النساء والرجال والذكر والأنثى



محمد فادي الحفار
2014 / 12 / 16


لو تبحرت معي أخي القارئ الكريم بمعنى كلمة "نساء" ومن أنها تخاطب الجنسين بناء على جذرها ( ن س و ) لأختلف معك الفهم القرآني من السماء الى الأرض ولأدركت فعلا أنه كتاب لكل زمان ومكان
فكلمة نساء تعود على الجنسين لأن القرآن لكريم لا يخاطب جنس بمعزل عن الأخر فيفصل بيننا بعنصرية وكما نفعل نحن ببعضنا الاخر وهو الكتاب الذي جاء ليقول لنا بـأننا جميعنا من نفس واحدة....
ومازلت ألح على ضرورة فهمنا لمعنى كلمة "نساء" في القرآن الكريم ليستقيم الشرح والمعنى فأقول:

أولاً- النساء
---------------
::::: النســـــــاء :::::

إن الفعل الثّلاثي لكلمة نساء هو (ن س و ) ....
والنسو من النسيان
ومن ينسا فهو لا عهد له و يفتقد للصدق لانه ينسى العهده
وكلمة نساء تفيد الجنسين في كل مواقع القرآن الكريم وليست حكرا على جنس دون الأخر وكما شرحها وفسرها لنا السلف لأن النسيان ونكران العهود موجود عند الجنسين والذين أحب أن أطلق عليهم المصطلحات القرآنية التي أراها صحيحة من ( إنس ... إنسيا ) ....
واما النساء ومن جذرها ( ن س و ) فسأدرج التالية الكريمة التي تقول:

((( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون )))

((( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون )))

إذن
فإن الذين نسوا ذكر ربهم هم المبلسون والفاسقون لأنهم لا عهد لهم

وقد يقول لي أحدهم هنا بأن النساء في تالية مريم جاءت تؤكد على خاصية كلمة النساء في جنس واحد و بحيث تقول
((( واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )))

أي أن هذه التالية الكريمة تنسف مقولتي عن فسق النساء لأن المولى تبارك وتعالى فضل مريم ( الإنسيا ) على نساء العالمين مما يؤكد بأن النساء ليسو فاسقين وبأن كلمة نساء خاصة بجنس دون سواه وهم النساء!!

فأقول له بدوري على رسلك يا صاحبي
فمريم حقا سيدة نساء العالمين
اي انها سيدة من نسا وهي أفضلهم في قربها للرجال
فهي على أعلى مرتبة في نساء الأرض جميعهم وأدنى مرتبة في الرجال
وسبب كونها من النساء هو أنها نسيت عهدها مع المولى وضاع منها إيمانها بربها ومن أنه منقذها من أي موقف عندما قالت:
((( فاجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا )))

فهي بنفسها تمنت ان تكون نسيا منسيا
وكونها صديقة وصاحبة عهد ( ولو لم يكتمل عهدها ) فقد أصبحت سيدة للنساء
ولو كانت كلمت نساء خاصة بجنس دون الأخر لقلت لك بأنك أنت أفضل من مريم, او أي رجل ( على إعتبار أن الرجل ذكر ) سيكون أفضل من مريم لأنها أنثى وهو ذكر ولأن الرجال قوامون على النساء أليس كذلك؟
ولكن
ولو أدركت قولي هنا بأن النساء مصطلح قرآني يطلق على كل الناسِ الذي نسي ذكر ربه لأدركت أن مريم أفضل من الكثيرين على سطح الأرض من النساء ( الجنسين ) وبحيث تكون أفضل مني ومنك لأن الرجال قليلون جدا بينما النساء كثيرون
وهنا يعجبني الإستشهاد بحديث أن أكثر أهل جهنم من النساء لأني أرى بأن الأرض هي جهنم وبأن كل سكانها من النساء تقريبا
وعليه نقول التالي

النساء هم كل من نسي عهده ونسي ربه فأنسه نفسه ... وهم من الجنسين من كل بد لأن كلمة نساء صفة موجودة في الجنسين

والآن
دعونا ننتقل لمصطلح أخر مهم جدا ونقول:

ثانيا: الذكر
---------------

((( اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون )))

