قضية نسوية



يوسف عودة
2015 / 1 / 28

قضية نسوية
يوسف عودة
كثيرة هي القضايا التي تناضل المرأة في كافة المجتمعات من أجل تحقيقها، رافعةً شعار المساواة والعدالة الإجتماعية في جميع المجالات، فتحركها المستمر على الصعيد المجتمعي بشكل خاص والدولي بشكل عام، ونضالها ومجابهتها للرجال من أبناء وطنها بهدف تقاسم الأدوار العامة، جاء بنتيجة جيدة في بعض المجتمعات، أي أن نسبة تحقيق المرأة لمطالبها تختلف من مجتمع لأخر، فمثلا هنالك بعض المجتمعات التي حققت فيها المرأة نتائج إيجابية من ناحية مشاركتها الرجال كافة قضايا الحياة، الأمر الذي أتاح لها الإمكانية لممارسة وتقمص كافة الوظائف والأدوار المجتمعية، مثبتةً للعالم ولوطنها قدرتها على تحمل المسؤولية والسير نحو شواطئ الأمان، لترسو بثقة عالية معلنةً قدرتها على تحدي العقبات.
هذا لمحة بسيطة عن وضع المرأة بالعالم أجمع وما تقوم به من أجل الحصول على حقوقها، إلا أن الوضع مختلف لدى المرأة الفلسطينية، والتي تجابه على جبهتين، الأولى تنحصر في تهيئة المناخ العام داخل المجتمع الفلسطيني كي تمارس حقوقها أسوةً بالرجل، وأن يكون ذلك في كافة القطاعات، والتي إستطاعت من خلال نضالها في هذا المضمار بتحقيق جزء يسير من هذه الحقوق، أما المجابهة الثانية والتي طال أمدها، كانت في مقارعتها للاحتلال على مدار أكثر من ربع قرن، وهنا كان للمرأة الفلسطينية الدور الكبير الذي منحها ثقة واحترام أبناء وطنها، لكثرة ما قدمت وساهمت خلال هذه المسيرة والتي يعلم الله متى إنتهاؤها، فهنا كانت المرأة على الدوام بجانب الرجل في ساحات النضال، ليس هذا فحسب بل أنها قدمت الشهداء والأسرى، وتحملت عبء عائلات بأكملها، وسارت بها نحو موانئ النجاة معلنةً قدرة المرأة الفلسطينية، والتي أصبحت مثلاً يحتذى به لكل نساء الأرض على قوة تحملها وشدة صبرها.
وهنا لسنا بمجال الخوض في ذكر وتحليل المعوقات والصعوبات التي تحول دون حصول المرأة الفلسطينية على حقوقها كاملة، ولكن جُل همنا أن نؤسس لدولة مؤسسات تحترم الحقوق وتقدس الواجبات، وهذا أساسه العدل والمساواة بين جميع فئات الشعب، هذا من ناحية احترام المبادئ الإنسانية وإحقاق الحقوق، ومن ناحية أخرى ومهمة بنفس الوقت، يجب إتاحة الفرصة للمرأة لمشاركة الرجل كافة الأدوار على جميع الأصعدة، إنطلاقاً من نضالها ضد المحتل والذي لا يقل أهمية عن الرجل في هذا المجال، أي نتيجة حتمية لجهودها وعطائها الذي لا ينضب، يجب أن تكون في قمة الهرم كمشاركة أساسية في صنع ورسم خطوط وإستراتيجية البلد بشكل عام.
ولكن وفي هذا السياق، يجب التأكيد على توحيد الجهود لكافة الطواقم والمؤسسات النسوية التي تعمل في هذا المجال، أي يلاحظ بأن الخطط والأفكار التي يتم العمل عليها تكون بشكل منفرد في كثير من الأحيان، وهذا بحد ذاته يضعف من قوة هذه الحركة بتحقيق مطالبها، لذا بالإتحاد قوة إن أرادت النجاة وتصدر المواقع.