقينا لتلمس بؤس الكلمة وهي تصنع دموع سعادة الجوع في بطوننا التي تعلمت القراءة قبل الفطام فكانت ألواح سومر تعيد لنا عهود أزمنة الوصل والموصول ، أزمنة بخيارات لاتعد ولا تحصى نرى فيها شجن الروح وعطر يفوح ، هو عطرك أيتها الأم والأغلى من أجمل جوهرة في التاج البريطاني ، أنت روح وثقافة وعطر مناديل كل حبيباتنا . كوني صوت الكينونة في المدارات السبع وعاشر كوكب لمجموعتنا الشمسية ففي ضوء وجهك يغسل المصلون أدعيتهم وفيه تنسج أحلام الصيادين شباك الأغنية فيتقافز سمك نهر قلوبنا مشعا كما ليالي الود وهي ترسم ألق الموج في بحور عيون الحوريات المصنوعات من صفحة دفتر إملاء المدرسة أو من عجينة تمر جوع الطفولة من رغبة الراغب في جعل الحب ملاكا يطير في فلوات الشعر ليصنع جمل ناعسة وفاكهة لشتاء القلب وهو يدون صيف الشوق بكراريس الفلسفة ..
ما ذا تريدين ..؟
كل شيء لك ولأجلك ..
كل أعواد الصوت السرمدي تلحن لخلودك الأزرق أسطورة جسدك الرخامي .
متعة أنت أم بدعة ؟
لقد سالت متصوفا فأجابني :
هي واحدة من مآثر شوق الوجد لوجدان الصمت الصارخ في بريتنا نداءا لعشب الثار والإيثار ، هي رغيف خبز الغيوم فلا تمطر إلا حين تشبع منه ، هي الأزل المتناظر مع الرؤية والغيب . أمنا ، أكثر المدائح قدسية وأهمها شجنا وسعادة ، لها ما يبقينا سعداء طوال الوقت وما يجعلنا أكثر قناعة بأنها تهيم بموجودنا على خلائق التكوين فتصير أنى نشاء ، ضرعا يسقينا ماء ربيع الحب ، أو شفاها تقطر بالقبلات كما المطر من جفن ليلة باردة .
وفي الحالتين . أنت وأمي سواء

أور السومرية في 2 أوغست 2005