من أنت لأخوض معركة التنازلات لأجلك ؟ !



أماني أريس
2014 / 11 / 17

كم بات عدد الذكران في مجتمعنا ؟ لا أخاله عددا يستهان به ، ان الثلم الرجولي عاهة تظافرت العوامل في صنعها جعلت الذكر يشعر بفقدان جزء مهم من مقومات ذاته يحقق بموجبه التوازن الجبلي في نفسه قبل ان ينعكس بايجابيته على حياته وحياة غيره ، واكتملت المصيبة عندما حاول ترقيع مكان الثلم وملئه بجزء لا يتواءم ونسيجه الاصلي فانتج لنا مخلوقا هجينا انتقلت عدواه الى الجنس الانثوي ، ان هذا الوصف يحدد بدقة حال الكثير من ذكراننا اليوم عندما احسوا بذلك الثلم الرجولي فلم يجدوا سوى الانثى لمطالبتها بالنزول درجة من سلم الصنوف الحية حتى تعيد تلك المسافة المفقودة بين قوتها وقوتهم، مستغلين في ذلك عامل البنية المرفولوجية وتحريف الدين والاعراف ، وهاهو الواقع يضرب لنا امثلة بافصح بيان عن رجال باتوا يعرفون الانوثة تعريفا محرفا يتواءم وشخصيتهم الجديدة ، فتجد الواحد منهم لا يشعر بكمال رجولته الا في محضر امراة تتملقه وتبدي له انواع التذلل المازوخي امراة تصمت في حضرته ولا تدافع حتى عن حقها المهضوم من طرفه فضلا عن محاولتها تقويمه وتسديد رايه ان حاد كيف لا وقد تنمطت عقول الكثير من النساء وسلمن فعلا بان الجنة لن تكون الا من نصيب من حذفت من قاموس حياتها معنى الكرامة البشرية عن قناعة ورضى منها ثم سلمت بافضلية الجنس الخشن واصبحت لا تجد حرجا في التصريح بها وتعيب عن معارضاتها من بني جنسها ، ولم تتوقف عدوى العاهة الذكورية وتسلطها في زماننا عند حد النساء القابعات تحت رحمة الذكر المثلوم الرجولة فحسب انما تعدتها الى كل انثى يصادفها في حياته ، غاب عن هؤلاء ان الله تعالى عندما انزل آية الثأر التي لم تنسخ بناسخة انزلها قاعدة لكل مكلف من ذكر او انثى فكيف بات المثلوم اليوم يطالب أي انثى بالرضوخ لظلمه مهما فعل والا وصمها بفقدان الانوثة ! ثم كيف اصبح يرهن رد حق المراة في الدفاع عن نفسها بانعدام الحياء ! فلتعلم ايها الذكر المثلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تتشدق بالانتساب الى نهجه وقفت في محضره من تجادل في الخطاب القرآني وتحتج على وروده بالصيغة الذكرية تلكما ام سلمة رضي الله عنها وام عمارة الانصارية وابى الله الا ان يحقق رغبة عبدتيه الصالحتين ومنه كل النساء ويخصهن بالخطاب في آياته ، ولتعلم ان الانوثة في شقها المعنوي ارقى من ان تكون تلك الميوعة المبتذلة والمسكنة السخيفة وابداء الضعف من غير ضعف والتكلف في اظهار المثاليات من اجل ارضائك ولتعلم ان الرجل في غنى عن نزول المراة من درجة الحرية الى درجة العبودية حتى تشعر بانوثتها وبالتالي رجولتك ، واخيرا فلتعلم ان هذه المعاني من ميوعة وخضوع وتبعية وتقدير واحترام تتمثل في الانثى الحقيقية بعفوية متى ما وجدت نفسها امام رجل وان هذه الانثى ليست مستعدة لتستنضب حِلْمَهاَ وتستنزف كبرياءها في خوض معركة التنازلات من اجل ارضاء أي كان فلتنبه ايها المثلوم ان هذه الطاقة باهضة الثمن ولا تبذل جزافا ،
فشتان بين حسن الاخلاق وبين تكلف حسن الاخلاق وبين الانوثة وبين اغتيال الكرامة من اجل الحصول على صك اعتراف وشهادة تقدير منك ايها المثلوم .