مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية



فواد الكنجي
2014 / 9 / 23

تنامي ظاهرة تجنيد النساء في صفوف التنظيمات الإرهابية لقيامهن بأعمال وهجمات إرهابية يعتبر من اخطر الظواهر الاجتماعية الذي يشهده مجتمعنا العربي والإسلامي المعاصر، اذ ما سلمنا بان المرأة تمثل نصف المجتمع، فان قدرة الجماعات الإرهابية على التحرك و اختراق هذا النصف و تجنيد مناصرات أو منفذات لأجندتهم هي من اخطر القضايا التي تواجه الشرق الأوسط ، بكون المرأة في مجتمعاتنا الشرقية بطبيعة الأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية بعيدة عن عيون الأجهزة الأمنية والاستخبارات لاعتبارات دينية واجتماعية وهذا ما يجعها تتحرك بحرية لتنفيذ أجندة مجنديها من التنظيمات الإرهابية، فيتم استغلالهن واستخدامهن كأداة ووسيلة في تنفيذ مأربهم الإجرامية، بإخضاعها لعملية غسل الدماغ وإشباعها بأفكار جهادية، وهم يعتبرون تجنيدها أسلوبا إستراتيجيا ، ليؤمنوا لأنفسهم دعما من المرأة باعتبارها نصف المجتمع التي يتعامل معها الأمن بطريقة خاصة، فالإمكانات والخيارات وصول بها إلى الأهداف تكون أسهل من قيام الرجل بتنفيذ الأفعال الإجرامية .
وما يساعد تجنيد المرأة في التنظيمات الإرهابية هي الفتاوى الفقهية، والتي لم تعهدها المجتمعات العربية من قبل، حيث اخذوا الفقهاء يفتوا وفق أمزجة وأهداف التنظيمات الإرهابية، بدا بشرعنة الاستغلال الجنسي للمرأة باسم الدين، و تكرس مفهوم جهاد النكاح للمرأة، وتشجع على استغلالها الجنسي تحت مسميات غريبة أبرزها (زواج المسيار ) و( زواج المصياف ) و( زواج القعدة-الجلسة) فالغرض من هذه الزيجات هو شرعنة المتعة الجنسية للرجل ، لكن الأخطر في كل هذه الفتاوى التي تشرعن الاستغلال الجنسي للمرأة هي الفتوى التي تتداولها المواقع الجهادية وتنشرها على نطاق واسع لأغراء الرجال والنساء معا للانخراط في التنظيمات الجهادية في البلدان العربية ، وتتعلق هذه (الفتوى) بالتحريض على الجهاد من طراز خاص وبنوعية جديدة وتحت عنوان (جهاد المناكحة) ، وتنص هذه الفتوى ".......على جواز منح الفتاة نفسها للمقاتلين الجهاديين الإرهابيين في سوريا والعراق، وتمكنهم من حقهم الشرعي في المعاشرة الجنسية للرفع من معنوياتهم القتالية. ولا يخضع جهاد المناكحة لشروط العدة بعد الطلاق أو الولادة في الزواج أو الإشهار أو التوثيق وشهادة العدول ، بل يقوم المقاتلون من غير المتزوجين، أو من الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح اعتبرتها الفتوى إياها (شرعية ) مع بنات او مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة يتم على إثرها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة لمقاتل آخر...." . بمعنى يمكن أن تتزوج الفتاة في اليوم اكثر من مرة ، وهو ام غير وارد في الشريعة الإسلامية الا في مخيلة فقهاء الجهاد، وهو سلوك يحلله علم الفس بكونه سلوك شاذ يروي غرائزهم المريضة جنسيا، فيبحون جسد المرأة بما تشتهي نفوسهم الدنيئة دون اية اعتبارات بكيان المرأة النفسية و الجسدية والروحية.
وقد أضيفت إلى فتوى (جهاد المناكحة) فتوى اخرى أخطر منها تحت مسمى(فتوى المصاحبة) وتقضي الفتوة هذه المرة " ... أن يصاحب الجهادي نساءهم إلى سوريا ليضعوهن رهن إشارة الجهاديين للاستمتاع بهن ، نظرا لقلة أعداد مجاهدات المناكحة وكثرة الجهاديين مما يؤدي إلى نشوب نزاع بينهم على النساء ..."
كما صدرت فتاوى أخرى تجيز للجهاديين سبي النساء واغتصابهن بعد تحويلهن إلى جواري وملك للإرهابيين كما حدث في العراق وسوريا.
