المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي


جهاد علاونه
2014 / 11 / 20

عادت الحاجة أم عسجد من رحلة صيد طويلة تبحثُ فيها عن عروس عاقلة لولدها عسجد, وحين مرت من جانب منزلنا أقسمنا عليها يمينا أن تحدثنا عن العروس التي ذهبت لنقدها من كل الجوانب, جلست على المقعد المقابل لمقعدي وبدأت برواية القصة عن المرأة العاقلة, قالت: سبحان الله تصلي كل الأوقات وأمها من النوع الذي لها فم يأكل وليس لها فم يحكي, روت القصة بكل طلاقة لسان, عيناها خجولتان ومؤدبة جدا لا تسمع لها ركزا أو صوتا, طويلة القامة مؤدبة جدا وأمها منذ أكثر من 20عشرين سنة لم تخرج للشارع مطلقا وخالتها من يوم أن تزوجت لم تخرج من بيت زوجها إلا مرتين أو ثلاثة مرات وكان آخرها يوم توفاه الله حيث خرجت من بيتها إلى المسجد للصلاة عليها قبل الدفن, والله إنها من عائلة مستورة بالصلاة على النبي, ملتزمة الصمت ليس لها جارات وليس لها صديقات وكذلك تمنع كل بناتها من الخروج خارج المنزل إلا للضرورة القصوى وإذا همت إحدى بناتها بالخروج خارج المنزل لا تخرج إلا برفقة أبيها أو أخيها, لا تعرف من الدنيا إلا كلمة حاضر وماشي والحمدُ لله, تهتم بالطبخ وبالشطف وبالغسيل, وهي كما وُصفت لنا عاقلة جدا والعقل زينة البنات, ليست كبنات اليوم المجنونات والمصابات بهوس الخروج والتفسح خارج المنزل, تُصلي كل الأوقات وتتبع كل الأوامر ولا تسأل ولا تناقش في أمرٍ أوكلته أمها إليها , تذهب إلى المطبخ مثل الريح وتعود مثل الريح ولا تعرف الماكياج والأب يمنع كل بناته من وضع المناكير على أظافرهن, ومحتشمة جدا لم يسبق لعمها أو خالها وهم محرمون عليها أن رأوا شعر رأسها أو لونه , سبحان الله تربية سليمة وعاقلة وهذا ما أبحثُ عنه لولدي .