نلاحظ هنا أن الذكر يأتي على الرجال فقط لقوله ( على رجال منكم ) ...
أي أنه و حتى الرجال ليسو بالضرورة من الذكور لأن الذكورة مرتبتا تأتي على بعض الرجال وليس كل الرجال لقوله ( رجل منكم ) ..
فهو يخاطب هنا مجموعة من الرجال الموجودين فعلا وبأن الذكر قد جاء لواحد منهم وليس لهك جميعا...
وعليه
من هو الذكر؟
دعونا نرى

((( قالوا تالله تفتا تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين )))

هنا نرى بأن يعقوب يذكر يوسف ( يجعله الذكر ) ويفضله على باقي إخوته بالمنزلة ويقول فيه دائما أفضل الكلام لدرجة أن باقي الأخوة اتهمو اباهم بأنه سيكون محرضا لهم على أخيهم يوسف فيحقدو عليه....
فالذكورة هنا هي رؤيا يعقوب واقتناعه التام بأن القائد للقوم من بعده ( الذكر القائد ) هو يوسف لأنه اصلحهم لدور القيادة وبحيث كان يصرح في كل مناسبة أن يوسف هو الأفضل والأكثر حكمة ( من خلال إهتمهم الشديد بيوسف ) مما سبب الغيرة عند الجميع..
اذن
فالذكر هو قائد الجماعة أو سيد القوم ,
ولا بد لهذا الذكر أن يكون رجل ( متصف بصفات الرجولة ) حتى تأتيه مرتبت الذكورة ويصبح ذكر

وعليه
ماهي الرجولة ومعناها وصفاتها؟

ثالثا : الرجال
---------------

((( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )))

هنا نرى بأنه وحتى المؤمنين ليسو جميعهم رجال لقوله ( من المؤمنين ) ...
أي انه ليس كل المؤمنين رجال ...
وهؤلاء المؤمنين من الرجال قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووما يؤكد منطقيا هنا بأنه ليس من الضروري أن يصدق كل المؤمنين عهدهم مع الله لأن صدق العهد والأخذ به بكل قوة محصورا بالمؤمنين الرجال....

((( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار )))

ومن بعض صفات هؤلاء الرجال أنه لا تلهيم تجارة أو بيع عن ذكر الله ( كما ذكر يعقوب يوسف ) وبحيث أنهم يعلقون كل شيئ على الله ويجعلونه ( ذكرهم ) وقائدهم في كل شيئ .....

((( وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجالا يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون )))

((( واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق )))

والآن
لقد أوردت أعلاه تاليتين من القرآن الكريم جاء فيهم كلمة ( رجالاً ) بنفس الصياغة واللفظ والخط وكحالة استباقية مني لمن يريد اللغو في معنى الرجال لكي لا نضيع وقتنا ووقت القارئ الكريم
وعليه
سأسئل هنا سؤال يقول
هل الحج المعروف حاليا خاص بجنس دون الأخر لقوله ( رجالا ) ودون يأتي على ذكر النساء؟
وهل الرجال هم المرتجلون هنا وبحيث لا يقول لي أحدهم بأن الرجالا تعني من يسير على قدميه فتكون فريضة الحج للجنسين؟
وهل الذي على الأعراف هم رجالا على ارجلهم أيضا؟؟

دعونا نرى

((( واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق )))

وشرح هذه التالية الكريمة بالنسبة لي هي أن ادعو الناس الى الحج ليأتيني كل رجل صاحب موقف وحجة ليقف معي في موقف الحج العظيم

فكلمة الحج تعود بجذرها الثلاثي للجذر ( ح ج ج ) وبحيث تأتي بمعنى دحض أفكار من يخلفنا الرآي بالحجة والبرهان وكما هو واضح لنا في قوله تبارك وتعالى عن قصة إبراهيم ( ص ) التالي:

((( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين )))

فالحج هنا واضح تمام ومن أنه من المحاججة العقلانية وبحيث نرى أن الذي حاج إبراهيم في ربه كان يحاججه بالرآي والفكر ويحاول أن يثبت لإبراهيم عدم وجود هذا الإله
ونعلم أيضا بأن إبراهيم هو من تفوق بحجته وفرض على خصمه الحجة بالمنطق السليم والبرهان القاطع وعندما قال له ( فان الله بأتي بالشمس من المشرق فات بها أنت من المغرب إن كنت تدعي أنك أنت الله ) ...
وعليه
فهل نستطيع أن نقول هنا بأن الحج القرآني يقصد به محاجتنا لمخالفينا بالرآي بالمنطق والحجة والبرهان لنقيم عليهم الحجة؟
أقول لكم نعم
فالحجة القرآنية وكما هو واضح وضوح الشمس عبارة عن محاججة فكرية تكون فيها الغلبة لصاحب الحجة والمنطق والبرهان , وليس هناك حج وحجة لحجاج بيت الله ( ممن يريدون اثبات وجود الله ) حجة غيرها و كما سيتضح لكم في بحثي هذا وما يليه من أبحاث

((( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار )))

((( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )))

اذن
فإن الرجال هم اصحاب الحجة القوية والمواقف الثابته المبدئية التي لا يتراجعون عنها وعن إيمانهم بها
وهم من الذين لاتلهيهم تجارة او بيع عن ذكر الله لأن قائدهم هو الله وهو ولي أمرهم..
وهم من الجنسين من كل بد
ويشترط فيهم الإيمان
والعكس ليس صحيح , فليس كل مؤمن رجلا ...
وعلى حين يشترط في الرجل أن يكون مؤمن؟؟
وعليه نقول:
الذكورة ليست لكل الرجال وإنما لبعض الرجال,
فالذكر لابد له أن يكون رجلا ( صاحب عهد ) وعلى حين أنه ليس من الضرورة أن يكون كل الرجال ذكورا لوجود رجالا ليسو بذكور...
والرجل ليس جنس محدد دون الأخر وإنما هم كل صاحب موقف صادق في عهده مع الله لأن الرجال من الجنسين...
اذن
فالموضوع تصاعدي من كل بد في المراتب
وأدناهم مرتبة هو المؤمن
ومن ثم يصبح بعض هؤلاء المؤمنين رجالا
وأخيرا
يصبح أحد هؤلاء الرجال ذكرا

وعليه فإني أقول بأنه لا يوجد شيئ اسمه ذكر وأنثى أو رجل ومرآة وبمعنى الفصل بين الجنسين في القرآن الكريم..
فالمصطلح الصحيح لجنسينا هوا ( إنس و إنسية ) ..
فالرجل مصطلح يطلق على الجنسين لأن الرجولة موقف ...
والمرآة أيصاً مصطلح يطلق على الجنسين لأنها عاكسة للصورة..
فقد تكون حبيبتي هي المشهورة والمعروفة بمواقفها بين الناس فتكون هي الرجل و أكون أنا مرآت لها..
وقد أكون أنا المشهور والمعروف بمواقفي بين الناس فأكون أنا الرجل و
تكون هي مرآت لي تعكس شخصيتي وصدقي من كذبي.
وأما الأنثى فهي مصطلح قرآني يطلق على النفس الإنسانية الواحدة.
فالأنثى هي النفس الإنسانية الواحدة.
فأنا أنثى وحبيبتي أنثى.. فإما أنثى رجل و أما أنثى مرآت
وأما الذكر فهوا قائد المجموعة ( النبي والرسول ) أو الملهم الذي يلهم الشعوب بأفكاره ويحررها من الطاغوت والعبودية...
وعندما يأتي الذكر فله مثل حظ الأنثيين
أي أن حظ الرسول عندما يأتي هوا كحظ الأنثيين من ( إنس و أنسية ) وبأن يؤمنوا به فيؤمن المجتمع ( لان المجتمع عبارة عن زوج ) فتصلح الإنسانية كلها.

فأنا رجل و حبيبتي رجل.. إن كنا أصحاب موافق
و أنا مرآت و حبيبتي مرآت.. عندما نعكس شخصية بعضنا
و أنا أنثى و حبيبتي أنثى لأن النفس الواحدة أنثى.
وأنا إنسي وهي إنسيه لأننا معا من عالم الناسيان.
وأما الذكر فإنه من عالم الذكر , فهوا واحد ونحن الإثنان في واحد , ولهذا فإن له حظنا نحن اللإثنان لأنه سيهدينا الى عالم الذكر و الملاء الأعلى ودار السلام.