وهذه الفتاوى والاجتهادات تضع أصحابها في تناقض صارخ بين ما يعلنونه من تكريم الإسلام للمرأة وصيانة عِرضها وحمايتها من المتاجرة بجسدها ، وبين ما (يشرعنونه) من استغلال بشع لجسد المرأة وتجريدها من كل أبعادها الإنسانية والوجدانية والفكرية، والغريب ما في ذلك، هو قيام شيوخ الشريعة والفقهاء الإرهاب بـ" .....ايجازة تزويج (طفلة) في سن صغيرة بدعوى أن الإسلام لم يحدد السن الأدنى للزواج ، حتى إنهم أباحوا الزواج من بنت (الثلاث سنين) أو أقل منها ...." .
ولم يسألوا أنفسهم ولا ضمائرهم كيف يعطي نفس الأب تزويج طفلة بهذا العمر ..! وهل يسمحوا هؤلاء الشيوخ لأنفسهم تزويج بناتهم في هذا العمر ....؟ ولا نعلم كيف وصلت دناءة الفعل لكي يسمحوا لأنفسهم أباحة تزويج طفلة بعمرها الثالث ...!
وهل سئلوا هؤلاء أنفسهم ماذا تفقه طفلة في ثالثة من العمر من قضايا الزواج ....!
أليس من ألغزي والعار لهؤلاء لمجرد التفكير بهذا الأمر وبهذا الشكل المغزى وهم محسوبين على الدين الإسلامي ...؟
فان أي شخص ارتضى لنفسه فعل ذلك، هو ليس من البشر، فحذاري منهم ... لأنهم سيستبيحون بكل شي ....؟
كيف يتم تكريم الفتاة من قبل ذويها،ليتم للوحش الاخر بقيام باغتصاب طفولتها وبراءتها وافتراس جسدها وتعريض حياتها لكل أشكال المخاطر.... ؟
ولكن للأسف إن التعامل مع المرأة كموضوع لجنسي فحسب، هو ما يميز فقهاء الإرهاب و الحركات الدينية المتطرفة ...!
ورغم أن المجتمع لن يقبل -مجرد فكرة- هذه الفتاوى المريض ، فكيف له أن يقبل وجود امرأة إرهابية بين صفوفه تتخذ من الدين ستارا تمرر من تحت حجابها تلك الأعمال المشينة المخلة بالشرف والقيم المجتمع التي لا يقبلها الدين ولا العقل ولا الحس الوطني.
وهنا يطرح سئال نفسه كيف أن الفكر الإرهابي قد نجح في اقتحام البناء الثقافي للمجتمع وهو متظلل بعباءة الدين....؟
ونحن ندرك عن مدى خطورة تجنيد المرأة في التنظيمات الإرهابية لعدة اعتبارات كما ذكرنا سابقا ومن بينها هو، ان تحجر قلب المرأة ، ستكون بقساء لا يوصف وستتصرف بعداء شرس وبكل عنف و بأبشع صورة وشكل، رغم اننا نعي المرأة بكونها إنسانة رقيقة ومليئة بالمشاعر والإحساس، ولكن الجانب الاخر من شخصية المرأة هو الجانب المخفي في شخصيتها، فان اثير فحذاري منه، بكونها قادرة على ارتكاب الأعمال الإجرامية وبشكل وحشي وشرس وبكل قساء والى ابعد حدود.
وفي التاريخ البشري نماذج عديدة من النسوة لعبن أدوارا غير تقليدية في الانتقام والقتل والتدمير سواء بحالات انفرادية او من خلال دخولها في التنظيمات الإرهابية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر "... ان من اغتال (قيصر ألكسندر الثاني) عام 1881 اتى بفعل امرأة، وتأتي ( فوسكو شيجينوبو) المعروفة بزعيمة الإرهاب بكونها أسست الجيش الأحمر الياباني وكانت معروفة بصرامتها ووحشيتها مع أعضاء التنظيم، فهي من كانت تجمع الأموال وتسلح التنظيم، وقادت شيجينوبو هجوما ضد الولايات المتحدة على الأراضي الأمريكية.."
وفي روسيا".... تم تنظيم حركة (الأرملة السوداء)، من نساء نتحاريات وهن أرامل لرجال شيشان تم قتلهم على يد القوات الروسية.