المرأة العاقلة في مجتمعنا العربي الإسلامي هي المرأة التي لا تفقه من أمور الدنيا أي شيء وهي التي لا تميز السبت من الأحد أو الخميس من الجمعة ,وهي التي لا تقرئ لنزار قباني أو لعمر بن أبي ربيعة, ولا تستمع للأغاني العاطفية ولا تشاهدُ الأفلامَ الرومنسية قليلة الكلام وكثيرة الاستماع , وهي التي لا تعرفُ من لغة الحب والغرام أي حرف وهي التي لا يفقه جسمها في الجنس أي لمسة عاطفية والتي لا يعرف جسدها لغة الجنس والتي لم يعرق جبينها يوما من نظرة رومنسية والتي لم تكتب طوال حياتها رسالة غرامية والتي بعمرها ما تحدثت مع رجلٍ في الطريق العام والتي يجب أن يكون زوجها أول رجلٍ وآخر رجلٍ في حياتها ولا تعرف ما معنى الصداقة أو الزمالة والتي ترفض خلع حجابها وهو رمز عفتها وشرفها, المرأة العاقلة في مجتمعنا الإسلامي هي المرأة التي تجلس بصمت ولا تفتح فمها إلا عندما تريد أن تأكل أو تشرب وما عدى ذلك عيب وخجل كبير, وتجلس عاقلة دون أن تضحك بصوتٍ عالٍ وإلا اعتبروها الناس عاهرة وقحبة من الدرجة الأولى فالضحك يجب أن يكون بصمتٍ شديد وأن لا يخرج من فمها أصوات تثير شهية الرجل الجنسية, والمرأة العاقلة عاقلة جدا حين تعمل في البيت بصمت وتطيع إخوتها الذكور وتلبي لهم كل احتياجاتهم من مأكل ومشرب وملبس وعدى ذلك تعتبر امرأة أو بنت ناشز جدا يقرف منها الناس وتصبح فرصتها في الحصول على زوج ضئيلة جدا, المرأة العاقلة هي المرأة المسلمة الضعيفة الشخصية, امرأة عاقلة لا تعرف من الحياة أي شيء ما عدى الطبخ والنفخ والكنس وغسل أطباق الطعام, امرأة عاقلة جدا ليس كمثلها امرأة يضرب فيها الناس المثل في الذل والخنوع والصمت وقلة الحركة وقلّة العقل, امرأة يحترمها الجميع في البيت كلما كانت جاهلة في أمور الدنيا لأنها إذا أصبحت مثقفة تصبح خطيرة جدا على البيت وعلى نفسها وعلى أهلها والجيران, امرأة غبية بكل المواصفات والمقاييس ولا يتعدى كلامها الجملة الواحدة أو الجملتين, امرأة صامتة لا تُثرثر في البيت لأن الثرثرة للبنت عيب كبير, امرأة غبية جدا تكون محترمة جدا أما المثقفة فإنهم يعتبرونها قوية, والمرأة القوية في عرفنا وعاداتنا وتقاليدنا مكروهة جدا من قِبل كل الناس وكم استمعت من نساء الحارة والأقارب وهم يبحثون عن عروس, فحين يقيمونها في النهاية بأنها قوية تصبح مرفوضة كزوجة لأبنهم فالمرأة القوية تجلب المتاعب لنفسها ولأهلها, والأم في مجتمعنا العربي الإسلامي إذا أحست أن ابنتها قوية وعنيدة تسبها وتشتمها وتحاول أن تحد من قوتها لأن الرجل في المستقبل القريب لن يرغب فيها كزوجة إذا سمع عنها بأنها قوية وعنيدة, وكم من امرأة طلقها زوجها بسبب قوتها, المرأة القوية هنا يشبهونها بالحصان, كمسبة ولعنة وليس كإحترامٍ لها, فالمرأة القوية يقولون عنها بأنها(حصان) أي ذكر, المرأة القوية يشبهونها بالذكر وهذا عيب كبير عليها وعار يلحق بها طوال العمر, وهذا معناه أن المرأة القوية ليست عاقلة فالعاقلة يجب أن تكون ضعيفة جدا,امرأة ليست مستشارة قانونية واجتماعية في البيت فالمرأة التي يستشيرها زوجها في البيت تنتشر سمعتها السيئة عند كل الأهل والأقرباء ذلك أن المرأة العاقلة هي المرأة المؤدبة التي لا تتدخل في شئون العلاقات الأسرية فهذه الأمور من اختصاص الزوج أولا وأخيرا وإن غاب الزوج يصير أمرها إلى ولي الأمر الذكر, امرأة لا تغضب زوجها إذا ما أمرها ورفضت أوامره, امرأة يأمرها أهلها أن تكون عاقلة تجلس في البيت ولا تتحرك منه ولا تخرج منه إلا بإذن زوجها, تلتزم بقواعد المرور ولا تخالف الذكور ممن يحيطون بها, امرأة حركتها محسوبة عليها خطوة بخطوة, امرأة عاقلة جدا ومؤدبة جدا ومحترمة جدا لا تثير الشبهات ولا تثير الحاسة الجنسية عند الرجال وعليها بستر جسدها من أعلى إلى أسفل لكي لا تصبح فتنة ومن هذه الناحية الرجل غير ملوم إذا نظر إليها باشتهاء كبير فالرجل غير مسئول عن نزواته الجنسية ولا يستطيع أن يكبح جماح نفسه ولا يستطيع السيطرة على عضوه الذكوى, رجلٌ لا يقدر أن يسيطر على عضوه الذكوري إذا ما رأى سيقان امرأة متدلية أمامه أو إذا ما رأى الرمانتين وهن يتدليان من منتصف الصدر, رجل ضعيف الشخصية وعلى المرأة أن تلتزم هي بالحشمة وبالوقار لكي يلتزم الرجل بحشمته ووقاره علما أن الرجل مطلوب منه السيطرة على نفسه والمرأة مطلوب منها أن يظهر جمالها وأن تكشف عن صدرها وشعر رأسها لأن هذا الجمال خلقه الله للزينة وليس من أجل أن نخفيه خلف الأقمشة والأبواب والجدران العازلة للصوت.

