-أعلى مافي خيلك أركبو- .



محمد بهى
2014 / 9 / 23

سأفترض أن السيد بنكيران رئيس الحكومة المغربية صادق فيما يدعيه لنفسه من مواقف تخص موضوع المرأة , وأنه على قناعة راسخة من أن المكان الأمثل للمرأة هو البيت , وأنها لا تضيئ إلا حين تحبس نفسها أو يتم كتم أنفاسها بين أربعة جدران , بحيث هناك فقط يمكنها أن تتوج "ملكة" جديرة بكل معاني الإطراء ,
رحم الله الشاعر المتنبي إذ قال :
"لا يدرك المجد إلا سيدٌ فطنٌ ... لما يشق على الساداتِ فعالُ" .
فطالما كانت تلك هي قناعته , وأنه هو من يشغل منصب رئيس الحكومة إلى حين , ويحظى بالأغلبية داخل البرلمان . وحتى لا ينظر إلى كلامه كمجرد ديماغوجيا هزيلة , فلماذا لا يوفي أقواله ويترجمها عملا بأن يعرض مشروعا بإفراغ وظائف البلاد وإداراتها من الحضور النسائي , وإرجاع المرأة إلى المنزل للتكفل بالأدوار الأسرية ؟.
وكما يقول المثل : "أعلى مافي خيلك أركبو" .
حتما فهو يدرك بأن الحقيقة الديمغرافية والواقع المجتمعي لا يجيزان ولا مجرد التفكير في هكذا حماقة , غير أن العيب الأساسي في حالة بنكيران هو أنه الشخص الخطأ على رأس الحكومة , وتعود أن يفلت منه لسانه ويخرج عن رقابته , ولا يملك أن يمنع نفسه من الهذيان , والدجل , والهترفة , وإطلاق الكلام على عواهنه , كما أنه لا يأبه ولا إلى الضرر الذي يلحقه بنفسه قبل غيره جراء ذلك ..
ولله في خلقه شؤون .