وهذه المجموعة الإرهابية تلعب دورا كبيرا في تهديد الأمن الروسي لدرجة وصلت إلى تهديدات بتفجير دورة الألعاب الأوليمبية، وقد تخطت مجموعة الأرملة السوداء فكرة التنظيم الأم، وتتحرك بشكل يبدو كتنظيم مستقل. ... "
وهناك في اوربا نماذج كثيره للنسوة دخلن عصابات مافيا ونفذن جرائم وسرقات في غاية الصعوبة والخطورة وفي الحرب العالمية الاولى والثانية شهدت ساحات المعارك نماذج للنسوة نفذن أعمال تجسس واختراق الطرف الأخر ونفذن اعمال انتحارية قتلت العشرات و بشكل مرعب .
و في نيجيريا ".....هناك مجموعة من نساء قامن بتكوين حركة إرهابية سميت (بوكو حرام ) وتقوم هذه المجموعة على إستراتيجية خطف النساء ولعل أزمة اختطاف حوالي 200 فتاة مؤخرا والتهديد ببيعهن، ألقى الضوء بشكل أكبر على الجماعة وعلى وحشيتها ، بما تسعى هذه الحركة إلي منع التعليم والثقافة ، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية على كل الأراضي النيجيرية إلى جانب سعيهم لتحويل بعض الفتيات إلى مجرمات لربطهن بالتنظيم بشكل عضوي..." .
اما تنظيم القاعدة في بلاد العراق والشام، فقد تم تجنيد النساء فيها ليصبحن قوة رئيسية في تنفيذ عمليات فعلية وظهر ذلك بوضوح في سوريا والعراق، ويزداد حجم مشاركة النساء تنظيم القاعدة في الأعمال الإرهابية وفي تنفيذ عمليات انتحارية ..." ومن أبرز الأسماء النسوة في تنظيم القاعدة هي( ندى القحطاني) و( وفاء آل الشهري )و(أروى البغدادي) و( هالة القصير ) وتعتبر (القصير ) "...سيدة تنظيم القاعدة ،واحدة من اخطر عناصر التنظيم القاعدة الأكثر نشاطا وفعالية في المملكة العربية السعودية، فقد كانت القصير شخصية رئيسية للتنظيم من حيث تأمين التمويل وتأمين المجندين الجدد، بمن فيهم الأعضاء الذين سيذهبون في وقت لاحق لتنفيذ هجمات انتحارية في سوريا والعراق ، وقد اتهمت بعدد من الجرائم، منها إلى جانب مساندتها للتنظيم، حيازة الأسلحة المستخدمة في الهجمات الإرهابية، وتحريض الآخرين على ارتكاب أعمال إرهابية...".
وفي العراق ظهرت "....الإرهابية (ساجدة الريشاوي) التي شاركت في تفجيرات الفنادق السياحية في العاصمة الأردنية عمان والتي أودت بحياة نحو 60 شخصا في تشرين الثاني 2005 أي بعد شهرين من عملية تلعفر الانتحارية .."
وقد ذكرت مصادر أمنية في العراق بان عدد النساء الواتي نفذن عمليات انتحارية بعد ارتباطهن بالتنظيمات الإرهابية بعد ان قام المجرم (الزرقاوي) زعيم القاعدة في بلاد الرافدين تجنيد النسوة في المناطق الريف العراقي عد بميئات الحالات في ديالى وبغداد .
وتذكر مراجع المهتمة بشان التنظيمات الارهابية بان جميع النساء اللواتي ينتمين الى التنظيمات الإرهابية ويقومن بتنفيذ أعمال انتحارية يأتين من خلفيات غير متعلمة او ممن يعاني من أوضاع اجتماعية صعبة، فيسقطن في شباك هذا التنظيم بعد ان يقوم الإرهابيون بتشجيعهن على زواجهن من بعض أعضائه، وما ن يقضون فترة معهم حتى يذهب لتنفيذ مهمة ما، وحين يقتل زوجها الإرهابي حتى تسهل على التنظيم إقناعهن بالذهاب على ذات الدرب الذي سلكه أزواجهن عبر تغذية أفكار الانتقام لديهن وغسل أدمغتهن مما تحفزهن دواعي الانتقام للقيام بعلميات انتحارية.
ومع ذلك لم يعد تجنيد النساء من قبل التنظيمات الإرهاب مقتصرا انتشاره في البيئات الفقيرة او في الطبقات الاجتماعية التي يعانون ظروف مادية صعبة، بل أصبح يكتسح طبقات لم يكن تجنيد النساء سهلا الى وقت قريب، ومع ذلك يعد لجوء التنظيم الإرهابي لاستخدام النساء علامة خطره بكونه يربك عمل الأجهزة الأمنية بعد ان تنامي قدرات التنظيمات الإرهابية في تجنيد النساء وقدرة النساء من التخفي واجتياز المواقع الأمنية والضخ المال الهائل التي يصرفه الإرهاب في تنفيذ ماربه .
