عذرا ومعذرتا عفيفه العيبي ويا بلقيس انهم خدعونا



سلام فضيل
2005 / 9 / 8

قبل ثلاث سنوات تقريبا عرضت اكثر من قناة تلفزيونية هولندية تسجيل لثلاث ائمة جوامع وهم مغربي وجزائري وتركي , مقيمين في هولندا , يحرضون فيه على فصل المرأة عن الرجل ,ومنعها من العمل, حيث قال احدهم المغربي (علينا ان نحاول قدر الامكان , ان نبني اسوار عالية كي لايرى احدهم الاخر ولو كان من بعيد اما العمل فهو كفر وزندقة واذا كان هناك من يدعي الاسلام ويسمح بذلك , فهو صهيوني كافر) . وقدموا الى القضاء الهولندي على اثر ذلك
والحكومة التي شكلها مجلس الحكم بعد سقوط النظام البائد في العراق , اتهم وزيرين فيها بانهم يمنعون النساء من الاختلاط بالرجال الا , امام الامريكان , وانكروا ذلك واحدهم الان وزيرا في الحكومة الحالية .
ويوم الاحد الماضي 4-9-2005 سارت مظاهرة عراقية مناهضة للارهاب في شوارع لاهاي (دنهاخ) , العاصمة السياسية للمملكة الهولندية , منع فيها اختلاط الرجال بالنساء حيث ابعدت النساء لمسافة , اكثر من عشرون مترا ووضع حاجز , على شكل لافته , بعرض الشارع الذي يسيرون عليه , وبارتفاع , اكثر من مترين , لدرجة ان المشهد اثار استغراب واءستهجان المارة .
ولكن هذه المرة , الذي شارك في اهانة المرأة وفي وسط بلد متحظر مثل هولندا الذين يشعرون بحساسية اتجاه , ابسط شئ يوجه ضد المرأة .
هم علمانيين (مرغمين ) واسلاميين كانوا ومازالوا , يعتبرون انفسهم الوجه المشرق للحضارة الاسلامية وينظرون الى هؤلائك , المتطرفين على انهم لايمتون باي صلة للاسلام , الذي يحترم المرأة ويعاملها على قدر المساوات , ويستشهدون بذلك بما كانت تفعله السيدة زينب عليها السلام , عندما كانت تلقي الخطب وتحشد الناس ضد الاستبداد , واخريات حاربن كتف لكتف مع الرجال , وكيف كانن يضمدن جراحهم وسط المعارك , دون سواتر فاصلة . وهم ايضا من المنادين بالتصويت على الدستور الجديد , الذي اقر المساوات .
العلمانين , قالوا خدعنا
عندما مرت بلقيس , وسط الساحة المواجهة للبرلمان التي وقف فيها الحشدان , النساء في الميسرة والرجال على الميمنة
مرت كفارس , خسر المعركة والمه منظر جيشه الذي وقف حزينا على ما اصابه من هزيمة ,وسار باتجاه تلة قريبة يطل من خلالها , على ساحة المعركة التي هزم جيشه فيها .
كانت مجمعوعة من العلمانين يقفون منفردين هناك , هي المرأة الوحيدة التي ذهبت اليهم , سألت احدهم بحزن , كيف قبلتم بذلك ؟
لقد اتفقنا معهم ان لايحدث مثل هذا يابلقيس , قلنا لهم ان تكون مظاهرة تليق بشعب , يؤمن بالحرية والعدالة والمساوات , وفوجئنا بذلك لحظة وقوفنا في صفوف لتنطلق المسيرة . وها انتي ترين شبيبة من كردستان وغيره , وسياسين اعضاء في البرلمان الهولندي معنا وهم يرفضون هذا رفضا مطلقا .
قاطعهم صوت احد الشبيبة وقبل ان يصلهم بخطوات , هل تقبلين هذا يابلقيس لقد خدعونا ؟
اراد ان يكمل يشرح لها ما حصل ولكن احد الصحفين الذي القى كلمة قبل قليل , قطع حديثه مع زميله والتفت , بلقيس هل رأيتي ؟ ذكر حكم الاعدام اربع مرات في مسلة حامو رابي , فلماذا اذن يعترض عليها الان الاستاذ كاظم حبيب ؟
نظرت اليه بحزن وكانها تقول له , عليك ان تلاحظ ان هناك فاصلة زمنية طولها الاف السنوات , وتركت الجميع وذهبت دون كلمة !
انتهت التظاهرة بعد اءلقاء الكلمات التي تدين الارهاب وتحظ على المحبة والعدالة والمساوات .
عاد الجميع مهزومين ومنتصرين , فوجد الكثير منهم كلمات لميعه العيبي , تنتظرهم ((اذا كنا في هولندا ولانستطيع ان نعترض على مثل هكذا عمل ,فمالذي سنتوقعه , من الذين هناك محاصرين بالميلشيات المدججة بالسلاح , والارهاب المتوحش الذي يقتل ويدمر كل شئ في العراق الجريح .