مكافحة العنف ضد المرأه له يوم عالمي



سناء بدري
2014 / 11 / 30

قبل ايام في ال25 من هذا الشهر مر علينا اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأه والذي كنت امنى النفس ان تنشط الكاتبات والكتاب في ذكر اهمية هذا اليوم الذي خصص للتذكير باهمية مكافحة كل اشكال العنف الممارس ضد المرأه العربيه بشكل خاص والنساء بشكل عام في شتى بقاع الارض. لكن مع الاسف مقال هنا او هناك وبعض الفعاليات لم تغني عن اهمية هذا اليوم .
قناعتي هو ان هذا اليوم لم ولن يحدث فرقا في مجتمعاتنا التي تتجه الى التصحر والانغلاق والتدين والارهاب لان المرأه في ظل وجود هكذا مناخات لن تحرر ولن تنال حقوقها والعنف الممارس ضدها مع الاسف يزداد ولا ينقص. ورغم كل ذلك على المرأه متابعة نضالها وتمردها على القيم الباليه والافكار والعادات التي جيرت لصالح الرجل ولم تنصفها.
في ظل انتشار المجموعات الارهابيه المتمثله بداعش واخواتها فالمرأه لها النصيب الاكبر من الاقصاء والتحجيب والاغتصاب والسبي والبيع وصولا الى القتل بدواعى المحافظه على العفه والشرف.
قبل ايام انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب مقاطع من محاسبة ورجم امرأه بأدعاء ممارسة الزنا.
الاب يرفض مسامحة ابنته ومجموعه من الرجال الدواعش وكلاء الله على الارض يحاكمون ويصدرون الاحكام باسم الله على هذه المرأه الزانيه والتي استشف من كلامها ان الرجل والرجال هم اسباب سقوطها بالخطيئه ومع ذلك تحاكم المرأه وان الله عندما يتم رجمها وموتها سيلقاها ويسامحها ويخفر لها.
اذا كان الله يغفر ويسامح لماذا لا يغفر الرجل ويسامح ايضا وهل سلطته اعلى من سلطة الله. هذا اذا كان حقا هناك ما يستدعي المسامحه.
من الذي يقرر وقوع فعل الزنه وحتى اذا وقع فعلا من الذي اعطى الرجل سلطه باتخاذ القرارات واصدار الاحكام.
هذا المجتمع الذكوري المتزمت الذي يسيطر ويسير ايقاعه رجال الدين والاحكام الشرعيه لازال يعيش ما قبل 1400 عام متناسيا اننا في القرن الواحد والعشرين وان قوانين حقوق الانسان هي التي تسري لا قوانين الدين والعادات والتقاليد والمجتمعات البدائيه.
اكثر من 700 مليون من نساء الارض هم من تزوجوا دون السن القانوني أي ال18 من العمر وربعهم من عالمنا الاسلامي.
لازال هناك رجال دين وشيوخ يطالبون بزواج الفتيات من سن التاسعه وحتى اقل ولا يخجلون بل يفندون ادعأتهم دينيا وشرعا بفتاوي.
زواج الاكراه والقاصرات يمارس بشكل وقح وعلني تحت انظار النخب الحاكمه دون حساب او محاسبه لا بل هناك دعما لذلك.
القتل تحت مسميات الشرف والعفه يمارس بوحشيه وهناك ازدياد في كثير من المناطق نتيجة الفوضى والاوضاع السياسيه الغير مستقره في الكثير من بلادنا ومجتمعاتنا .حتى اذا اعتقل الجناه من الذكور الاقارب الاباء والاخوه والازواج ينالوا احكاما مخففه لجرائمهم وافعالهم. رغم ثبوت ان الكثير من النساء الذين قتلوا كانوا عذارى او بلا اخطاء و كانت اسباب القتل اخفاء جرائم اكبر وافعال مشينه مارسها هؤلاء الذكوربحق النساء و قتلهم كان مدارة واخفاء لجرائمهم ومع ذلك القوانين والاحكام المخففه في بلادنا تخدم هذه الفئه من المجرمين.
لازالت جرائم ختان النساء تمارس في مناطق عديده رغم الحظر القانوني .
كل القوانين الحقوقيه التي سنت من اجل المرأه وحقوقها تنتهك وهي اصلا موجوده فقط على الاوراق ولا تنفذ واذا اخترقت من الرجال فلها غطاء ديني شرعي وفتاوي تفندها وتكون في صالح الذكور.
قبل ايام في مقابله مع الممثله المصريه الشهيره يسرا من خلال مهرجان القاهره السينمائي والذي ترأسته ادعت ان مصر ليست مجتمع ذكوري كما يشاع بدليل ترأسها مهرجان القاهره الدولي.
يا سيدتي الجميله ترأس مهرجان او وجود امرأه هنا او هناك في منصب رسمي لا يعني ان مصر اليوم مجتمع ليس ذكوري...الطلاق لا زال في يد الرجال ,العنف الاسري للنساء والفتيات لازال قائم,ختان الاناث موجود,القتل على خلفية الشرف يمارس,زواج الاكراه وحتى مع الاسف تصدير الفتيات الصغيرات وبيعهم لحم رخيص لدول الخليج قائم...كم هو عدد الوزيرات والمناصب الرفيعه للمرأه مقارنة بالرجال,هل اصبحت اليوم الامرأه المصريه تقوم بالامامه ,ما هي نسبة التعليم للفتيات وما وما وما.
ان مصر اليوم اذا ما قورنت بما قبل 60 عام سنجد ان وضعها كان افضل بكثر, فمع موجة الاسلام السياسي لامكان لمساواة وحرية المرأه.
لقد حجب عقل الملاين اليوم قبل حجاب رؤوسها .
لقد اتحفنا هذه الايام زعيم العالم الاسلامي المتمدن اردوغان التركي بافكاره عن انه لا يمكن ان تتساوى المرأه مع الرجل لان الله والطبيعه اعطت الرجل الافضليه.فالمرأه لاتستطيع القيام بالكثيرمن المهام مما يقوم به الرجال على حد زعمه كما وان الانجاب والامومه ووظيفتها كزوجه يحتمان عليها ومن الافضل ان تبقى بالمنزل وان العواطف والاحاسيس الانثويه تطغى عليها ولربما حتى على ابداعها وكثير من الخزعبلات تفوه بها.
من هنا يا سيد اردوغان ويا رجل يا انسان ان ما تتحمله المرأه من حمل وانجاب وامومه وعواطف واحاسيس هي ميزه لصالحها و يجب ان تكون فيها الافضليه للنساء لا للرجال فانا لا اعتقد ان الرجال تتحمل مسؤوليه اكبر من مسؤولية واهبة الحياه المرأه كما وان الالام الولاده وما بعدها هي فوق الالام كل الرجال الذين بالاصل في هذه العمليه دورهم ثانوي غير بطولي.
تقارير هيئة الامم المتحده تشير بأنه بحلول عام 2094 أي بعد 80 عام ستكون المساواه بين الرجل والمرأه تامه وكامله وعادله.
مع كل احترامي وتقديري وامتناني لمثل هذه الدراسات والاحصائات فانا بكل تأكيد رغم عدم وجودي في هذا العام أي بعد 80 سنه اسمحوا لي ان استثني عالمنا العربي والاسلامي من هذه الفكره الخياليه لانه طالما ان الدين هو الذي يحكم فلا مساواه ولا حقوق ولا انصاف ولا عداله للمرأه العربيه.