ومن كان يشكك في مقالتي اعلاه وما معي من علم بالقرآن الكريم أقول:

((( فلما وضعتها قالت رب اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )))

لحظوا هنا بأنها تقول بأنها وضعتها أنثى , ثم يقول المولى بأن الله أعلم بما وضعت !!..
فكيف يكون الله أعلم بما وضعت مع أن أم مريم كانت تعلم وتؤكد بان الموضوع انثى؟!!
الجواب بسيط جدا
فالأنثى في القرآن الكريم مصطلح يطلق على الحنسين ( النفس الواحدة ) وكما ذكرت أعلاه...
فهي تقول بانها قد وضعت مولود أدمي والذي هوا مصطلح النفس الواحدة القرآني ( انثى ) . ولا يعلم احدا ماذا سيكون هذا الأنثى في المستقبل الا الله..
فهذا الأنثى الموضوع ( المولود ) قد يصبح ذكرا وذاكرا لله وبغض النظر عن جنسه إنس كان أم أنسيا
قهي قد وضعت أنثى فعلا لأن أي مولد جديد من الجنسين هوا أنثى..
وقد يصبح هذا المولد الانثى في المستقبل رسولا ونبيا فيكون حينها ذكرا بما معه من علم قد جائه من عالم الذكر

::: الأربي و الرابيا و ترابهما :::
والأن
كيف سنفرق حينها بين باقي المخلوقات و أجناسها؟
فاذا كان مصطلح أنس و أنسيا هوا المصطلح القرآني الذي يفرق بين جنسي الإنسان لأنهما من النسيان فكيف سنفرق بالقول بين جنسي الحيوان او النبات وبغير وجود مصطلح الذكر و الأنثى والذي يوضح لنا الفارق بين الاجناس بلغتنا؟
ماذا سنقول عن الثور مثلا غير مصطلح الذكر و عن البقرة غير مصطلح الأنثى؟
وما هوا المصطلح القرآني البديل والذي يفيد الفارق بين الجنسين في جميع المخلوقات غير الإنسان؟

وعليه أقول:

إن المصطلح القرآني الذي يحدد الجنس يين جميع المخلوقات هوا ( أربى و رابيا ) ..
فالبقرة مثلا هي الأربى لأنها تربي في أحشائها الرابيا الذي يربوا فيها كونها تحمل الرحم...
ويكون الثور هوا الرابي الذي يربوا في الأربى لأنه قد وقع عليه فعل الرباية في رحم الأربى ولأنه لا رحم له..
وكلاهما ( الأربى و الرابيا ) من الجذر الثلاثي ( ر ب ب ) مما يجعلهما رب مربي وربيب يربوا..

وأما الرابيا فهوا من يأتي مع السيل لقوله:

((( انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال )))

فالسيل هنا قد احتمل معه زبدا رابيا....
والزبد هنا كماء الرجل وكيف أنه سيذهب كله جفاء ويبقى منه رابيا واحدا فقط ( حيوانا منوي واحد ) هوا من سيمكث في الارض ليذهب الباقي جفاء...
وهذا السيل يسري في الارض فيربوا بها وتكون الأرض هي الأربى التي يربوا فيها وعليها الرابيا.

فالأربى فهي من يربوا الرابي في أحشائها فتصبح ربوة يربوا فيها الرابيا

((( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون امة هي اربى من امة انما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون )))

فالتي تنقض غزلها بيدها لن تصبح الأمة الأربى
و الأربى هي من يربوا ضمنها الرابي

و الأربى و الرابيا من الأناث معا ( الأنثيين ) الأن الأنثى مخلوق يحمل ضمنه مخلوق..
فالرابي يحمل ضمنه رابيا ( حيوانا منويا ) مما يجعله أنثى حاملا
و الأربى أيضا تحمل ضمنها أربى ( بويضة ) مما يجعلها أنثى حاملا

و الأربى و الرابيا من المصطلحات القرأنية التي تعود بجذرها الثلاثي الى الجذر ( ر ب ب ) ...
فنحن كأربى و رابيا قد جئنا عن ( الرب ) تبارك وتعالى لأنه هوا من يربي كل شيئ ويجعله يربوا ( يربي الصدقات )....

وهذا هوا حالنا الدنيوي ومن أننا مطالبون بدورنا بأن نكون ربانين كربنا وبحيث نربي كل شيئ حولنا من مخلوقات لتصبح الأرض كلها رابية..