ومن هنا ياتي قلق ومخاوف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في العالم نتيجة تنامي ظاهرة تجنيد النساء وانضمامهن إلى صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة والقيام بأعمال وهجمات إرهابية.
وتذكر المصادر أمنية في العراق فحسب بأن "....مشاركة المرأة في الأعمال الإرهابية بلغت منذ العام 1985 أكثر من 34 بالمئة من إجمالي الأحداث والهجمات المسجلة وغالبيتها عمليات انتحارية..." معتبرة أن هذا يعني استغلالا واستخداما للمرأة كأداة ووسيلة في تنفيذ الهجمات الانتحارية في المناطق المأهولة بالسكان .
أن مشاركة المرأة في ما يسمى بالجهاد زاد من تعقيد حصر العناصر الإرهابية وتطويق بؤر تنظيمها مما أصبح أمرهم مشكلة ومعضلة كبيرة بسبب زيادة حجم النسوة لانضمام لهذه المجاميع بدواعي جنسية شاذة بعد ان أصبحت المرأة في هذه تنظيمات أداة للهو و العبث وتنفيذ مارب دنيئة، وهذا ما نلتمسه فعلا في تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الإرهابية، هذا التنظيم الذي يستخدم الإرهابيات في خطف وقتل الأهالي في الموصل و ديالا و بغداد.
ومن هنا فاننا نشهد صورة المرأة تتكرر في المشهد العراقي وبصورة جلية وهي تقوم بأعمال أكثر إجراما وإرهابا وذلك يعود لقيام الفقهاء بإصدار فتاوى فقهية متطرفة تبرر استخدام المرأة في مثل هذه الأعمال الإرهابية مستغلين وضعها الاجتماعي بفكرة (الجهاد) ليس لتحريرها من الجهل والأمية و الظلم الاجتماعي ومن الفقر ، بل لتكبيلها والتشديد في قهرها، فقد صاغوا هولاء الفقهاء اجتهادات هدفها الأوحد هو شرعنة الاستغلال الجنسي للمرأة باسم الدين و وفق أمزجة الفقهاء المناصرون للقيام دولة الخلافة الإسلامية بدعوة الجهاد، فيتم إخضاع النسوة الى عمليات غسل الدماغ وإشباعها بأفكار جهادية لتنفيذ عمليات إرهابية إجرامية و خاصة العمليات الانتحارية بكونها قادرة على إخفاء متفجرات و أحزمة ناسفة ضمن ألبستها التي لا تلفت الانتباه والشبهات عند التجول والمرور قرب الحواجز الأمنية، علما بن اغلب نقاط التفتيش في عموم المنطقة العربية يفتقد إلى العنصر النسائي لتفتيش النساء ، العامل الذي يمهد للإرهابيات اجتياز لتلك الحواجز الأمنية.
ومن هنا فان استراتيجيات التنظيمات والجماعات الإرهابية هي التحرك باتجاه المراة والتي يمكنها من تجنيد الشباب بأساليب الإغراء والمتعة الجنسية وقدرتها في تنفيذ جرائم بشعة، وهذا ما اتى من خلال قيام تلك الجماعات الإرهابية الى تروج لمشاريعها السياسية من خلال دعوة الجهاد لقيام دوله الخلافة الإسلامية بشعارات دينية مزيفه لتفيد مأربهم تحت ستار الدين .
وفي ظل أحداث التي تضرب منطقنا الشرقية يتضح الامر أن الخطورة الحقيقية تتجاوز انتساب امرأة للتنظيمات الإرهابية في مناطق الملتهبة إلى خطورة أكبر مرصودة في" ... حراكهن في مواقع الانترنيت وفيس بوك و تويتر ، وهذا يعني أن انضواء امرأة أو انتماءها لتيارات حركيّة أو جماعة إرهابية فتح الأبواب على مصراعي ما يضاعف خطورة تجنيدها المباشر لان تجنيدها ياتي عبر الفضاء المفتوح من خلال تويتر وعبر تغريدا تهن أو رسائلهن ..." ، ومن هنا تاتي صعوبة عمليات مكافحة أفكار هذه التنظيمات، بكون هذه المجاميع الإرهابية فكرها التنظيمي اصبح مفتوح يمكن لأي فرد أن ينضم إليه من أي مكانٍ كان عبر الانترنت، بما يروجون لمشاريعه السياسية دينية من خلال رفع شعارات إقامة دولة الخلافة الإسلامية تحكم الشريعة كما تدعو كل من تنظيم جبهة (النصرة) و (داعش).
