لن يكون دستورا ديمقراطيا إذا لم توافق عليه النساء الديمقراطيات



ناهد بدوي
2005 / 8 / 20

النساء العراقيات المعتصمات في ساحة الفردوس ضد مسودة الدستور، يطرحن أمام العالم كله، وأمام العالم العربي خصوصا، موضوعة جديدة قديمة في آن: "لا ديمقراطية حقيقية بدون حقوق النساء الكاملة". هل هذه موضوعة تحتاج إلى برهان؟؟ وفي هذا العصر بالذات؟؟ هل مازال هناك من يشك بأن ديمقراطية نصف المجتمع غير ممكنه طالما أن النصف الآخر من المجتمع هو الذي يربيه. وحيث أن المضطهد لا يربي أحراراً.
إن النساء المعتصمات يطرحن أيضًا موضوعة من المفترض أن تكون بديهية في هذا العصر "لا دستور عصري وديمقراطي إذا لم يعتمد على آخر ماتوصلت إليه البشرية وحصيلة خبرتها اتجاه المرأة والمتمثلة بالاتفاقية العالمية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة ". هل هذه أيضا موضوعة تحتاج إلى برهان؟؟.
إذا كان ذلك مازال يحتاج إلى برهان فإني أدعو جميع النساء في منطقتنا للسفر الى العراق والانضمام إلى النساء المعتصمات هناك في ساحة الفردوس، ولنصرخ معهن جميعاً، لا وألف لا....حقوقنا غير قابلة للمساومة والنقاش.
وإذا كتب اليوم دستور في العراق يهدر حقوق النساء العراقيات أو يحمل تميزاً ضدهن، فإن ذلك سيكون عاراً على كل المنطقة العربية وسيفتح احتمالات أن تبوء نضالات نساءنا ورجالنا في سبيل الديمقراطية بالفشل. ويبدو أن المخطط الأمريكي للمنطقة يهدف إلى ذلك تحديداً، أي اجهاض العملية الديمقراطية الحقيقية. وقد عبرت عن ذلك المناضلة العراقية سعاد خيري في مقالتها الأخيرة في الحوار المتمدن:
"إن مخطط القوى المحتلة التي وجدت في الفاشية الإسلامية بديلا عن الفاشية البعثية لتركيع شعبنا. فقد فسحت لهم كل المجال لممارسة نشاطهم الإرهابي في جميع أنحاء العراق وإطلاق تحكمهم في أجهزة الدولة من خلال تشويه الانتخابات العامة وانتخاب البلديات والمحافظات فضلاً عن إطلاق حرية مليشياتهم الإرهابية."
أيتها النساء العراقيات نحن في سورية معكن في مواجهة الاحتلال والظلامية وفي سبيل دستور يضمن حقوقكن فأنتن السابقات ونحن اللاحقات في تحصيل الحقوق وفي فرض دستور يعتمد على الاتفاقية العالمية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة. إن المنظمات النسائية عندنا مازالت تناضل ضد تحفظات الدولة السورية على هذه الاتفاقية دون جدوى حتى الآن.