مذكرات بارميطة 43



لوتس رحيل
2014 / 9 / 18

ومستنقعنا..مقامنا المدنس,حكاياته لاتنتهي,حجاج وافدون,لقضاء عمرة,واخرون لاداء مناسك حج لا يمت الى الحج باية صلة,,مستنقعنا مستشفى,او على الاصح انها مصحة,نزلاء موسميون فامراضهم غير خطيرة وعادية,ونزلاء مداومون امراضهم مستعصية .. والمتاهة ابدية دورات تحركها ثيران رحى تقليدية ..وحلقات مفرغة...وغياب احمد الدي اصبح عريسا..ترك فراغا في المستنقع..وانا استرجع ليلة زفافه او بالاحرى..عقد قرانه...واجد نفسي رفقة فؤاد...ليته ياتي هو الاخر..ليتنا نعقد قراننا نحن ايضا..ليته ياتي كفارس على حصانه ويخطفني من هدا الوحل..وصورة ماجدة وهي ترتدي قفطانا اصيلا..وتضع مساحيق خفيفة..وتشع الفرحة من عينيها...شتان بين ماجدة النادلة وماجدة المحترمة المتزوجة...انها جميلة فعلا ..انها عروس فعلا...وخاتم زواج اصر احمد ان يكون غالي الثمن..فهو لم يبخل على ماجدة بشيء...وغرفة نوم تعمد ان تكون من الطراز الرفيع...فاحمد قرران تكون ماجدة فعلا عروسا كغيرها من الفتيات وعاهد نفسه ان يبدل ما في وسعه لاسعادها حتى لا تشعر باي نقص او حرج...طلب منها ان تنسى الماضي وان تبدأحياة جديدة معه..وماجدة تحب احمد وراضية وسعيدة .فما يهمها ان تحتمي به وتفكر في انجاب طفل..كما ان ام احمد طيبة ولا بنات لديها وستتخد ماجدة ابنة لها...وكانت ليلة جميلة سهرة جميلة فقد كنا مدعوات فدوى وانا ونزار وام فدوى وقد تاثرت كثيرا حتى دمعت عيناي واشتقت الى فؤاد الى احضان فؤاد الى سرير فؤاد..وسافر احمد صحبة ماجدة...وترك فراغا..رغم الاتصال فهو يحكي لنا ما يجري وهو في شهر العسل مع زوجته مؤكدا انه سعيد وهي كدلك تؤكد لنا مدى سعادتها بقربه رغم ان فدوى تسخر كالعادة وهي تتدكر شهر عسلها مع الحاج الخائن الدي انقلب الى قطران ومرارة....
اه يا فدوى لم تصرين على التنقيب في ابار الماضي؟
وتجيب فدوى في حنق:
ليتني استطيع النسيان يا زهرة...
ولم لا تفكرين في حب جديد يا فدوى؟انها ليست نهاية العالم..كما انك الان انقطعت عن ممارسة الدعارة..لم لا تفكرين جديا في علاقة شريفة يا فدوى فلديك معجبون كثيرون..
وقاطعتني فدوى في حزن:
اصارحك القول اني اشعر بالوحدة كثيرا يا زهرة..صحيح انني في البداية تعاطيت للدعارة لانتقم لنفسي واشفي غليلي لكني اكتشفت ان الدعارة ليست حلا..ولم تعد لدي رغبة في الرجال وفي مغامرات جديدة مع الرجال..كما اني احلم احيانا بالارتماء في احضان رجل يحبني واحبه...خصوصا بعد زواج دكرى...والان احمد..ولكني اتساءل من سيتطوع للزواج مني ولدي ابن وام مريضة؟؟؟؟؟
واجبتها في حماس:
فدوى المهم انك تفكرين بطريقة عقلانية الان ربما ستجدين رجلا عاقرا مستعد ان يلعب دور الاب لابنك ولم لا؟؟؟؟؟ومعجبوك كثيرون فانت قوية وجميلة وعاقلة..ودلك الرجل الدي يلاحقك دوما بباقات ورود... ورسائله ..لم لا تفكرين في خوض التجربة معه؟يبدو عليه الجد..
وقاطعتني ضاحكة:
اتقصدين السيد عدنان؟
ونظرت في عينيها باصرار:
نعم ومن غيره؟لوكان احمد هنا لافتتح درسه الاحمدي بالقاء نبدة مختصرة عن حياة عدنان ومسيرة عدنان وحروب عدنان...
واستغرقت فدوى في الضحك وهي تقول:
مهلا مهلا زهرة فانا اعرف مسيرة عدنان ...
وسكتت قليلا لتكمل:
ولا اخفيك شيئا انا مغرمة به ولكني لا اجرؤ على الاعتراف بحبي له وصورة الحاج الخائن تطفو دوما لتفسد مشاعري الجميلة..انا مترددة وخائفة يا زهرة...فرغم لقاءاتي المتكررة بعدنان وجلساتي الحميمية معه الا اني احاول دوما ان اكون مجرد خليلة له ولا افسح له المجال للتعبير عن مشاعره نحوي...
وضحكت كثيرا من تصريحات فدوى...
اه يا فدوى انت انثى لم تخجلين من اخفاء مشاعرك..
