يوميات أنثوية (6)



امال طعمه
2014 / 8 / 11

تمضي الأيام بسرعة..لا أستطيع أن أصدق كم من الوقت مضى ...انقضى عام كامل على زواجي .. وها أنا انتظر أن اضع مولودي البكر! عندما عرفت أني حامل ..جننت ! الأن علي أن أكون مسؤولة كزوجة وكأم ..كم من الأشياء تغيرت علي وكم يجب أن اتغير من أجلها..كانت فكرة وجود حياة داخلي ..تزعجني بقدر ما كانت تسعدني..يزعجني أن أفكر بما سيكون..ويسعدني أن حياة ما ستنبثق من أحشائي وستحمل تلك الحياة الجديدة جزءا من ملامحي ..جزءا مني..صغيري انا انتظرك بفارغ الصبر..
********************

رجع كل شيء كما كان ، بعد انقضاء شهر العسل أقصد أسبوع العسل..ووداعي لما كان ..حيث أصبحت بالنهاية حقا في عرف الناس امرأة ! كانوا قد أخلوا البيت لنا حتى نكون على راحتنا !هكذا أخبرتني أم زوجي ..حماتي والتي صرت أناديها بعمتي...وقد تمنيت أن يخلو البيت مجددا ليس لأختلي بزوجي بل لأنعم بالهدوء فأنا خرجت من كنف عائلة كبيرة الى عائلة أكبر ! طوال النهار وحتى وقت النوم وفود من البشر تتناوب المجيء أخوات زوجي وأولادهن كن يأتين يوميا ..أليس لديهن بيوت ليعتنوا بها؟! ..صراخ أولاد ..وبكاء رضع ..أحاديث صاخبة وحديث بالهمس احيانا ..يقودني الى التسائل ما الذي يدفعهن الى التهامس؟ هل يتهامسن علي؟!

كانت حماتي امرأة طيبة ..رغم ذلك كانت توبخني !نعم في كل مرة أذهب معها الى المطبخ !!
-أنا مش عارفة امك شو علمتك؟!اذا مش عارفة هاي الشغلة وشو بدك تسوي ياحسرة لو كنت انا مش هون!


كنت أتحملها ..حسنا لديها وجهة نظر فمع ولع أمي بتزويجنا (على البكير) نحن بناتها كان يجب عليها ضمان النتائج مسبقا .. حسنا أنا أتحمل جزءا من الذنب فقد كنت دائما اتحجج بالدراسة لكي أنهي درس الطبخ الإجباري أو اختار أي عمل أخر في المنزل لأخرج من ذلك المطبخ الصغير وروائحه والحر الشديد!
أعترف أن حماتي طباخة ماهرة ولن أكون أبدا مثلها..هل كان عليها أن تذكر ذلك دائما وأمام زوجي!
بعد مضي بضعة أشهر أصبحت اتقن بعض الطبخات ..الطبخات السهلة..ومع ذلك..
كان زوجي يجلس على رأس الطاولة ، والدته على اليمين وبجانبها أخوه الصغير أما أنا فكنت أجلس على يساره ..هكذا كان الترتيب!
-شوف يا ابني اذا حسيت طعم مختلف بالاكل بيكون عشان مرتك عملتوا ..معلش لازم تتعلم ولا شو وتبتسم ناظرة باتجاهي..
لم يقل زوجي شيئا واعتبرت أمه ذلك دليلا على كلامها ..ونصرا لها ..ما أعظمه من نصر ميدانه المطبخ واستعراضه على طاولة السفرة !
كنت أعرف أنه راضي من نظرات عينيه ..هو يخاف على مشاعر أمه!
لم تكن هذه الأمور الصغيرة تعنيني...وزوجي كان يظن أنها نوع من العقالة (العقلانية) مني ...حسنا كان هذا خارج حساباتي ولكن لابأس ما دام يظن ذلك!



كنت أشعر أنني مقيدة ...مأسورة الى هذا الجو الذي لم أحبه يوما ..إنه نفس جو عائلتي نوعا ما ..جو الكبت ، لكن الأن أشعر أني بامتحان ..الكل يريد هنا امتحاني..حماتي ..بناتها..اقرباءهم وحتى الجيران..هل أنا الزوجة المناسبة من وجهة نظرهم هل أمتلك مقومات النجاج التي يعرفون؟!
ياما تبادر إلى سمعي كلام ...
بس لوأنها أنصح شوي..انحف شوي! حكيها قليل شو بتستحي! شايفة حالها على شو!وغيره..
ما أكثر الكلام الذي كان يقال من ورائي عني!


كان الغريب بالنسبة لي أن زوجي هو الوحيد الذي لم أشعر مع هذا الشعور، هل هو لايهتم حقا؟! ..مع أنه المعني الأول!أليس هو الزوج وأنا الزوجة، اليست العلاقة بيننا بالأساس؟!
لكن مع وجود هذا الكم من الناس في ذلك البيت الصغير من الصعب معرفة حدود العلاقات!!
فكان همي الأول أن أستقل بذاتي ..أقصد أنا وزوجي..ليس لإنزعاجي منهم بقدر ما كنت أريد أن أشعر ولو زيفا بأني حرة!


يتبع..