اجلسي يا امرأة عاقلة, لا تكوني مجنونة, إياك وعدم إطاعة الزوج, فطاعة الزوج هي من طاعة الله ورسوله, وحتى إن ضربك زوجك إياك وأن تغضبي منه فهكذا أمره رسول الله, كوني عاقلة, لا تتحركي مطلقا, لا ترفعي صوتك, لا تجعلي الناسَ يرون جمالك الأخاذ, فهذا الجمال لزوجك فقط لا غير, وزوجك إن عشق عليك امرأة أخرى فهذا حق طبيعي له, كوني عاقلة ولا تتركي البيت لمجرد أنه تزوج عليك, حتى لو تزوج عليك بامرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة, فالله أعطاه هذا الحق وعليك أن تكوني عاقلة جدا ووديعة مثل الحمامة أو مثل القطة الأليفة, أنت لا يجوز لك أن تنظري لرجل غير زوجك لأن ذلك حرام, كوني عاقلة أمام زوجك في البيت وإياك من أن تكثري بالكلام, لا تفتحي فمك ولا تخرجي من بيته إلا بإذنه حتى وإن مات أبوك أو أخوك أو حتى لو حصلت هزة أرضية.

هذه هي صورة المرأة العاقلة في مجتمعنا العربي الإسلامي, فالمرأة العاقلة هي المرأة الخانعة والغبية والتي لا تظهر ذكاءها ولا تناقش ولا تجادل, امرأة لا تعرف من الدنيا إلا جملة: أكل شرب نام نُكح, مجتمعٌ يرى بأن المرأة لم يخلقها الله إلا من أجل متعة الرجل وحتى إن نظر زوجها إلى امرأة أخرى وارتكب جريمة الخيانة الزوجية فإنه أمر طبيعي وعلى المرأة العاقلة أن لا تقلد الرجل فأخطاء الرجل الجنسية لا تستدعي الإصلاح ولا يمكن إصلاحها أما أخطاء المرأة الجنسية فإنها أخطاء لا يمكن أصلاحها بتاتا ولا يُسمح لها ببدء صفحة جديدة مع زوجها, امرأة عاقلة جدا ومؤدبة جدا ومحترمة جدا , تحافظ على بكارتها من الخدش حتى لو بلغت من العمر ستون عاما ومن دون أن تتزوج, فحتى لو بلغت هذا السن فعلى المرأة العاقلة أن لا تتلذذ بالجنس مطلقا, والمرأة التي تفكر بمخالفة كل قواعد الدين والعشائرية والقبلية الهمجية الكل يصرخ فيها بجملة:كوني عاقلة, صيري عاقلة,عودي لعقلك, امرأة عاقلة مطلوب منها أن ترحم كل الرجال وأنا لا ترحم نفسها , امرأة عاقله شرفها بين فخذيها وليس في عقلها وتصرفاتها, أما الرجل فالمرأة العاقلة هي شرفه بين الرجال حتى وإن مارس الاغتصاب وحتى وإن زنا أو إن اشترى الجنس بنقوده من العاهرات فالمطلوب منه أن يحافظ على شرفه من خلال منع أخته أو زوجته من ممارسة الجنس, هذه هي المرأة العاقلة وغير ذلك تصبح امرأة مجنونة.