وكل هذه المشاريع اذ ما امعنا القراءة فيها سنجدها مشاريع لتدمير الإسلام وإفراغه من مضمون رسالته التي انطلق منها في بداية الدعوة الإسلامية، لان ما تفعله هذه التنظيمات يستدرج بتحويل المجتمع من مجتمع منتج فكريا وثقافيا واجتماعيا الى مجمع متخلف امي جاهل هدام يقوم على التطرف والعنف ، بكون مفاهيمه تتداخل بارتباك واضح من حيث (الفعل) و(التصرف)، فمن جاب يجند (النساء) ويدعوهم الى الجهاد في وقت نفسة يتصرف مع هذا (الوسط) تحديدا، بأبشع أسلوب منافيا لأية قيمة أخلاقية، ولا ندري بأي قيمة أخلاقية يتعامل تنظيمات هولاء ، حيث يتم استهدافهن والإساءة لهن ولأدميتهن بسبيهن والتنكيل بهن وبيعهن ومنعهن من الخروج من المنزل ويمنعن من التعليم والقراءة كما تدعو اليه تنظم القاعدة وحركة طلبان و حركة (بوكو حرام ) في نيجريا ، ومن خلال روايات شهود عيان رصدت الكثير من الجرائم المرتكبة بحق النساء، فبعد دخول تنظيم( داعش) وهو احد الفصائل المنطوية تحت تنظيم القاعد والمنشق عنها ، مدينة (سنجار) اغتصبوا العديد من الفتيات وتبادلوهن فيما بينهم، إضافة الى اسر الكثير منهن وسوقهن سبايا وبيعهن في اسواق مدينة الموصل ، في ما قاموا بقتل اللواتي قاومن ورفضن طاعتهم ، فاستهداف المرأة وحريتها في البلدان العربية وممارسة ضدها كل إشكال العنف وتقويض حريتها وتعذيبها، وبيعها كما هو حاصل في العراق وسوريا يمكن وصفه بانتقال السلوك الإجرامي عند هذه الجماعات إلى طور متقدم أكثر خطورة على المجتمعات البشرية برمته، ان ما وراء هذه التصرفات والمتناقضات في الفعل والتصرف التنظيمات الإرهابية ما هو الا استهداف متعمد للمرأة ومؤشر خطير لإلغاء دورها في الحياة وتهميشها للعودة بها كجاريه و كعبده تباع وتشترى ، ولكن يقيننا بان المراة العربية والمسلمة ستتصدى لهؤلاء القتلة والإرهابيون وستسقط اي محاولات منهم لانتهاك حقوق النساء في العام العربي والإسلامي بشكل عام كما أسقطت نضالها رهانات الغزاة والمحتلين عبر التاريخ .
وعلى ضوء ما تشهده الأوضاع السياسية في منطقة العربية بالذات و من متغيرات واستحقاقات سياسية فان المرأة لقادرة على الاستنهاض بقدراتها إلى جانب الرجل للوصول الى غد مشرق و الى بر الأمن والأمان لمواصلة نضالها لتحقيق طموحها في بناء المجتمع كشريك فاعل للرجل، لها حقوق وعليها واجبات والتزام وحسب مواثيق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية لحماية حقوق المرأة وضمان حصولها على نسبة المشاركة في السلطة والهيئات التشريعية والتنفيذية والتي كل الدساتير في الدول العربية والإسلامية ضمنها ونظمها في قوانين بلدانهم لتنظيم الحياة ولسلامة المجتمع العرب الإسلامي .
لقد أثبتت المرأة العربية أنها لا تقل وطنية وإصرارا على محاربة الاستبداد من الرجل ، وفي تاريخ العربي قبل وبعد الإسلام نماذج لا حصر لها، وهذا ما جعلها تظفر بمكاسب حقوقية وسياسية وثقافية تخرجها من وضعية التبعية وتحررها من الظلم الاجتماعي .
لذا فان ظواهر التي نشهدها اليوم على الساحة العربية، من انتشار العنف والتنظيمات الإرهابية وتجند امرأة اليها هي تصرفات دخيلة على عادات وتقاليد المجمع العربي الإسلامي، ومواجهته يقع على عاتق الجميع من أبناء امم الشرق الأوسط وبكل الوسائل العسكرية والأمنية والفكرية وذلك بالغوص في عمق الذهنية الإرهابية وفي مكوناتها الفكرية و مقولاتهم وتنظيراتهم، ومواجهتها بالحقائق الشرعية والفكرية التي غيبها منظور ثقافة الإرهاب ليتم استئصال جذورها من المجتمع بشكل تام .