والان
وعودة منا الى تالية عيسى ابن مريم والتي تقول:

((( ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )))

فلو كان التراب الأنساني القرآني هوا ما ذهب إليه السلفين واللغوين الاعراب في شرحهم لمعنى التراب ومن أنه تراب الارض فقط لكانت هذه التالية الكريمة أعلاه مسارا للجدل وربما للسخرية أيضا اليس كذلك؟
فعيسى لم يخلق من تراب الارض و أنما خلق في رحم أمه مريم وهذا واضح للجميع...
فكيف يقول اذن بأن مثل عيسى كمثل أدم؟
ولكن
ولو أدركنا يأن التراب عبارة عن مصطلح قرأني يفيد الإجتماع بين رابيين لأختلف الامر معنا تماما....
فالتراب القرأني تعني الاجتماع...
وتراب الأرض واجتماعها شيئ , و ترابنا نحن الانسان واجتماعنا شيئ أخر تماما , وحتى وإن كان ترابنا واجتماعنا الثاني ناتج عن تراب الأرض واجتماعها الأول..
فالارض أيضا قد مرت في مرحلة الترابا ( لاجتماع ) لأن حالها الأول كان عبارة عن اختلاط و اجتماع بين رابيين
فهي قد أجتمعت بماء السماء فربى فيها وعليها كل المخلوقات ومن بينهم الإنسان..

((( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون )))

فالارض كانت ميتة ( وهذا هوا اسمها "الارض الميتة" ) قبل أن يخالطها ماء السماء و تترابا معه ( تجتمع معه ) فتصبح الارض حية وفي حالة ترابٍ دائما ( اجتماع دائم ) لأنها في حالت اجتماع دائما مع ماء السماء الذي توضع عليها بشكل دائما وبحيث أصبج يشكل معها دورة كاملة للحياة على الارض والتي لاخروج له عن محيطها ( دورة الماء وتبخرها ودون خروج الماء من الغلاف الجوي وبعدما أختلط مع الارض الميته في فجر التكوين ).....
إذن
فعندما خالط ماء السماء الارض الميته و ترابا معها ( إجتمع معها ) أصبحت الأرض حية ودبت فيها دورت الجياة..

((( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون )))

((( ومن اياته انك ترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير )))

اذن
فالارض وقبل أن يخالطها ماء السماء كان اسمها ( ارض ميته ) ...
وبعد أن خالطها ماء السماء ( ترابا معها ) اصبجت حية ...
اي انها وقبل أن ينزل عليها ماء لسماء ويترابا معها كانت ميتة و خاشعة ثم أهتزت وربت بفضل الترابا ( الاجتماع ) واصبحت اربى يربوا فيها وعليها كل أنواع الخلائق...

وعليه
فيجيب علينا أن لا نخلط بين عملية تراب الأرض ( اجتماعها مع ماء السماء ) و عملية تراب الإنسان ( اجتماعهم )..
فمصطلح "تراب الارض" يعني أجتماع الأرض التي كانت ميتة مع ماء السماء ( أجتماع رابي السماء ومائه ب أربى الارض وصلبها ) لتصبحت حينها ربوة رابية يربوا عليها كل أنواع الحياة لأن التراب تعني الإجتماع بين رابيين..

و تراب الانسان أيضا تعني أجتماعهما مع بعضهما ليربوا ثمارهم
ولهذا فإننا نرى بأن كل حديث عن خلق الإنسان تسبقه دائما كلمة تراب وكقوله:

((( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا اجلا مسمى ولعلكم تعقلون )))

أي أنه هوا الذي خلقكم من تراب ( من اجتماع الرابي و الاربى ) ثم من نطفه ثم من علقه لأن مصطلح التراب القرآني تعني الإجتماع بين الرابي و الأربي ...
اذن
فالتراب الارضي تعني الأجتماع بين رابي السماء و أربى الارض
واما التراب في هذه التالية الكريمة فهوا التراب الأنساني ( الأجتماع بين رابي الإنس و أربى الأنسيا ) وليس التراب الارضي ( الأجتماع بين رابي السماء و أربى الارض ) والذي حصل في فجر لتكوين....
وهكذا فقط نفهم حقيقة خلق عيسى و بأن مثله كمثل أدم
فأدم قد جاء عن تراب الارض مع ماء السماء ( اي اجتماع الارض مع ماء السماء ) فتكونت كل أنواع الحياة البشرية الفطرية من هذا الطين الازب والناتج عن الاجنماع....
وأما عيسى فقد جاء عن تراب الأنس مع الأنسيا ( اي اجتماع مريم مع الرسول الروح ) والذي أدى بدوره الى تخليق عيسى في رحم أمه مريم.
وعليه
فكلهما قد خلق من حالت التراب والتي هي حالت الاجتماع بين رابيين

وكل الود والمحبة والاحترام للجميع

من قاموس محمد فادي الحفار