وعدنان رجل ستيني ارمل دون اولاد ودو مركز حساس ومن رواد المستنقع المحترمين دو مسؤوليات مهمة لم يفكر في الزواج ثانية بعد موت زوجته الجميلة في حادث سير وهي حامل..حادث نجا منه عدنان باعجوبة لتكون زوجته الحامل ضحية...وشعور عدنان بالدنب لموت زوجته بسببه لكونه كان في حالة سكر مفرطة وهو يسوق السيارة بسرعة جنونية....شعور بالدنب جعله يكره النساء ولا يفكر في الزواج ثانية...وكان المستنقع ملاده للهروب من دكرياته واحزانه..وقد وجد في فدوى التي حكت له عن قصتها هي الاخرى مرتعا للعزاء والراحة لتتطور علاقتها وتصبح فدوى خليلة عدنان...عدنان الدي تعود على وجودها في حياته والدي لايهنأ له بال حتى يلتقي بها..وهي الاخرى وجدت نفسها تنقطع عن ممارسة الدعارة ولم يعد لديها من عشاق سوى عدنان...
زهرة تعودت على وجوده في حياتي يا زهرة فقد دعوته الى المنزل وتعرف على والدتي واحب نزار ولكني خائفة يا زهرة...مترددة...
لاداعي للخوف يا فدوى..لكل بداية نهاية...المهم ان مشاعرك تحركت اخيرا وقلبك يخفق من جديد...دافعي عن حبك فكري في مستقبل نظيف يا فدوى فالمستنقع مجرد محطة عابرة..
وتدرف فدوى دمعة حارة وهي تقول:
لقد دقت انواع الدل والاحتقار والسب والشتم والقدف في هدا المستنقع اللعين وتعرفت على انواع شتى من حثالى الوحل واشفيت غليلي وكونت ثروة وادمنت خمرة وسيجارة ولكني اكتشفت ان الحياة دون حب لا تساوي شيئا فالمال سيد الموقف ولكن الحب عالم اخر يا زهرة..افكر في مصير ابني وفي مرض امي وفي تقدم السن وفي الوحدة.....
اشعر بك يا فدوى وبمسؤولياتك فابنك في حاجة الى اب في سنه الحرجة تلك وخوفك من فقدان امك يقلق راحتك...ان الله معنا يا فدوى لن يتخلى عنك وعدنان يمد يده لك ويعترف بمدى افضالك عليه وهو في حالة ياسه واحباطه بعد موت زوجته...الم تكوني له سندا؟الم تفتحي له قلبك؟الم تحضني الامه وزفراته؟الم تمنحيه عطفك وحنانك رغم حقدك على الرجال ورغم سخريتك منهم ورغم احتقارك لهم ورغم اصرارك على تعديب نفسك وعدم السماح لها بالحب والهيام الا ان عدنان...........
نظرت الي فدوى ثانية في امعان وهي تقول:
ما الامر يا زهرة؟اجدك متحمسة وترغبين في ان ارتبط بعدنان...
وقاطعتها في اشفاق:
انه يلتهمك بنظراته يراقبك طول الوقت ويلازمك كالظل..وقد لاحظت مؤخرا انه لا يشرب كثيرا ولا يدخن كثيرا يحرص على المجئ للبقاء بجانبك فقط...اراهن انه غارق في حبك يا فدوى انها فرصتك صديقتي فلا تتراجعي....
وانا احبه ايضا يا زهرة واحبك انت كدلك يا عزيزتي...ولن اتراجع حتما ساخد قرارا حاسما في هدا الموضوع فقد تعبت من اوحال وقادورات المستنقع وحياة ماجدة الجديدة ايقظت في نفسي مشاعر الحياة والحنين الى دفء عائلي..الى حماية رجل وبيت واسرة...ونظام طبيعي تعبت من السهر والنوم في وضح النهار..اجل يا زهرة احن الى الدخول الى المطبخ الى الاستيقاظ باكرا واعداد فطور لزوج وابن ..واودعهما ابن يدهب الى مدرسته واب يدهب الى عمله وانا اسالهما عن وجبتها المفضلة كي اعدها في الغداء واترقب عودتهما وانا اغني في المطبخ واجالس امي قليلا واتفقد احوالها فقد مضى وقت طويل دون ان اجالسها...اريد حياة طبيعية يا زهرة..القيام بجولات والتسوق والاحساس بمسؤولية المراة والبيت والاسرة...وزوج يرعاني ويسال عني ويهتم لحالي ويلبي رغباتي واحتياجاتي.....
اخيرا يا فدوى تعودين الى حالتك الطبيعية وتشفين من امراض المستنقع انت الاخرى...
ولم لا يا زهرة؟فماجدة بلباسها التقليدي اصبحت عروسا وجميلة ومحترمة اتعلمين ان حماية الرجل للمراة هي تاج سعادتها؟وسعادة احمد لاتوصف فماجدة لن تتدمر ولن تشكو من شيء ستقبل الايادي وتصلي وتحمد الله فاحمد انقدها من بؤرة الوحل.....
وادكر احمد وهو يسالني ضاحكا بعد عقد القران:
ترى يا زهرة كيف ساوفق بين احتياجات ماجدة الداخلية وطلبات القضيب الخارجية؟؟؟؟
مما اضحكني حتى دمعت عيناي وانا اتخيل ماجدة تخير احمد وهي غاضبة وفي يدها سكين قائلة سادبحك لو تجاوز قضيبك المعدل القانوني في تلبية رغبات الزبائن فانا لن اتحمل خدماته الخارجية وطلباته الكثيرة ويجب ان تغير برنامج عملك وتلغي بعض مشاريعك فانت الان لم تعد حرا كالسابق واصبح لك بيت وزوجة...
واجبته ضاحكة وانا انظر اليه في حنان:
الحاجة فدوى يا احمد هي المختصة في الاجابة على مثل هده الاسئلة فهي المشرفة على ركن المفتي في مستنقعنا المدنس.......