اعتصام نساء العراق في ساحة الفردوس يؤكد الدور الطليعي للمرأة في تحرير نفسها والمجتمع



سعاد خيري
2005 / 8 / 12

تؤكد المرأة العراقية في كل يوم على دورها الطليعي في الحركة الوطنية ، رغم كل ما عانته من ارهاب وجور لما يقرب من نصف قرن على يد الانظمة الدكتاتورية ولاسيما دكتاتورية صدام، ومن ارهاب وجور على يد قوات الاحتلال وادواتها : الارهاب المنظم وارهاب ميليشيات الاسلام السياسي. فمسودة الدستور وما تضمنته من هدر لحقوق المرأة وبالتالي تكبيل للمجتمع واحكام تخلفه لم يأت فقط بناء على رغبات هذه الفئات واحلامها الطوباوية بالتحكم بمصير شعبنا بل وانسجاما مع مخطط القوى المحتلة التي وجدت في الفاشية الاسلامية بديلا عن الفاشية البعثية لتركيع شعبنا. فقد فسحت لهم كل المجال لممارسة نشاطهم الارهابي في جميع انحاء العراق واطلاق تحكمهم في اجهزة الدولة من خلال تشويه الانتخابات العامة وانتخاب البلديات والمحافظات فضلا عن اطلاق حرية مليشياتهم الارهابية.
لقد بادرت الحركة النسوية الوطنية الى تطوير وسائل كفاح المرأة من اجل حقوقها وبالتالي حقوق شعبنا في اجواء من الخواء الثوري الذي تعاني منه الحركة الوطنية بكل فصائلها ، وتحديها لكل وسائل تثبيط العزائم من تخويف من الارهاب وتعجيز ببث اليأس والتسويات التوافقية التي لا تؤدي الا الى اهدار الحقوق، بالخروج الى الشارع لايقاظ الجماهير النسوية وعموم القوى الوطنية بضرورة تطوير وسائل الكفاح وعدم الاكتفاء بالمطالبة وكما جاء في مقال احدى المناضلات من اجل تحرير المرأة: " لقد بح صوتنا ولم نحصل على حقوقنا " بل اعلن احد المسؤولين الحكوميين "لا جدوى من المطالبة بمساواة المرأة لانه مخالف للشرع الاسلامي" . واستمرت تناقش هذه الاراء التي يمكن ان تقنع حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!! .
نعم ادركت هذه المنظمات النسوية اهمية تطوير وسائل الكفاح لتوعية وتعبئة الجماهير الحية لتأخذ قضيتها بيدها وزجها في النضال الفعال المتصاعد . ولا شك ستعمد القوى الرجعية على اختلاف اشكالها الى مقاومة هذا التحرك السلمي بكل الوسائل بما في ذلك استخدام النسوة الرجعيات والمتخلفات فكريا والمستعبدات اجتماعيا وفكريا وسياسيا المنضويات في هذه الاحزاب وحتى الى عصابات الارهاب بمختلف اشكاله. فمعركة حقوق المرأة تعتبر مدخلا لمعركة شعبنا من اجل التحرر ويناء العراق الديموقراطي الموحد. وان أي تهاون في هذه المعركة او التوافق على انصاف الحلول هو اخفاق في جميع المجالات الاخرى فالمرأة العراقية هي اليوم اكثر من نصف المجتمع وعنصر فعال في تقرير مصير كل الشعب والوطن.
ان هذه الخطوة في تطوير كفاح المرأة العراقية من اجل تحررها اثارت الراي العالمي وعززت التضامن معها ومع شعبنا واوضحت للعالم ان الشعب العراقي شعب حي بنسائه ورجاله لايمكن ان يرضخ للعبودية، كما كشفت عن زيف الديموقراطية وحقوق الانسان التي تتشدق بها قوات الاحتلال . فالحرية التي قدمتها هي حرية العمل لجميع فصائل الارهاب بما فيها الارهاب الاسلامي، وحقوق الانسان التي وفرتها للشعب العراقي هي حق جميع فصائل الارهاب وقواتها بحرمان شبيبة واطفال شعبنا من حق الحياة. فلا يمر يوما دون ان يقتل العشرات. وتوجتها بحرمان شعبنا من اهم حقوق الانسان وهي حق المرأة بالمساواة .
نعم اخواتي! اليوم هو يومكم فاما الى دستور يضمن حقكن بالتحرر والمساواة كمقدمة لدستور يضمن حق شعبنا في التحرر من الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي واما الى سنوات من الاستعباد والارهاب . فالى الامام يامن توقدن مشاعل الحرية ليس لشعبنا فقط بل لعموم البشرية لانكن تقتحمن معاقل اشد اعداء البشرية: الامبريالية وادواتها الارهاب بكل اشكاله وهوياته.
فالف تحية اجلال وتقدير للمنظمات النسوية الطليعية في العراق
والف تحية لجماهير شعبنا المساندة لحقوق المرأة كضمان لحقوقهم في التحرر والديموقراطية
والف تحية للجماهير النسوية في جميع انحاء العالم وعموم البشرية التقدمية المؤازرة لقضية نسائنا وشعبنا
سعاد خيري
11/8/2005