فارس.. رجل في سن مبكر



نظيمة سعد الدين
2015 / 2 / 28

لفت نظرى بابتسامتة الجميلة البريئة..رغم كل مايعانية من تعب من تلك المهنة الشاقة...انة فارس..سئلتة عن عمرة ضحك وقال مش عارف بس انا سيبت المدرس من 3 سنين علشان اشتغل واساعد ابويا ..انا سيبت المدرسة علشان ابوية بيقول انى مش شاطر الشغل احسن .. وبإبتسامة ملئ وجهه وكانة يعاند القدر ويريد الاثيات انة قد افلح في شيئ صنع منة رجل مسؤل يساعد اسرتة قال انا باخد 150جنية فى الاسبوع .. ببدء الشغل بعد صلاة الفجر وبشتغل حتى اذان الظهر وبعد ذلك يمارس طفولتة بالعب مع الاولاد فى الشارع

فارس لدية 5اخوات بنات يساعد والدة فى الانفاق عليهم ويعمل مع والدة الذى يقوم بحرق الطوب ، وكانت فى وقت سابق تلك الصنعة تدر مال وفير لكن في ظل تدهور الصناعة والكساد الذى الم بها اصبحت لاتكفى قوت اليوم .. وقال والد فارس ان ابنة بساعده بدلاً من اللعب فى الشارع.

واستمر فارس بسرد قصة كفاحة كعامل في مصنع الطوب قائلا : انا اعمل حتى ايام الاعياد علشان يبقى معى اموال اشترى بها العاب وافرح فى العيد.. كان نفسى ابقى فى مدرسة اروح الصبح واما ارجع العب مع الاولاد..بس انا كمان كدة بساعد ابويا.. يعنى مين هيساعدة ..وبعمل فارس فى خطوة التنظيف وهي كشف وتغطية للطوب بوضع القش علية قبل وبعد عملية الحرق علشان ينشف فى الشمس وتغطيتة لحمايتة من الرطوبة الى ان تتم عملية الحرق..وهي عملية مهمة والمفروض ان يقوم بها عامل كبير ولكن لتوفير المصاريف الخاصة بالمصنع يتم الاستعانة بالاطفال.

ويقول فارس انا شاطر قوى اوريكى بعمل اية .. وراح يقف امام الكاميرا ويقوم بعملة ليثبت لي كم هو متميز فى صنعتة.

احمد والبطاطا..

يستيقظ احمد حسين هذا الطفل النحيل ابن التاسعة مع صلاة الفجر لتساعدة امة فى اعداد عربة البطاطا التى ورثها عن والدة ليسير بها 3كيلو ونصف من قريتة القريبة من سنورس الفيوم ليقف فى مدخل الطريق الذى يأتى من القرية الى الفيوم .. ليقف هناك بين الطريقين القادم من والى القاهرة ليبيع البطاطا..
يؤكد احمد انه اصبح لة زبائن كثيرين من السائقين الذين يعملون على الطريق .. وان كثير من المسافرين يسعدون بالشراء منه لانهم بيقولو ان البطاطا بتاعته مميزة.

عندما تتابع احمد الذى ينتقل من والى عربتة الصغيرة ليعطى احد زبائنة البطاطا على هذا الطريق او ذاك .. يرتجف قلبك خوفاً علية لانة يقطع الطريق بسرعة .. ترى اى حلم يحلم بة هذا الطفل سوى جنيهات قليلة يعود بها اخر النهار الى بيتة الذى اصبح عائلة طفل لايتجاوز التاسعة من العمر .. سرعان ما ينسى اى منا همومه بمجرد ان يرى هذا الطفل الرجل الذى يعيل اسرة كاملة وهوة ما زال فى مرحلة الطفولة الغضة.. سألتة انت اية اللى بيسعدك يا احمد؟ قال لما بخلص كل البطاطا اللى معاية على العربية ..لانها بتكون خفيفة وانا "بجرها"للعودة الى القرية..وكمان لان امى بتكون سعيدة جدا جدا لان ذلك يعنى وجود اموال تكفى تعمل لنا طبخة لحم يوم الجمعة..ويضيف :ممكن نقعد شهر او اكتر ما نطبخش لحمة لان اخوتى البنات بيتعلموا ومصاريفنا كتيرة قوى ..




معتز .. يحلم بتغيير واقعة من عائل اسرة لعائل مجتمع

اما معتز فتحى (12سنه) يقول اشتغلت فى مصانع الطوب حوالى 4 سنوات..وبعدين لما جمعية نهر الخير فتحت الورش بتاعة التدريب قلت انا عايز اشتغل فيها لانها بتعمل كمان فصول محو امية وبتعلمنا نلعب كورة ..انا بتدرب فيها علشان انا نفسى اتعلم القرأة والكتابة..كان نفسى اروح المدرسة وابقى دكتور لكن ابويا طلق امى واتجوز فى محافظة البحيرة ..وسابنى انا واخواتى 4 من غير مصاريف فخرجتنى امى من المدرسة علشان اساعدها هية كمان بتشتغل فى الغيطان بس المصاريف كتير عليها..وانا حبيت اتعلم النجارة علشان مافيش حد :بيشخت فيه ويزعقلي "زى المعلم بتاع المصبع كلن بيزعق فينا وكمان ساعات بيضربنى ..انا نفسى لما اكبر اعمل ورشة كبيرة قوى قوى والم العيال اللى فى مصانع الطوب واعلمهم واعمل لهم مدرسة وملعب يلعبو فية كورة والعاب كتير.

يضيف معتز : انا بركب مواصلتين يوميا علشان اجى الورشة اتعلم فيها وبيدونى فلوس كمان واكل وحلويات..وانا بابقى تعبان جدا من الطريق الطويل بس انا ببقى فرحان علشان العب واتعلم بين بلدنا والفيوم 8 كيلو متر ..اتمنى انهم يعملو ورشة نجارة فى قريتنا عندنا اولاد كتير قوى بيشتغلوا فى الطوب ..ونفسى كلهم يشتغلوا نجارة لانها انضف ومافيهاش تعب زى الطوب ...كنت بشيل تراب علشان المعلم بتاع السكينة يعجنه ويغطى بية الطوب كمن طول النهار الم التراب واحطة فى الجردل واشيلة وكان بيبقى تقيل قوى علية.