ايها الرجل لا ادري لماذا يجب علي ان اطالب بحقوقي ومساواتي معك رغم اني نصفك الاخر. ولماذا علي المطالبه بان تكون شهادتي موازية لشهادتك لا نصفها او ربعها ولماذا تصفني بالعوره ولماذا يقطع حضوري عليك صلاتك. ولماذا ولماذا ولماذا.
هذه عينات ونماذج من مئات الاسئله التي لا اجد لها اجوبة مقنعه ومنطقيه معقوله تداري بها نفسك وعجزك من مذلتي واهانتي وتحقيري وعبوديتي واستغلالي وقهري واغتصابي وصولا الى قتلي.
ذكوريتك لا تكتمل دون انوثتي مثلما لا تكتمل انوثتي دون ذكريتك ومعا نشكل دورة الحياه فنحن معا نكمل مسيرة الوجود.
لا اريد منك ان تمشي ورائي ولا ان تمشي امامي فانا لست بقطيع ولا جاريه ولا تابع انا الشريك فعلينا ان نسير معا جنب الى جنب ويدا بيد لنقصر المسافات ونصل الى اهداف وغايات سعادتنا والمحافظه على بقائنا وبقاء ذريتنا بعيدا عن الاستغلال والانا والانت لا بل نحن ونحن سويا