واقع المرأة في المجتمع العراقي



نبيل عبد الأمير الربيعي
2014 / 10 / 11

واقع المرأة في المجتمع العراقي
نبيل عبد الأمير الربيعي

سلطة المجتمع العراقي وواقع الظلم الذي يقع على كائن المرأة الذي يمثل نصف المجتمع وقد يكون الأكثر بعد دخول العراق في الحروب والكوارث الطائفية والاثنية , إضافة إلى ظلم سلطة المجتمع والمهام الثقيلة الملقاة على عاتق هذا الكائن الرقيق الذي يقدم خدماته بكل اخلاص وتفانٍ دون تأفف أو شك أو اعتراض .
أضف إلى ذلك قائمة الممنوعات التي لا حصر لها والتي كبلت بها المرأة وشكلت حولها سوراً متماسكاً لا يمكن اختراقه وذلك لاستلاب كل حرياتها وتحويلها وخلال عصور طويلة ومتعاقبة إلى جارية لا هم لها سوى تلبية حاجات الرجل وإرضائه, وبذلك أبعدت عن المساهمة في تطور المجتمع الذي ظلَّ قروناً طويلة يعرج على قدم واحدة , وإذا حاول أحدهم الدفاع عن المرأة وحرياتها تصدى له الكثيرون وفي مقدمتهم ذوو العقول المتحجرة والذين يعتقدون أن الله قد خلق المرأة هكذا .
هذه الأفكار وغيرها كانت تدور في عقول من يشعر بمعاناة المرأة من الواجبات البيتية إضافة لواجبات العمل في مجال الاختصاص , لكن التقاليد الاجتماعية الرجعية بسبب التخلف قد اغلقت تسلل النور إلى العقل الذكوري العراقي لممارسة الضغط والعنف في تحجيم دور المرأة في بناء المجتمع.
في ارشيف الحزب الشيوعي السوفيتي , هناك رسائل بخط لينين , احدى تلك الرسائل تتعلق بقضية المرأة, يخاطب لينين رفاقه في القيادة والكادر المتقدم في الحزب البلشفي قبل الثورة قائلاً"هناك عدد من الرفاق في القيادة ومن الكادر منمكين في تثقيف رفاقهم حول المرأة ومساواتها مع الرجل . وعند عودتهم لبيوتهم بصرخون بوجه زوجاتهم ويقولون ..لماذا أنتٍ نتأخرة في إعداد الطعام؟ أو لماذا القميص غير مكوى, أو زر ذاك القميص مقطوع ؟ يقول لينين : لو حاولت حك طرف من جلد هؤلاء الرفاق بأظافرك تنبعث منه تحت جلد هؤلاء الرفاق .. رائحة كريهة .. أية رائحة هذه .. انها رائحة البرجوازية الحقيرة.؟
إذا كان لينين قاسياً لهذه الدرجة مع رفاقه , لأنهم لا يتعاملون مع زوجاتهم برقة ولطف .. ماذا كان سيقول: لو رأى رفيقاً في قيادته يستهين بالمرأة وينظر اليها بتهكم أو كأنها سلعة ليس إلا , وهذا ما نجده عند بعض القيادات ونظرته للمرأة في مطلع القرن الحادي والعشرين , فلنتعض ونعود لمراجعة توصيات قادة الاشتراكية العلمية حول اهمية المرأة في المجتمع .