أشواك الإرهاب بين ثنايا الإعلام العالمي



منى حسين
2015 / 1 / 18

مسرحية طويلة عريضة تلك التي تؤدى في المنطقة والعالم.. وحش بدا صغير ووجد من يغذيه ليصبح خطر يهدد الإنسانية بأسرها.. ذلك الاشتباك والتناغم المنسجم ما بين لغة الارهاب ولغة القضاء عليه.. بطش وفتك وقتل وسفك دماء باستهتار واضح لا يعرف العيب ولا الخجل.. انتهاكات مستمرة تتشطر بفذلكة وبمسميات تاتي حسب المصالح ووفقا لمقتضياتها الارهاب والترهيب.. صناعة التعصب والتخلف بدعم الجهات السياسية العالمية تربت اوطان الجريمة والإرهاب.. بدعم وتاييد من لهم المصلحة بابقاء الساحة العالمية مشحونة بالقلق والتسليح والدفاع والهجوم.. الانتصار والهزيمة لعبة جرت ورائها الكثير وترتب على محترفيها الخوض بل والنجاح بتحقيق الاهداف الحقيقية التي وجد من اجلها الارهاب..
الحرب والجريمة وداعش التي تصول وتجول بالياتها وأسلحتها وإعلامها الذي بات يستحوذ ويتصدر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.. مد وجزر الإرهاب بداعش او سوا ه تلك العلكة التي مضغت الامان ومضغت المستقبل والسلام مما مضى او قادم.. جرف المراة وقضيتها وبدا يجلد ويجلد بسياط متعددة واصوات مبتكرة.. لكن ما هو اكثرها قسوة سوط وسيف الاعلام بأشواكه الإرهابية التي سكنت خلايا التجميل العالمي.. ملفات الارهاب الداعشي او سواه بوبت النساء ضمن نقطة انطلاق مهمة وحقيقة.. بل استهدفت المراة شر استهداف وما بين السبي والاغتصاب والاتجار وجهاد نكاح والرجم وقطع الرقاب والاعتداء على الطفلات.. وكل ما نشهده من انتهاك بحق الانسانية باسرها وعلى راسها النساء..
داعش صيرته الماكنة الأعلامية العالمية مصدر كل الماسي والويلات التي تمر بها البشرية وخصوصا النساء.. الجميع يتبارى بما يعرضه من قذرارت وحقارة هذا المنتج الذي تم زرعه في جسد البشرية، قسم من المحطات الأعلامية يعرض مشاهد الذبح وقسم أخر يعرض مشاهد القتل الجماعي.. واخر يخبرنا عن عدد المقابر الجماعية ويرينا صور المغدورين فيها.. وآخر طالعنا بكتيب شروط السبي ومحاسنه الصادر عن داعش ووووو. وعلى راس الخطة وباعلى درجات يتسيد الأرهاب ضد المراة لنكتشف في النهاية ان الجهات التي تدعي انصاف المراة والانتصار لها ليس افضل من داعش وارهابه.. هي وجه واحدة لكن بشكل اخر وبسياسة اخطر.. الاعلام الارهابي الذي يتعطر بندوات ومؤتمرات وحلول وحملات كلها فارغة لا تمت بصلة للمراة وقضيتها باي شكل من الاشكال.. دور الاعلام وكل ما يبث هو ضد قضية المراة ويحاول السير بها الى الحضيض
ما بين تهليل الاعلام وخداعه بوعود وبرامج انقاذ تلقيها علينا محطات الاستنكار التي تختبئ تحتها حقيقة دعم الارهاب.. وتسكن بين طياتها ذرات تدمير فتاكة تسيطر على كل الحواس.. بث متواصل وضخ مكثف ودعم سميك وغني بات ينفذ ويتغلغل ويمر كانه عسل لجراح أثقلت وجودنا بأكمله.. الجميع يدرك ويعي ومتيقن ان الثورة والتغيير لن يتم الا والمراة تفيض بهما.. لا يكفي دور الثوريين في التحرر الذاتي للطبقة العاملة كمدافعين عن المراة وقضيتها.. وعن كل الاضطهاد والمضطهدين لأنهم اساسا مضطهدين وتعددت اشكال واسباب اضطهادهم..
من السهل علينا تبني قضية الاحتجاج والاعتراض والمواجهة والقتال لكن الحقيقة ان العالم اكثر تعقيدا من ذلك بكثير.. واكثر من يتاثر بذلك هو الحركة النسوية وبالذات الحركة النسوية التي تهدف الى التحرر والمساوا..ة ولو عدنا للوراء قليلا واستذكرنا حركات سنوات الستينات واوائل السبعينات سنجد انها كانت نضالات اجتماعية قوية.. وقد احدثت حركة تحرر المراة في الستينات تاثير دائم على المجتمع.. ليبدا بعدها هجوم الراسمال وارباحه على تلك المكتسبات.. لأكثر من اربعون عاما وهم يهجمون بكل ما لديهم من اسلحة وتكنلوجيا للقضاء على مكتسبات حركات التحرر.. اربعون عاما او اكثر يهاجمون مكاسب الحركات النسوية وبنفس الالوان وتطور اليوم الى الاعلام وارهابه ودواعشه.. ليرسم الصور الكاريكاتورية عن الحركة النسوية.. يصور اليوم الاعلام الحركة النسوية على انها تمثل مجموعة النساء الحادات الفارغات الضعيفات والمستكنات.. يعادين الرجال ويخضعن للامتثال الذكوري ويصورن انفسهن ضحايا لكل عنف ولكل توتر واقتتال..
النساء تصدين لارهاب داعش وارهاب الاعلام وارهاب كل الانظمة الرامية الى عزل المراة وتهميش وجودها.. علينا ان ندرك ان الانسانية باسرها تتعرض لهجوم دموي.. وفي نفس الوقت هناك جهات تختص بمهاجمة الحركة النسوية.. علينا مواجهة الاعلام المدفوع الثمن الذي يتوجه نحو الحركة النسوية ويحاول أن يزعزع ارضية التحرر والمساواة بدرجات قمع تستهدف الطبقة العاملة.. ويجب ان نتعامل بجدية اكثر وعلى كل الجبهات لمقاومة القمع والاضطهاد وبالذات الاعلامي.. وسيدرك العالم بل انه قد ادرك ان الحركة النسوية الحقيقية حركة لا يمكن القضاء عليها، لانها متعددة الاوجه والأجنحة فلا والف لا لن يستطيع الاعلام البرجوازي الرأسمالي او الديني ان يمس نضال المراة ضد الاضطهاد والقمع.. في مخيلتهم فقط هذا التصور.. ان مهمتنا لن تنتهي أن مهمتنا لن تضمحل وليس هناك طريق للأنكسار.. بكل ما يعبئون من أعلام وتشويش، تبقى الحقيقة الناصعة والوحيدة ي أن الخلاص عن طريق المرأة.. وبناء العالم الأفضل لم يكون بدون المرأة وبدون حضورها وبدون تحررها ومساواتها..