الدور الطليعي للمرأة العراقية يتجسد بربطها النضال من اجل تحرير المرأة بالنضال من اجل تحرير الوطن



سعاد خيري
2005 / 8 / 27

دأبت الادارة الامريكية على وضع خيارات محددة امام البشرية لاتؤدي الا الى تنفيذ مخططاتها في الهيمنة على العالم. ومنها اما معها او ضدها وما يعنية من اتهام لمن ليس مع هيمنتها وارهابها، بالارهاب!! وما يؤدي اليه من فرض الاخضاع بمختلف الوسائل بما فيها الحرب. واسدلت الستار عن أي خيار اخر امام البشرية . فقد سبق للادارة الامريكية ان وضعت امام شعبنا : اما القبول بدكتاتورية صدام حسين بكل ارهابها وحروبها او القبول باحتلالها !! وجندت كل وسائل اعلامها وادواتها لاثبات عدم وجود أي بديل اخر وليس هناك سوى الخيار بين خندقين: اما مع صدام او مع امريكا. وبعد احتلالها للعراق تحت شعارات التحرير والديموقراطية وحقوق الانسان التي جسدتها بتهديم كل المعالم الحضارية للشعب العراقي وسيادة الهمجية بكل انواعها الارهابية واعادة العراق الى حياة القرون الوسطى من عادات وتقاليد الى حرمان من الكهرباء والماء الصالح للشرب، لتضع الخيار الثاني امام الشعب العراقي : اما القبول ببقاء قوات الاحتلال وهيمنتها على كل مقدرات الشعب وثرواته واما القبول بكل اشكال الارهاب التي اطلقتها. وجندت كل ادواتها بما فيها الارهاب الفكري فمن يطالب بانهاء الاحتلال فورا فهو مع الارهاب، يجب قمعه بكل الوسائل بما فيها الابادة الجسدية.
ان على حركة تحرير المرأة ان تكون يقظة تجاه اساليب قوات الاحتلال في اختراق وترويض جميع القوى والحركات الوطنية بما قدمته وتقدمه من مساعدات سخية وارشادات عن طريق خبراء دوليين ومحليين. ودعمها الخاص لمنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها المنظمات النسوية. وركبت وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندليزا رايس وزوجة بوش موجة تحرير المرأة العربية والعراقية لحرف وترويض حركة تحرير المرأة .
ان تقديم طلب مجموعة من ناشطات الحركة النسوية العراقية اليوم، من هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن باصدار قرارباعتبار قانون ادارة الدولة الذي وضعته ادارة الاحتلال مصدرا للدستور بدل مسودة الدستور هو تجسيد للخيار الذي وضعته قوات الاحتلال امام الشعب العراقي : اما حكم اسلامي او الاحتلال وجسدته بالخيار بين دستور اسلامي يرجع العراق الى القرون الوسطى او قانون ادارة الدولة مع بعض التحديث كما نص الطلب. والخيار بين الاثنين كمن يستجير من الرمضاء بالنار. فكلاهما ينطلقان من مصدر واحد وهومخططات قوات الاحتلال وضمان بقاء هيمنتها بواسطة ادواتها مجلس الحكم والحكومة الاسلامية الحالية.فاذا تضمنت مسودة الدستور الحالي سيادة الشريعة الاسلامية المناسبة لعالم ما قبل الف واربعمائة سنة ، وتقسيم العراق الى دويلات طائفية ، فقد ضمنت المادة 19 من قانون ادارة الدولة بقاء قوات الاحتلال واعتبار الجيش العراقي جزء منها، وتحت قيادتها.
ان هذا الخيار يتطابق تماما مع خيار رئيس الورزراء الجعفري ووزير خارجيته الزيباري من هيئة الامم ومجلس الامن لاصدار قرار باستمرار بقاء قوات الاحتلال لحماية الشعب العراقي من الارهاب، دون استشارة الرأي العام العراقي ولا حتى مجلسهم الوطني! دون ان تجرأ القوى السياسية حتى على ابسط اشكال النضال السلمي ضد هذا القرار وذلك بجمع تواقيع ملايين العراقيين المطالبة بجلاء قوات الاحتلال فورا وتقديمها الى الامم المتحدة ومجلس الامن ، بل اكتفوا بالاحتجاج الخجول في قاعة البرلمان !! وهل استشارت الناشطات في الحركة النسوية المنظمات النسوية دع عنك عموم نساء العراق لتطالب بمثل هذا القرار من هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن . ان مثل هذا القرار لا يخدم سوى قوات الاحتلال وتنفيذ جميع مخططاتها بالنسبة للشعب العراقي ولعموم البشرية من خلال طرح مثل هذه الخيارات واعداد الادوات التي تنبري لتنفيذه .
ان امام الشعب العراقي ولاسيما المرأة العراقية خيار واحد وهو النضال من اجل التحرر من قوات الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الذي لا يتعارض مع النضال من اجل دستور ديموقراطي حقيقي تضمن مادته الاولى:
حق الشعب العراقي في التحرر الفوري من الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي الموحد، الذي يضمن دستوره حقوق الانسان لجميع العراقيين ولاسيما حقوق المرأة والطفل وفقا لجميع القوانين والمواثيق الدولية ولاسيما ميثاق الغاء التمييز ضد المرأة وميثاق حقوق الطفل والغاء جميع القوانين التي تتناقض مع هذه القوانين والمواثيق الدولية.
ويزين واجهته اسم:
" الجمهورية العراقية المتحررة الديموقراطية ذات السيادة الكاملة على ارضها وسمائها وثرواتها"
على المنظمات النسوية عموما ولاسيما المنظمات المعروفة تاريخيا بربطها بين النضال بين تحرير الوطن وتحرير المرأة ، مثل رابطة المرأة العراقية ومنظمة حرية المرأة، تحفيز مختلف اشكال الكفاح من اجل ذلك بدءا من ابسطها : جمع التواقيع وتقديمها للامم المتحدة المطالبة بانهاء الاحتلال وتحرير المرأة وصولا الى ارقى اشكال الكفاح . وبذلك فقط ترسخ المرأة العراقية طليعيتها في الحركة الوطنية وفي المجتمع عموما. وهكذا فقط تنطلق طاقات شعبنا بنسائه ورجاله وجميع قومياته واديانه وطوائفه نحو بناء العراق المزدهر والمساهم في تحرير البشرية وبناء حضارتها.
سعاد خيري
26/8/2005