الزوجة المسيحية من حقها الجنسية السعودية !



عبدالله مطلق القحطاني
2014 / 8 / 28

يوجد من ضمن شروط الحصول على الجنسية السعودية وأوراق الثبوتية المتعلقة بها مما تثبت مواطنة من يحملها شرط ما أنزل الله به من سلطان !! بل هو علامة تخلف ورجعية وعودة لعصور العنصرية المقيتة! بل وتخالف النصوص الإسلامية نفسها التي يتغنى الجماعة إياهم بفخرهم واعتزازهم بتطبيقها ! ناهيك عن أنها تناقض بالكلية وتخالف كل المواثيق والعهود الدولية الموقعة من قبل الدولة مع كافة الهيئات الدولية المعتبرة والتابعة لهيئة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع لها وكذلك للمفوضية العليا لحقوق الإنسان أيضا التي تتبع الهيئة إياها !! زد على ذلك صديقي القارئ الكريم والعزيز أن التمييز بسبب المعتقد مجرم ويخالف مثل تلك العهود والمواثيق الدولية ؛ بل إن هذا الشرط المقيت والذي من وضعه قبل عقود طويلة أساء لمعتقده ولمجتمعه وأظهره بمظهر لايليق ولا يصح فكيف الحال وهو لازال باقيا ومعتمدا !! من ضمن شروط الحصول على الجنسية السعودية أن يكون المتقدم لطلبها ديانته الإسلام !!! ذكرا كان أم أنثى ! والحقيقة إنني أعملت عقلي فكرا وتفكرا أكثر من ساعة لعلي أظفر بعلة واحدة تقنعني ولو من طرف بعيد بجدوى مثل هذا الشرط فلم أجد !! والمصيبة أن كثيرا من الزوجات من غير المسلمات حرمنا من حقهن هذا الطبيعي والإنساني في الحصول على الجنسية السعودية بسبب هذا الشرط والفاجعة أن معظمهن أقام ويقيم في البلد من عقود وأنجبن أولادا هم بدورهم أنجبوا لهن أحفادا وياللعار الجدات لازلن بإقامات وعلى كفالة الزوج أو الابن أو الحفيد !! ماهذا الظلم ؟! وأي مسوغ شرعي أو إنساني أو عقلي يقبله ؟!! فهل ابتداءا يوجد نص شرعي واحد يمنع من الزواج بالمسيحية ؟! أليست طاهرة وأكلها طاهر بشهادة القرآن الكريم نفسه الذي صدع الجماعة رؤوسنا بتطبيق أحكامه ؟!! لماذا نحرم المرأة من حقها وننتقص قدرها ونهدر كرامتها ليس لسبب إلا أنها مسيحية ؟! أي شرع أو معتقد أو عقل يسوغ هذا التمييز المقيت والعنصرية البغضاء وسلوك الجاهلين وعلامة تخلفهم وعنجهيتهم وخواء عقولهم وموت ضمائرهم وقبل هذا الإساءة لمعتقدهم ووطنهم وتشويه صورة الإثنين معا بسلوك لا منفعة من اشتراطه ألبتة ؟!! هل يعقل المرأة والأم المسيحية أن تكون على كفالة ابنها ومحرومة من الجنسية فقط لأنها مسيحية ؟!! ومما يحزن أن هذا الشرط حرم الوطن من كوادر وعباقرة عرب وناطقين بالعربية من أشقائنا الكرام من العراق والشام ومصر الوطن بحاجة لتخصصاتهم المهمة والمتعددة التعليمية والطبية والمهنية إلخ والسبب أنهم مسيحيون !! جنينا على كثير من الأمهات الكريمات في وطننا وسلبنهن حقهن الطبيعي في الحصول على الجنسية الوطنية لأنهن مسيحيات !! وجنينا على الوطن وحرمناه الاستفادة والنهوض بسواعد عربية مستمرة بمنحها الجنسية الوطنية لتكريمها وتشجيعها للبقاء لأنهم مسيحيون فاستفادت مجتمعات أخرى غيرنا منهم وهي مجتمعات متحضرة ومتقدمة علميا أكثر منا ؛ لم يعد مقبولا أن يبقى مثل هذا الشرط وينبغي على صانع القرار أن يشطبه ويلغيه ليكون حقبة سوداء من الماضي ! نعم شرط الإسلام للحصول على المواطنة وحمل جنسية الوطن شرط لم يعد له وجود إلا بمخيلة البعض إياهم وحان تطهير عقولهم من أوهام العنصرية والتمييز والتخلف بإلغاء هذا الشرط لننهض ونستفيد وعلى كل الأصعدة ولننق صورة الوطن ونعيد له صورته الرائعة القديمة الخالية من العنصرية والتخلف والتمييز ونلحق بركب الإنسانية .